بعد نشر قواتها قرب الحدود الليبية.. مخاوف أمريكية من استعادة النفوذ الروسي بطرابلس

الثلاثاء 14/مارس/2017 - 02:22 م
طباعة بعد نشر قواتها قرب
 
يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد العديد من المفاجئات بشان الأزمة الليبية، ففي المشهد الحالي يظهر الدور القوي لروسيا والتي تسعي لتنامي نفوذها واستعادته مجددًا في ليبيا، حيث تقول مصادر أمريكية ومصرية معًا، أن روسيا نشرت فيما يبدو قوات خاصة في قاعدة جوية بغرب مصر قرب الحدود مع ليبيا في الأيام الأخيرة في خطوة من شأنها زيادة المخاوف الأميركية بشأن دور موسكو المتنامي في ليبيا.
بعد نشر قواتها قرب
ووفق وكالة رويترز الأمريكية، فقال المسؤولون الأمريكيون والدبلوماسيون إن أي نشر لقوات روسية من هذا القبيل قد يكون في إطار محاولة دعم القائد العسكري الليبي خليفة حفتر الذي تعرض لانتكاسة عندما هاجمت سرايا الدفاع عن بنغازي قواته يوم الثالث من مارس عند موانئ النفط الخاضعة لسيطرته، مضيفين أن الولايات المتحدة لاحظت فيما يبدو قوات عمليات خاصة روسية وطائرات دون طيار عند سيدي براني على بعد 100 كيلومتر من حدود مصر مع ليبيا.
مصادر أمنية أكدت أنها وحدة عمليات خاصة روسية قوامها 22 فردا لكنها امتنعت عن مناقشة مهمتها، مضيفة أن روسيا استخدمت أيضا قاعدة مصرية أخرى إلى الشرق من سيدي براني بمرسى مطروح في أوائل فبراير. 
في ذات السياق، نفى رئيس لجنة الأمن والدفاع في المجلس الاتحادي الروسي  فيكتور أوزيروف وجود قوات خاصة روسية قرب الحدود مع ليبيا.
وقال في تصريحات صحافية اليوم الثلاثاء إن أي وجود للقوات الروسية خارج أراضيها يجب أن ينال موافقة المجلس الاتحادي الروسي، وأن يكون بناء على طلب الحكومة الشرعية في ليبيا أو غيرها من الدول.
فيما نفى المتحدث العسكري المصري، العقيد تامر الرفاعي، مرابطة قوات أجنبية على الأراضي المصرية، مشيرا إلى وجود وحدة عمليات خاصة روسية مؤلفة من 22 فردا.
ويري مراقبون أن نشر قوات روسيا يأتي في إطار محاولة دعم المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي الذي تعرض لانتكاسة عندما هاجمت سرايا الدفاع عن بنغازي قواته في الثالث من الشهر الجاري بمنطقة الهلال النفطي.
وكانت تقارير أفادت بالزيارات التي قام بها حفتر لموسكو مرتين في الأشهر الثمانية الماضية وطلب أسلحة رغم الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على توريد السلاح إلى ليبيا.
يأتي ذلك وسط مخاوف واشنطن من التدخل الروسي في ليبيا ودورها في الوقت الحالي، والتي تسعي من خلاله لكسب الدولة الغنية بالنفط.
قائد القوات الأمريكية في أفريقيا الجنرال توماس والدهاوسر قال الأسبوع الماضي لمجلس الشيوخ إن روسيا تحاول بسط نفوذها في ليبيا لتعزز سطوتها في نهاية المطاف على كل من يمسك بزمام السلطة.
ويري مسؤولون أن هدف روسيا في ليبيا محاولة فيما يبدو "لاستعادة موطئ قدم حيث كان الاتحاد السوفياتي ذات يوم حليفا للقذافي".
وخلال العامين الماضيين أرسلت بعض الدول الغربية ومن بينها الولايات المتحدة قوات خاصة ومستشارين عسكريين إلى ليبيا. ونفذ أيضا الجيش الأميركي ضربات جوية دعما لحملة ليبية ناجحة العام الماضي لطرد داعش من معقله في مدينة سرت.
وتشهد ليبيا حالة من عدم الاستقرار بسبب النزاعات علي السلطة منذ سقوط معمر القذافي في 2011، وحالة الفوضي التي سببتها الأطراف المتنازعة علي الحكم والتي تسببت في فرض الميلشيات المسلحة نفوذها داخل أنحاء ليبيا بالكامل، وحتي الآن لا زالت تتوغل داخل البلاد.
