بدعم أمريكي..هل يكتب "فرمانجو" نهاية حركة الشباب في الصومال؟

الإثنين 03/أبريل/2017 - 12:04 م
طباعة بدعم أمريكي..هل يكتب
 
تواصل حركة الشباب المتشددة الموالية لتنظيم القاعدة، اعمال العسكرية ضد الدولة الصومالية، ياتي ذلك مع حصول الجيش الأمريكي على تفويض من الرئيس دونالد ترامب لشن هجوم أوسع على  تنظيم“الشباب” وسط مساعي لرئيس محمد عبد الله فرماجو لمواجهة الحركة المتشددة وتثبيت الدولة الصومالية.

سيطرة الشباب علي بيدوا

سيطرة الشباب علي
استولت حركة الشباب المتشددة على منطقة غوف غدود في إقليم باي التي تبعد 30 كم عن مدينة بيدوا المقر المؤقت لولاية جنوب غرب الصومال إثر انسحاب قوات الحكومة الصومالية وقوات الولاية من المنطقة.
وأكد مسئولون في إدارة جنوب غرب الصومال في حديث لإذاعة سمبا انسحاب القوات المتحالفة من المنطقة واستيلاء مقاتلي حركة الشباب المتشددة الذين كانوا على مقربة منها عليها.
ولم تعرف الأسباب الحقيقية وراء انسحاب قوات الحكومة الصومالية وقوات ولاية جنوب غرب الصومال من منطقة غوف غدود.
كما أعلنت حركة الشباب الصومالية، امس الأحد، أنها أطلقت قذائف هاون على قاعدة عسكرية تابعة لقوات بعثة الاتحاد الإفريقى فى الصومال (أميصوم) فى منطقة ليجو بإقليم شابيلى السفلي.
ونقلت إذاعة (شابيلي) الصومالية عن سكان محليين قولهم إنهم سمعوا دوى انفجارات وتبادلا لإطلاق النار بين الجانبين، ولم تعلق بعثة (أميصوم) على الهجوم حتى الآن.
يذكر أن حركة "الشباب" تستمر فى تنفيذ هجمات فى أنحاء البلاد وخاصة بالعاصمة مقديشيو ، وتسببت وتيرة الهجمات المتزايدة خلال العامين الماضيين فى إبطاء العمليات الأمنية المشتركة بين الجيش وقوات الاتحاد الإفريقى ضد الجماعة المتشددة.
وأُسست "الشباب" عام 2004، وهي حركة مسلحة تتبع تنظيم القاعدة، وتُتهم بالوقوف وراء العديد من الهجمات الدامية في الصومال وكينيا.

