الجيش اليمني يشدد علي الحسم العسكري.. وخبراء ايرانييون في قبضة الحكومة

الثلاثاء 14/مارس/2017 - 02:30 م
طباعة الجيش اليمني يشدد
 
بوادر فشل لمساعي المبعوث الأممي "ولد الشيخ" لعودة المفاوضات في اليمن، مع استمرار تقدم الجيش اليمني بعدة جبهات في مقدمتها محيط العاصمة صنعاء، ياتي ذلك مع وجود تقارير اممية عن تردي الوضع الانساني في اليمن.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، قال المتحدث باسم المقاومة الشعبية في صنعاء عبدالله الشندقي " أنه لا خيار أمام الجيش الوطني والمقاومة سوى الحسم العسكري، والذي لم تبق ميليشيات الحوثي وصالح أمام اليمنيين حلا غيره.
وفي تصريح نقلته " عكاظ " السعودية أضاف " الشندقي " أن هذا الخيار بمثابة الخلاص لإنقاذ اليمن من الكارثة والوضع الإنساني المريع وحافة الهاوية التي أوصلنا إليها المخلوع والحوثي.
وحذر القيادي في المقاومة من الدعوة إلى مفاوضات سلام في ظل النجاحات التي يحققها الجيش الوطني قائلا: بعد النجاحات التي تتحقق بشكل يومي، فإن الدعوة إلى مشاورات مع ميليشيات انقلابية سيكون شريكًا لهذه الميليشيات في جرائمها من خلال منحها مزيدا من الوقت.
ولفت إلى أن الجيش والمقاومة يعولان على القيادة السياسية والعسكرية في إدراكها لضرورة الحسم ومضيها في الإسراع به بدعم وإسناد التحالف العربي. 
وفي سياق نفسه، قتل 28 مسلحا حوثيا وأصيب العشرات، بقصف جوي لطيران التحالف، وكذا قصف مدفعية الجيش الوطني في محافظة حجة، شمال غرب اليمن.
وقالت المصادر، إن أكثر من 20 حوثيا قتلوا بغارتين لمقاتلات التحالف العربي استهدفت تجمعاتهم في مزارع بمنطقة الجَر، بمديرية عبس، وكذا في مزرعة النداني، في مديرية حيران، بمحافظة حجة.
كما دمرت مقاتلات التحالف مدفع ساحلي للمليشيات جنوب مدينة حرض.
إلى ذلك، قتل 8 من عناصر مليشيا الحوثي وصالح، بقصف مدفعي للجيش الوطني جنوب شرق مدينة ميدي، بالتزامن مع شن الطيران أكثر من 20 غارت على مواقع الانقلابيين في هذه المديرية.
كما كثفت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية من غاراتها العنيفة على مواقع وأهداف للحوثيين وقوات المخلوع صالح في محافظة صنعاء.
واستهدف الطيران أحد الأهداف، في منطقة محلي، في حين شن 3 غارات على مواقع في منطقة بن ناجي، وغارات، على منطقة محلي، ومنطقة زتر وحريب نهم.
كما شن الطيران عدة غارات على أهداف للانقلابيين في مديرية همدان، شمال العاصمة صنعاء، في حين استهدف بغارة هدفا على الطريق العام في منطقة بني ضبيان، بمديرية خولان، جنوب العاصمة صنعاء.
كما باغتت طائرات التحالف العربي، زعيم جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن، مستهدفة بغارتين جويتين كهفاً في جبل مران، بمديرية حيدان، المعقل الروحي للمليشيات بمحافظة صعدة شمال اليمن.
وذكرت مصادر متعددة لـ«يمن برس» إن طائرات التحالف الذي تقوده السعودية، شنت غارتين جويتين على كهفاً أسفل جبل مران، يُعد واحداً من عشرات الكهوف التي أعدها الانقلابيون كمخابئ سرية وآمنة لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي ومرافقيه من الحرس الثوري الإيراني.
ولم تذكر المصادر تفاصيل عن نتائج الغارات، مؤكدة سقوط قتلى وجرحى بينهم قيادات رفيعة.
وجاءت غارات التحالف المباغتة، لتثير الرعب والخوف في قيادة المليشيات وزعيهما الحوثي، حيث باتت ضرات التحالف أكثر اقتراباً منه بعد استهداف عدى مخابئ وأماكن سرية يتنقل بينها الحوثي متخفياً بصحبة مرافقيه الإيرانيين.
وبحسب المصادر فإن زعيم الحوثيين أصبح على قناعة أن أيامه باتت معدودة، خاصة بعد استهداف موقعه السري أسفل جبل مران أمس الاثنين، واستمرار تقدم القوات الحكومية في أكثر من جبهة وشارفت على دخول العاصمة صنعاء.
وعلي صعيد اخر أكد تنظيم القاعدة في اليمن تواجده بقوة في مدينة تعز اليمنية التي تتقاسمها القوات الحكومية والانقلابيين، عقب محاكمة قيادي في حزب الناصري اليمني على خلفية مقالة نشرتها إحدى المواقع الالكترونية، عن تردي الخدمات في أحد المشافي الحكومية.
وقالت مصادر حزبية يمنية لـموقع"24 الاماراتي"، إن القيادي في الحزب الناصري جميل الصامت كتب تحقيقاً عن تردي الخدمات في مستشفى الجمهورية الحكومي في تعز ليفاجأ بأمر حضور إلى أمير تنظيم أنصار الشرعية في عدن، الذي اعتقله واستجوبه في سجن خاص لأكثر من ثلاثين ساعة.
ولفت المصدر إلى أن تنظيم القاعدة بات هو المتحكم في مدينة تعز وتخوض عناصر إلى جانب عناصر إخوانية مواجهات ضد كتائب القيادي السلفي أبو العباس، الأمر الذي بات يثير مخاوف الأهالي في تعز من إعلان المدينة الكبرى إمارة قاعدية.

