النفط الليبي.. بين صراع الميلشيات وسيطرة الحكومات

الأربعاء 15/مارس/2017 - 12:27 م
طباعة النفط الليبي.. بين
 
في ظل مساعي قوات شرق ليبيا التابعة للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، قالت مصادر إنها استعادت أمس الثلاثاء 14 مارس 2017 السيطرة على مينائي رأس لانوف والسدر النفطيين من فصيل منافس كان قد سيطر عليهما في وقت سابق من هذا الشهر وإنها تلاحق المنافسين في الصحراء.
النفط الليبي.. بين
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية أن منطقة الهلال النفطي تعرضت للهجوم ليلة الجمعة الماضية، حيث خسرت قوات المشير خليفة حفتر موقعا نفطيا هاما في شمال شرق ليبيا سيطرت عليه مجموعات مسلحة ما يعرف بـ"سرايا الدفاع عن بنغازي"، غير أن المعارك متواصلة من أجل استعادته.
ويأتي الصراع علي النفط الليبي ما بين الحكومات الثلاثة المتصارعة علي الحكم بينها الشرق وطرابلس وحكومة الإخوان، فضلا عن الميلشيات المسلحة التي تسعي بكل جهدها للسيطرة علي الهلال النفطي وهو المطمع الرئيسي حتي الآن.
وقال أحمد المسماري المتحدث باسم قوات الجيش الوطني الليبي المتمركزة في شرق ليبيا إن مقاتلين من سرايا الدفاع عن بنغازي يتراجعون باتجاه بلدة هراوة على بعد ما يربو على 100 كيلومتر إلى الغرب من السدر والجفرة.
وكان اتهم عددًا من أعضاء مجلس النواب قطر وتركيا، بدعم ميليشيات "ما يعرف بسرايا الدفاع عن بنغازى" التى هاجمت منطقة الهلال النفطى الليبى، كما حمَّلوا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المسؤولية القانونية والأخلاقية أمام الشعب الليبي والعالم.
وقد شنت السرايا المتحالفة مع قبائل من الشرق، هجوما جديدا سعيا لاستعادة منشآت الهلال النفطي الليبي، وطالب الأعضاء الموقعين على بيان أصدروه أنذاك، أعضاء المجلس الرئاسى على القطرانى وعمر الأسود وفتحى المجبرى للانسحاب فوراً من ما يسمى المجلس الرئاسى وإعلان استفالتهم منه.
وقال مسؤول بسلاح الجو إن ضربات جوية استهدفت أمس الثلاثاء مواقع سرايا الدفاع عن بنغازي في الجفرة في وقت متأخر الثلاثاء.
وأظهرت لقطات وصور قوات الجيش الوطني الليبي حول المينائين وأكد أحد سكان رأس لانوف أنها دخلت المدينة المجاورة للميناء والمصفاة بعد اشتباكات وغارات جوية.
وقال بيان لمنفذ إعلامي تابع لسرايا الدفاع عن بنغازي إن مقاتلي السرايا يرابطون في المنطقة إلى الآن، وأثار القتال للسيطرة على موانئ النفط مخاوف من تصاعد العنف وعرقلة جهود الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لإنعاش إنتاجها النفطي.
ويقف كل من الجيش الوطني الليبي وسرايا الدفاع عن بنغازي على طرفي النقيض في صراع متقطع اندلع في 2014 بين فصائل تتمركز في شرق ليبيا وغربها.
وفشلت معظم مفاوضات التوصل لاتفاق سياسي بين الجانبين وقد يؤدي تجدد القتال إلى تفاقم الشقاق بين الشرق والغرب.
ووفق وكالة رويترز الأمريكية قال أكرم بوحليقة القائد بالجيش الوطني الليبي في مدينة أجدابيا إن قوات برية وجوية وبحرية شاركت في هجوم الثلاثاء.
وقال الجيش الوطني الليبي إن عشرة من جنوده قتلوا فيما أصيب 18 آخرون أثناء القتال. ولم ترد أرقام عن القتلى والجرحى في صفوف سرايا الدفاع عن بنغازي.
وسيطر الجيش الوطني الليبي على موانئ الهلال النفطي في سبتمبر لينهي حصارا طويلا للمنطقة، وسلم الموانئ للمؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس مما أتاح زيادة إنتاج النفط لأكثر من المثلين.
وفاجأ تقدم سرايا الدفاع عن بنغازي الجيش الوطني الليبي وردت فصائل الشرق بغضب واتهمت الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس بدعم خصومها.
النفط الليبي.. بين
وأشار المسماري المتحدث باسم قوات الجيش الوطني الليبي إلى أن تسليم الموانئ هذه المرة للمؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس غير مضمون وقال إن القرار بشأن من سيتولى العمليات في الموانئ سيتخذ في وقت لاحق وإن رئيس مكتب المؤسسة الوطنية للنفط في الشرق سيتفقد الموانئ.
جاء ذلك بعد ظهور رسالة من ناجي المغربي رئيس فرع المؤسسة الوطنية للنفط في الشرق قال فيها إنه لا يستطيع الالتزام باتفاق الوحدة الذي وقع مع المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس العام الماضي.
ومنذ سيطرة سرايا الدفاع عن بنغازي على السدر ورأس لانوف تراجع الإنتاج مجددا من 700 ألف برميل يوميا إلى 600 ألف مع تعطل عمليات في الميناءين. ويسيطر الجيش الوطني على مينائي البريقة والزويتينة الأقرب إلى بنغازي.
وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء إن أحدث موجة من القتال حول منطقة الهلال النفطي شهدت انتهاكات لحقوق الإنسان منها القتل والاعتقال التعسفي.
ووفق بوابة الحركات الإسلامية، يأتي ذلك في وقت تشهد ليبيا حالة من الفوضي عقب سقوط معمر القذافي في 2011، وبالأخص مع تعنت الأطراف المتنازعة علي الحكم، ما بين حكومات واحدة في الشرق يواليها الجيش الليبي بقيادة حفتر، والأخري في طرابلس ويواليها المجلس الرئاسي المنبثق عن اتفاق الصخيرات بقيادة فايز السراج.
وكانت قوات حفتر سيطرت في سبتمبر الماضي على موانئ النفط الأربعة في شمال شرق ليبيا "الزويتينة، والبريقة، وراس لانوف، والسدرة"، التي تؤمن معظم صادرات النفط الليبي وكانت حتى سبتمبر تحت سيطرة قوة حرس المنشآت النفطية الموالية لحكومة الوفاق.
وأضاف المتحدث أن "الوضع العسكري تحت السيطرة العامة" في منطقة الهلال النفطي، مشيرا إلى أن "المعركة مستمرة (...) وتتم بتوجيهات من قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر"، مشيرا إلى مقتل عنصرين من قوات حفتر.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن سرايا الدفاع عن بنغازي تتشكل من فصائل إسلامية التوجه طردتها قوات حفتر من مدينة بنغازي شرق، في إطار حربه على الجماعات الإسلامية المتشددة السائدة في شرق ليبيا.
وكانت ذكرت بوابة الحركات أيضا في تقرير لها، تراجع إنتاج ليبيا من النفط إلى خمس ما كان في 2010، في الوقت الذي تملك فيه البلاد أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا يقدر بـ48 مليار برميل.
من المعروف أن النفط هو مصدر الدخل الرئيس لليبيا الغارقة في الفوضي العارمة، منذ 2011، إضافة إلى التنازع على ادارتها من جانب ثلاث حكومات هي الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب وحكومة الانقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، وحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة.

شارك