ترامب ضد الشباب

ترامب ضد الشباب
ياتي ذلك مع اعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الخميس 30مارس2017، أن الجيش الأمريكي حصل على  تفويض “ البيت الأبيض” لشن هجوم أوسع ضد حركة الشباب المتشددة في الصومال.
وقال مسؤولان بالبنتاجون تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما إن البيت الأبيض أعلن مساء الأربعاء أجزاء من الصومال “منطقة أعمال قتالية نشطة” لما لا يقل عن 180 يوما. ولا تشمل هذه الأجزاء العاصمة مقديشو.
وأضاف المسؤولان أن هذا التفويض الأوسع سيمكن الولايات المتحدة من تنفيذ ضربات هجومية ضد متشددي الشباب حتى إذا لم يهاجموا القوات المتحالفة معها.
وقال البنتاجون في بيان إن الرئيس دونالد ترامب وافق على طلب “بنيران دقيقة إضافية دعما لمهمة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) ولقوات الأمن الصومالية.”وذكر المتحدث باسم البنتاجون الكابتن جيف ديفيز في بيان أن “الدعم الإضافي الذي يوفره هذا التفويض سيساعد في حرمان الشباب من الملاذات الآمنة التي قد يهاجمون منها المواطنين الأمريكيين أو المصالح الأمريكية في المنطقة.”
يذكر أن الجيش الأميركي شن عشرات الضربات بواسطة طائرات بلا طيار في الصومال ضد حركة الشباب في عام 2016، وفقا لإحصاءات "مكتب الصحافة الاستقصائية" وهو منظمة غير حكومية بريطانية تجمع البيانات عن غارات تشنها الطائرات الأميركية بلا طيار.
وفي 9 مارس الماضي تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنظيره الكيني أوهورو كينياتا، بدعم جهود محاربة الإرهاب في القرن الإفريقي.
وشدد ترامب لنظيره الكيني "تنسيق الجهود ومحاربة حركة الشباب في الصومال، ومزيد من التعاون في مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، في القرن الإفريقي والمحيط الهندي".
وتعهد  الرئيس الأمريكي لنظيره الكيني بمساندة واشنطن لنيروبي في التصدي للهجمات التي تتعرض لها من قبل مقاتلي حركة "الشباب".
 من جانبه قالت الشرطة الكينية في بيان لها أنها اعتقلت علي حسين علي، وهو مواطن صومالي يكنى بـ«الموثوق»، واسمه مدرج على قائمة «أخطر المطلوبين» في كينيا، ويزعم أنه متورط في أعمال تهريب بشر وتمويل للإرهاب.
وأضاف البيان أنه تم اعتقال علي حسين واثنين من شركائه في مدينة ماليندي الساحلية شرقي البلاد يوم الاثنين 28 مارس 2017، مشيرة إلى أن المعتقل أدى دوراً رئيسياً في نقل مجندي تنظيم داعش من كينيا والصومال إلى ليبيا كما هرّب مهاجرين غير شرعيين إلى أوروبا عبر ليبيا، وسهل تحويل الأموال في جميع أنحاء شرق أفريقيا وخارجها لصالح تنظيم داعش. وقالت الشرطة إن المعتقل كان على قائمة «المطلوبين»، لافتة إلى أنه ساعد في إرسال المقاتلين وتهريبهم إلى ليبيا حيث كانت لديه علاقات مع عصابة الاتجار بالبشر. وقالت الشرطة الكينية إنه ولد في العاصمة الصومالية مقديشو، قبل أن ينتقل إلى كينيا عام 2010 تحت غطاء السياحة، وأضافت: «ثم انتقل إلى ليبيا، عبر جنوب أفريقيا والسودان، حيث انضم لتنظيم داعش المتطرف قبل أن يعود إلى كينيا في شهر نوفمبر الماضي».
وعانت كينيا خلال السنوات الأخيرة من سلسلة من هجمات حركة الشباب التي تشن تمرداً ضد الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في الصومال، حيث نشرت كينيا قوات عسكرية تشكل جزءاً من قوة الاتحاد الأفريقي (أميصوم) البالغ قوامها 22 ألف جندي، وتساعد جماعة الشباب الصومالية المتمردة التي شنت هجمات على كينيا كذلك.

قوات اميصوم:

قوات اميصوم:
كما جدد ترامب، لنظيره اليكني، دعم أمريكا لجهود قوات السلام الإفريقية في الصومال (أميصوم)، وخاصة دور القوات الكينية.
ويقاتل ضد الحركة في الصومال، إلى جانب القوات الحكومية، أكثر من 22 ألف جندي، من بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام بالصومال "أميصوم"، التي أرسلت عام 2007.
والاثنين 27 مارس، أعلن الجيش الكيني، ، أنه قتل 31 من مسلحي حركة "الشباب" الصومالية، في هجوم شنه على مواقع للحركة في منطقة بادهادي جنوبي الصومال.
وتشارك كينيا بأكثر من 3600 جندي في بعثة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام بالصومال "أميصوم" البالغ قوامها 22 ألف فرد لمساعدة الحكومة في تحقيق استقرار السلام.
من جانبها، أعلنت الحكومة البوروندية، امس الاحد 1 ابريل 2017، عن إلغاء قرار سحب قواتها العاملة ضمن بعثة الاتحاد الافريقي في الصومال.
جاء ذلك عقب توقيع الحكومة البوروندية اتفاقا مع مفوض الأمن والسلم في الاتحاد الأفريقي إسماعيل شرقي، بشأن تسوية التحويلات المالية.
وكان الرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا، هدد لمقاضاة الاتحاد الأفريقي لعدم دفعه رواتب قواته العاملة ضمن قوات اميسوم لأكثر من عام.
وتعتبر بوروندي المساهم الرئيسي الثاني للقوات الى "اميسوم" بـ 5432 جنديا في الصومال، بعد أوغندا ومن أبرز المساهمين الآخرين كينيا وإثيوبيا وجيبوتي.
وتدفع بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال للجنود 1028 دولارا شهريا لكل جندي، حيث تخصم الحكومات التابعين لها 200 دولار في صورة نفقات إدارية ثم ترسل بقية المبلغ للجنود.
فيما طالب رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال أميصوم فرانسيسكو ماديرا بزيادة عدد قوات الاتحاد في الصومال لمساعدة جيش البلاد في السيطرة على المناطق التي تمت استعادتها من حركة “الشباب” المتمردة، موضحا أن الجيش لم يستطع القيام بذلك على النحو المتوقع.
وذكرت شبكة “إيه بي سي” الأمريكية، السبت 11 مارس2017، أن ماديرا لم يحدد عدد القوات الإضافية المطلوبة، لافتة إلى أن مطالباته تعكس مخاوف واسعة بشأن عدم جاهزية الجيش الصومالي لتولي مسؤولية الأمن في البلاد خاصة في ظل استعداد قوات الاتحاد -البالغ عددها 22 ألف جندي- للانسحاب في 2020 وهي العملية التي تبدأ العام المقبل.
فيما أبدى رئيس القوات الأمريكية في إفريقيا الجنرال توماس وولدهاوزر مخاوفه من وقوع مناطق واسعة من الصومال تحت خطر العودة لسيطرة “الشباب” أو سيطرة تنظيم “داعش” عليها، وذلك في حال مغادرة قوات الاتحاد الأفريقي قبل تمتع الصومال بقوات أمنية قادرة.
وكان السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرس قد حث - خلال زيارته للصومال قبل أيام - على دعم قوات الاتحاد غير المجهزة بالشكل الكافي بعدما أعلن الاتحاد الأوروبي -الداعم الأكبر لها- العام الماضي تخفيض التمويل بنسبة 20 بالمئة.
يذكر أن حركة “الشباب” تستمر في تنفيذ هجمات في أنحاء البلاد وخاصة بالعاصمة مقديشيو، كما تسببت وتيرة الهجمات المتزايدة خلال العامين الماضيين في إبطاء العمليات الأمنية المشتركة بين الجيش وقوات الاتحاد ضد الجماعة المتشددة.

