دوافع أميركا في التواجد في الرقة السورية

الأحد 26/مارس/2017 - 07:21 م
طباعة دوافع أميركا في التواجد
 
في إطار اهتمام "بوابة الحركات الإسلامية" بأهمية عملية تحرير مدينة الرقة السورية من يد تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث سعت البوابة خلال تقرير سابق لها بعنوان "لماذا تدعم أميركا الاكراد في عملية تحرير "الرقة" السورية؟" (للقراءة أضغط هنا) وقد حاولت البوابة في هذا التقرير الوقوف على مبررات أميركا في دعم "الاكراد" في تلك المعركة، لكن التقرير الحالي يحاول الوقوف على أسباب رغبة أميركا في التدخل المباشر في معركة الرقة.
وبحسب تقارير متخصصة فإن رغبة أميركا في التدخل العسكري المباشر في الأزمة السورية، تستهدف الانتقال من دور اللاعب الذي يحرك الخيوط عبر وكلائه الإقليميين وأذرعهم من الجماعات المسلحة في سوريا عن بُعد إلى الانخراط المباشر في العمليات العسكرية، فيما ذهب تقارير إلى أن التحالف الذي دشنته الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي أصبح دوره محدوداً ومقتصراً على القصف الجوي لبعض المناطق في سوريا والعراق، دون أن يلحق ضرراً بالتنظيم الإرهابي أو يمنع تمدده. لذلك كان التدخلُ العسكري الأمريكي في معركة الرقة وأرسالها لقوات برية ومدربين عسكريين أمراً مستغرباً لدى العديدِ من الأوساط التي تساءلت عن جدوى التدخل الأمريكي المباشر في هذه المنطقة من سوريا.
دوافع أميركا في التواجد
اللافت للنظر إلى أن الأمريكيين لهم تجربة مريرة مع الحروب المباشرة التي شنوها خلال العقدين الأخيرين، حيث خسرت القوات الأمريكية في كل من أفغانستان والعراق أكثر من 7 آلاف من جنودها، فيما يجعل الشك يسيطر على الداعمين للتحالف في تقديم إنجاز نحو تحرير سوريا والعراق من تنظيم "داعش".
ولعل التحرك الأميركي الأخير كان مسار تساؤلات عديدة من قبل الأوساط الدولية المختلفة، خاصة من قبل موسكو التي أدرات الاستفسار عن التحرك الأميركي عبر لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية بأن تحرير مدينة الرقة يحتاج تنسيق جميع القوات التي تكافح الإرهاب.
دوافع أميركا في التواجد
القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي، خلف المفتاح، قال لبرنامج ملفات ساخنة على أثير إذاعة "سبوتنيك"، إن التحالف الذي تقوده أمريكا في الرقة ليس هدفه محاربة الإرهاب بقدر ما هو تكريس لنفوذ أمريكا في سوريا والمنطقة، والذي يأتي ضمن مشروع تقسيم المنطقة، وتفتيت الدولة السورية، من خلال إيجاد مبررات لكيانات فيدرالية.
وأضاف المفتاح، أن الولايات المتحدة بعد أن تورطت أمام العالم في دعم الإرهاب، تريد أن تُظهر نفسها وكأنها محارب له، من خلال عملية إعلامية وليست حقيقة على الأرض، وتفرض واقعا جديدا في منطقة شرق الفرات، لإقامة كيان ذو طابع طائفي تابع لأمريكا سياسيا، مع وجود الأدوات الثمينة في المنطقة بتواجد مطار في الرقة ربما تتخذه قاعدة عسكريا لها، وأيضا وجود سد الفرات الذي ينتج 800 كيلو وات، ومواقع بترولية تنتج حوالي 20 ألف برميل يوميا، ما يمثل مقوما اقتصاديا كبيرا. وأضاف أن أهداف الدولة السورية مع الأصدقاء الروس مختلف تمام عن الهدف الأمريكي، ما يجعل مشاركة الأطراف في جبهة قتال واحدة غير محتملة.
دوافع أميركا في التواجد
عضو أكاديمية الأزمات الجيوسياسية، علي الأحمد، قال إنه لابد أن تكون هناك جدية من محاربة الإرهاب وألا تكون هناك غاية لتقسيم سوريا، وأن يكون هناك تعاون وتوافقا دوليا على تحرير الرقة، لأن هذه المنطقة تشكل نقطة اصطدام بين القوى الدولية، مشيرا أنه إذا حاولت الولايات المتحدة مع قوات سوريا الديموقراطية ودخلت الرقة بعد تحريرها، سيشكل هذا صداما، على اعتبار أنهم قوات احتلال، مؤكدا على وجوب التنسيق مع الجيش العربي السوري، وهو القوة الوحيدة التي يهمها محاربة الإرهاب.
وأضاف أن إشكالية فهم الأمريكي لوجوب التنسيق، هو أنها لا تريد أن تتخلى عن إدارتها للعالم، أما في هذه المنطقة فلها مقوماتها من تعدد عرقي وثقافي واجتماعي، ولا يوجد فيها أي غلبة لفصيل على الآخر، محذرا من إطالة أمد المعركة وضرورة التنسيق مع الدولة السورية وقواتها المسلحة الذي تمثل جميع السوريين.

شارك