وتتسابق حكومة الوفاق الوطني المدعومة أمميًا والتي جاءت باتفاق الصخيرات في ديسمبر 2016، لكسب ود روسيا لمنحها الثقة التي يحظي بها المشير حفتر، واستعدت موسكو فيما يبدو لتعزيز دعمها الدبلوماسي لحفتر على الرغم من غضب الحكومات الغربية بالفعل من تدخل روسيا في سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد.
وقال أوليج كرينيتسين رئيس مجموعة (آر.إس.بي) الأمنية الروسية إن قوة من بضع عشرات من المتعاقدين الأمنيين المسلحين من روسيا عملوا حتى الشهر الماضي في منطقة بليبيا خاضعة لسيطرة حفتر.
بعد نشر قواتها قرب
وكان موقع "ميدل إيست آي" البريطاني كشف أن اللواء حفتر سيتلقى عربات مصفحة وذخائر ومعدات مراقبة بعد موافقة روسيا على تسليحه.
ونقل الموقع عن مصدر في الجيش الجزائري قوله إن "الجزائر أحد أهم الوسطاء في المنطقة ألقت بثقلها خلف حفتر من أجل تقويته باعتباره أحد اللاعبين الرئيسيين في الحرب الأهلية الليبية".
وقال المصدر العسكري: "علينا أن نواجه الحقائق فنحن لن ننتظر إلى الأبد على أمل أن تتوصل الأطراف السياسية الليبية إلى اتفاق تحتاج ليبيا إلى إعادة فرض سيادة القانون في كافة أرجاء البلاد وتحتاج إلى جيش قوي قادر على ضمان أمنها حتى حدودها ونحن نشاطر الروس في رؤية ما".
وقال "ميدل إيست آي" إن حفتر إذا ما حظي بمساندة روسيا فإنها ستزوده بعربات مصفحة وذخائر وأجهزة تنصت ومراقبة متقدمة وسيصبح على الأغلب قادرا على تعزيز وضعه بصفته الرجل القوي في البلد الممزق.
ويفتح الدعم الروسي لحفتر الأبواب أمامها من أجل الحصول موطئ قدم في شمال أفريقيا بعد محاولاتها على مدى السنوات الماضية.
وصرح مصدر عسكري جزائري لـ"ميدل إيست آي" بأن الروس "طلبوا عام 2010 من الجزائر تسهيل الوصول إلى قاعدة مرس الكبير البحرية بالقرب من أوران لكن النظام رفض وقال لهم لا" مضيفا: "أما الآن فقد بات بإمكانهم الوصول عبر الساحل الليبي، لافتا إلي أن الاتفاق مع حفتر لتسليحه ودعمه تم على متن حاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزنيتسوف في 11 يناير المنصرم.
وكشف الموقع أن "الصفقة مع حفتر أبرمت في موسكو في شهر سبتمبر من العام الماضي وحضرها المبعوث الخاص للجنرال والسفير السعودي في ليبيا عبد الباسط البدري والمبعوث الشخصي لفلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الشؤون الخارجية ميخائيل بوغدانو". 
كما كشف "ميدل إيست آي" في ديسمبر 2015 النقاب عن أن الجزائر وافقت على تزويد حفتر بالأسلحة طالما أنها "لا تستخدم للاستيلاء على السلطة بشكل غير قانوني أو في قتال الليبيين باستثناء متشددي تنظيم الدولة الإسلامية". 
وينقل الموقع عن مصدر مقرب من المخابرات الجزائرية قوله إن حفتر "استقبل كزعيم في الجزائر وموسكو واتفق مع صناع القرار السياسيين والأمنيين في الجزائر على إبقاء ممثل شخصي له لابقاء خط اتصال مفتوح حول قضايا مكافحة الإرهاب".
يشار إلى أنه وخلال العامين المنصرمين أرسلت بعض الدول الغربية ومن بينها الولايات المتحدة قوات خاصة ومستشارين عسكريين إلى ليبيا. 
وتسعى روسيا إلى استعادة نفوذها في ليبيا قبل سقوط القذافي خاصة بعد الأرباح التي جنتها من الزعيم الراحل معمر القذافي قبل الإطاحة به وكانت بقيمة 4 مليارات دولار علاوة على التدريب العسكري الذي قدمته روسيا وعاد عليها بحليف شديد الولاء في المنطقة.

شارك