الدور الايراني:

الدور الايراني:
وعلي صعيد اخر، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء " حسين عرب " أن الحكومة اليمنية لم تتلق أي خطاب من إيران بشأن التفاهم حول إطلاق سراح خبراء في قبضتها كانوا يقاتلون مع الحوثيين .
وقال اللواء " عرب "  إن إيران متورطة في دعم الميليشيات والجماعات الإرهابية في اليمن التي تدار من شبكة تابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء.
وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية قد أعلنت ألقاء القبض على عدد من الخبراء الإيرانيين بعدد من المحافظات في أوقات سابقة.
وقال قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء " أحمد حسان " مطلع الأسبوع الجاري أن خبراء لبنانيين تم القبض عليهم في جبهات القتال مع الحوثيين في محافظة مأرب ويخضعون للتحقيق لدى دائرة الاستخبارات العسكرية .

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، عقد ممثلوا اللجنة الرباعية المعنية بالملف اليمني إضافة إلى سلطنة عُمان، اجتماعاً في العاصمة البريطانية لندن، الذي تم تخصيصه لبحث الجهود الرامية لإحلال السلام في اليمن. 
وقال دبلوماسي بريطاني لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن "الاجتماع الذي عقد على مستوى السفراء وحضره أيضاً المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ناقش دعم جهود المبعوث الأممي لإيقاف الحرب والوضع الإنساني"، وتابع أن "النقاش تطرق إلى أمور تفصيلية، تمهيداً لعرضها على الوزراء في اجتماع لاحق".
كما ادلى العضو في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وكبير محرري مجلة الحرب الطويلة "توماس توسيلين" بشهادة أمام لجنة مجلس الشيوخ خلال جلسة بعنوان "حل النزاع في اليمن: مصالح ومخاطر وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب اليمنية".
وقد دعت الجلسة إلى الكشف عن القوى المحركة للحرب الجارية في اليمن، فضلاً عن الأدوار التي تلعبها الجهات الأجنبية في هذه الحرب.
وخلال الجلسة فقد كشف "توماس توسيلين" في شهادته الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين وتقويضه لجهود الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة الإرهاب.
وأعلنت الحكومة الأمريكية منذ وقت طويل أن إيران هي واحدة من مساندي جماعة المتمردين الحوثيين بالإضافة إلى الرئيس السابق للبلاد"علي عبدالله صالح" الذي سيتم مناقشته دوره لاحقاً.
وذكر سكرتير وزير الدفاع "آش كارتر" آنذاك في عام 2015 المصالح الأمريكية الأساسية في المنطقة ومنها مساندة المملكة العربية السعودية في حماية أراضيها ومواطنيها من هجمات المتمردين الحوثيين ودعم الجهود الدولية المتمثلة في منع وصول شحنات الأسلحة الإيراني الفتاكة إلى الحوثيين وقوات صالح، وقد رد الحوثيون على ذلك بإطلاق الصواريخ على السفن الأمريكية والسفن الأخرى التابعة لدول أخرى.
 كما تطرقت شهادة "توسيلين" لجهود الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" وأنصاره في إسقاط حكومة عبد ربه منصور هادي:
 وذكر أن الرئيس السابق لليمن "علي عبدالله صالح" وابنه تحالفوا  مع المتمردين الحوثيين لإحباط أي  فرصة لوجود عملية سياسية مستقرة في البلاد، ولذلك وافقت وزارة الخزانة الأمريكية في عام 2014 على عدد من العقوبات ضد صالح واثنين من القادة العسكريين الحوثيين باعتبارهم "مُعرقلي العملية السياسية في اليمن"، حيث كان علي صالح يقوم بتقديم المال والدعم السياسي للمتمردين الحوثيين منذ خريف عام 2012.
 وفي شهر أبريل من عام 2015 قامت وزارة الخزانة الأمريكية أيضاً بفرض عقوبات على نجل الرئيس السابق "أحمد علي عبدالله صالح" الذي كان قائداً لقوات الحرس الجمهوري والذي لعب دوراً هاماً في توسع تمرد الحوثيين في اليمن، ولكن فيما بعد قام الرئيس "عبد ربه منصور هادي" بإزاحته من ذلك المنصب.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلي الصعيد الانساني، قالت إرثارين كازين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن أوضاع الأمن الغذائي والتغذية في اليمن آخذة بالتدهور بشكل سريع جراء النزاع المستمر في البلاد، مشيرة إلى أن من بين الـ 17 مليون شخص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، منهم 7 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية طارئة.
وأضافت كازين، خلال مؤتمر صحافي عقدته في مقر منظمة الأغذية العالمي في عمّان، أنها خلال زيارتها إلى اليمن طلبت من المسؤولين هناك السماح لهم بإيصال المساعدات لكل من يحتاج إلى هذه المساعدات، إضافة إلى الحصول على تسهيلات وتأشيرات دخول إلى اليمن لموظفي الإغاثة والمعدات الإنسانية لتليبة الاحتياجات السريعة للمواطنين هناك.
ووفقاً لتقييم مشترك أجرته ثلاث منظمات تابعة للأمم المتحدة، أكد ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في اليمن بمقدار 3 ملايين شخص في غضون سبعة أشهر، بحيث أصبح حوالي 17.11 مليون شخص في ذلك البلد يواجهون صعوبات في الحصول على الغذاء.
وبيّن التقييم أن معدلات سوء التغذية الحاد قد تجاوزت المستوى "الحرج" في أربع محافظات، في حين يستمر الإنتاج الزراعي بالانخفاض في جميع أنحاء البلاد.
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع لـلأمم المتحدة أطلق الشهر الماضي نداء لتأمين أكثر من 950 مليون دولار لدعم أكثر من سبعة ملايين شخص في إطار خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2017.
فيمات كشفت وزارة حقوق الإنسان اليمنية عن مقتل وجرح قرابة 38 ألف مدني على يد ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية منذ بدء الحرب ضد اليمنيين، وذلك بواقع قرابة 11 ألف قتيل و27 ألف جريح بينهم نساء وأطفال.
جاء ذلك في تقرير استعرضه نائب وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر عن حالة حقوق الإنسان في اليمن للفترة من 1 يناير 2015 إلى 31 يناير 2017 على هامش الجلسة الـ 34 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف الاثنين.

المشهد اليمني:

مع فشل مسعي المبعوث الأممي في التوصل الي جولة جدية لمفاوضات في اليمن، وتأكيد الرئيس عبدربه منصور هادي، علي مخرجات الحوار الوطني  والمبادرة الخليجية والقرارات الأممية ذات الصلة، في مقدمتها القرار 2216، كمرجعية للحل في اليمن، تشير الي تعقد المشهد السياسي، واستمرار الخيار العسكري كخيار وحيد للاطراف المتصارعة في اليمن

شارك