فرمانجو والارهاب:

فرمانجو والارهاب:
وفي 22 مارس الماضي، وصل الرئيس الصومالي محمد فرماجو إلى نيروبي، على رأس وفد رفيع المستوى في أول زيارة رسمية له في دول الجوار، والثانية دولياً، بعد السعودية، منذ انتخابه رئيساً للبلاد في فبراير الماضي، ما يشير إلى مدى أهمية العلاقة مع كينيا التي تحتضن أكثر من نصف مليون لاجئ صومالي، وأيضاً تقدير جهود دول المنطقة للصومال لاسترجاع مكانتها في المحافل الدولية.
وتركزت المباحثات بين الرئيس الصومالي محمد فرماجو ونظيره الكيني أوهورو كينياتا، حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها وتفقّد عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وتور المحادثات حول مكافحة حركة الشباب المتطرفة، وتفعيل التعاون في مختلف المجالات التجارية والدبلوماسية والاجتماعية وتبادل الخبرات في المجال العسكري لمحاربة حركة الشباب.
وفي فبراير الماضي، تعهد "فرماجو" للشعب الصومالي بانتهاء عصر حركة الشباب المتشددة التي بايعت تنظيم القاعدة العالمي، و"داعش" الإرهابي، وغيرها من الجماعات المتشددة، وهو ما يشكل جزءا من السياسة المصرية الخارجية في محاربة الإرهاب والجماعات المتشددة ودعم الدولة الوطنية.
وأعلن الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، في تصريحات صحفية عقب تفجير سيارة مفخخة الأحد الماضي، عن رصد مكافأة مالية قدرها 100 ألف دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى إفشال الهجمات التي تنفذ بالسيارات المفخخة للسلطات الصومالية.
وتعهد الرئيس الصومالي الجديد محمد عبد الله محمد فرماجو بإعادة بناء القوات المسلحة الوطنية لإنهاء الاعتماد على بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال "أميصوم" البالغ تعدادها 22 ألف جندي.

المشهد الصومالي:

المشهد الصومالي:
يبدو أن انتخاب محمد عبد الله محمد فرماجو، رئيسا للصومال، خلفًا للرئيس المنتهية ولايته حسن شيخ محمود المعروف بقربه من جماعة الإخوان المسلمين وقطر وتركيا، يعطي امالا للصوماليين بإنتهاء حقبة التيارات والجماعات الاسلامية في البلاد، مع دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكومة الصومالية واعكاء الاذن لجيش الامريكي بشن عمليات عسكرية داخل الصومال ضد الجماعات الارهابية وفي مقدمتها حركة الشباب الصومالية.
الدعم الأمريكي للصومال ستكون كينيا نقطة مركزية وجوهرية في هذا الأمر، وهو ما يشير الي تراجع الدور الاثيوبي في الصومال، ويمهد الي حقبة جديدة من التعاون بين كينيا والصومال والولايات المتحدة وقوات "اميصوم" في التعامل مع الجماعات الإرهابية عقب تراجع  بوروندي عن الانسحاب من القوات الأفريقية بما يعكي مؤشر علي وجود رغبة اقليمية ودولية علي تحجيم والقضاء علي الجماعات الارهابية في الصومال بعد سنوات مع عدم الاستقرار.. هل تشهد  الصومال حالة من الاستقرار والأمن خلال فترة "فرمانجو- ترامب" ؟

شارك