بعد 5 أشهر علي معركة الموصل.. القوات العراقية تقترب من مقر "خلافة" داعش

الأحد 19/مارس/2017 - 10:33 ص
طباعة بعد 5 أشهر علي معركة
 
لا زالت القوات العراقية تواصل مساعي القضاء علي التنظيم الإرهابي "داعش" من مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية التي سقطت تحت قبضة التنظيم في يونيو 2014، حيث نجحت الجيش العراقي في دحر ما يقرب من 90% من معاقل داعش منذ أن بدأ هجماته علي المدينة، ودخلت القوات العراقية الحي القديم بمدينة الموصل والمنطقة المحيطة بالمسجد التاريخي "جامع النوري" أول أمس الجمعة في محاولة لقطع طريق رئيسي يمكن أن يتدفق منه انتحاريون من تنظيم داعش.
بعد 5 أشهر علي معركة
ويعتبر مسجد "النوري" هو الذي أعلن فيه أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش قيام "الخلافة" منه في يونيو 2014 بعد سيطرة قواته على المدينة، واختار البغدادي جامع النوري الكبير ليعلن منه "الخلافة" التي تمتد على أراض في العراق وسوريا في 2014.
ويعتبر الجانب الغربي من الموصل، أصغر من جانبها الشرقي من حيث المساحة، حيث يبلغ 40% من مساحة المدينة، لكن كثافته السكانية أعلى، ويتسم بأزقته وشوارعه الضيقة، ما يجبر القوات العراقية على خوض حرب شوارع مع داعش، ربما تحمل أخطارا على حياة المدنيين خصوصا بعد مقتل العديد منهم في المعارك.
وتمت استعادة أجزاء أخرى من غرب الموصل منها المستشفى أمس الأربعاء وصباح اليوم الخميس لكن ضباطا قالوا إن التقدم تباطأ بسبب تفجير سيارات ملغومة وتلغيم منازل وأزقة، ثم توقف التقدم بسبب سوء الأحوال الجوية.
يأتي ذلك بعد مرور خمسة أشهر على حملة تحرير الموصل آخر معقل كبير لداعش في البلاد استعادت القوات العراقية المدعومة من ضربات التحالف بقيادة الولايات المتحدة السيطرة على الشطر الشرقي من المدينة ونحو نصف غرب الموصل على الضفة الأخرى من نهر دجلة.
وفي 17  أكتوبر الماضي، انطلقت معركة تحرير مدينة الموصل من أربعة محاور بمشاركة أكثر من 100 ألف عنصر أمن من الجيش وقوات مكافحة الإرهاب وقوات البيشمركة جيش الإقليم الكردي وقوات الحشد الشعبي فصائل شيعية مسلحة وبإسناد من التحالف الدولي، وبعد معارك شرسة تمكنت القوات من استعادة الجانب الأيسر شرق المدينة.
وتلقى القوات مقاومة عنيفة مع تراجع المتشددين إلى داخل الحي القديم حيث من المتوقع أن يدور قتال بالشوارع في الأزقة الضيقة وحول الجامع الذي أعلن منه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي دولة الخلافة قبل نحو ثلاثة أعوام.
وأطلقت طائرة هليكوبتر صواريخ ودوت أصداء أعيرة نارية كثيفة وقذائف مورتر بينما دارت اشتباكات في أحياء قريبة من جامع النوري حيث لا تزال راية التنظيم مرفوعة على مئذنته.
ووفق وكالة رويترز قال متحدث باسم الشرطة الاتحادية إن الشرطة وقوات الرد السريع باتت تسيطر سيطرة كاملة على جامع الباشا وشارع العدالة وسوق باب السراي داخل الحي القديم، مضيفًا أن القوات تحاول عزل المنطقة من كافة الجوانب ثم بدء هجوم من جميع الجهات.
بعد 5 أشهر علي معركة
وتحاول القوات العراقية محاصرة الحي القديم وقطع طريق للخروج منه لمنع الدولة الإسلامية من إرسال السيارات والشاحنات الملغومة التي تستهدف مواقع الجيش داخل المدينة، وتضم القوات العراقية الجيش والقوات الخاصة والبشمركة الكردية وجماعات شيعية مسلحة.
ويعيش ما يصل إلى 600 ألف مدني مع عناصر داعش داخل الموصل التي عزلتها القوات العراقية عن باقي الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش في العراق وسوريا، وشهد هذا الأسبوع أعلى مستوى للنزوح حتى الآن إذ نزح 32 ألفا بين يومي 12 و15 مارس.
ويفر السكان من الأحياء الغربية التي استعادت الحكومة السيطرة عليها وبينهم كثيرون يعانون من الجوع والصدمة نتيجة للعيش في كنف الحكم الصارم للدولة الإسلامية، ويقول كثيرون إن الغذاء يقل والأمن هش حتى في المناطق المحررة.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن نحو 255 ألف شخص نزحوا عن الموصل والمناطق المحيطة بها منذ أكتوبر وبينهم أكثر من مئة ألف شخص منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة بغرب المدينة في 19 فبراير.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، ويري محللون أن معركة الجانب الغربي للموصل ستكون من أصعب المعارك التي خاضتها القوات العراقية منذ انطلاق المعركة في أكتوبر الماضي، حيث أن الكثافة السكانية أكبر بكثير من الجانب الشرقي، وهذا سيكلف القوات العراقية مجهود أكبر للحفاظ علي سلامة أهالي المدينة.
ويقاوم مسلحو تنظيم داعش بشراسة للدفاع عن آخر معاقلهم في شمال العراق، وتمكن التنظيم عبر هجوم شرس في يونيو 2014، من السيطرة على الموصل ومناطق واسعة في شمال وغرب العراق.
وتعتبر استعادة الموصل ضربة قوية للتنظيم الإرهابي الذي اتخذها معقلا له علي مدار ثلاث سنوات سابقة، منذ أن أعلن البغدادي منها دولة الخلافة في يوليو 2014.

شارك