اقتصاد الحرس الثوري تحت العيون الإسرائيلية

الخميس 06/أبريل/2017 - 02:16 م
طباعة اقتصاد الحرس الثوري
 
كشفت دراسة إسرائيلية عن بعض مظاهر الإمبرطورية الاقتصادية التي يملكها الحرس الثوري الإيراني، ياتي ذلك عقب دراسة للمعارؤضة الايرانية في وقت سابق تشير الي دور الحرس الثوري الارهابي في المنقطة.

إمبراطورية الحرس الثوري:

إمبراطورية الحرس
قالت الدراسة الصادرة عن "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي إن الحرس الثوري وسع من دائرة أنشطته الاقتصادية وبات يحتكر تنفيذ معظم المشاريع المهمة في أرجاء إيران.
جاء في الدراسة مركزأن الحرس الثوري يملك مجمع "خاتم الأنبياء"، الذي دشن عام 1989، ويعد مسؤولا حتى الآن عن بناء المئات من المشاريع الكبرى، إلى جانب أنه يوفر عقود عمل لـ5000 شركة ومقاول، ناهيك عن تشغيل 150 ألف عامل.
وأشارت الدراسة إلى أن مجالات عمل الحرس الثوري في الجانب الاقتصادي تشمل المسؤولية عن تدشين مشاريع الطاقة، وضمنها تطوير حقول الغاز وإقامة محطات لتكرير النفط وتدشين مخازن ضخمة للوقود وتدشين أنابيب غاز، إلى جانب تنفيذ مشاريع التطوير الهندسي، التي تضم بناء: موانئ، وأنفاق، وطرق، وخطوط سكك حديدية، وجسور، وقنوات مائية، ومشاريع صناعية، ومشاريع اقتصادية تهدف إلى محاربة الفقر من خلال تطوير المناطق التي تضم الفئات الاجتماعية المهمشة.
وأضافت الدراسة أن الحرس الثوري يسيطر عمليا على 20-40% من الاقتصاد الإيراني، وهو ما يجعله أكبر تجمع اقتصادي في البلاد.
وأوضحت الدراسة أن الحرس الثوري بات "المتعهد" الذي يقوم بمشاريع البنى التحتية التي تقرر الحكومة الإيرانية تدشينها، في حين أن المشاريع التي لا ينفذها يصر على أن يشارك المهندسون التابعون لها في الإسهام فيها.
وبحسب الدراسة فإن من بين مشاريع البنى التحتية الضخمة التي يعكف عليها الحرس الثوري حاليا تدشين خطي سكة قطار أرضي في مدينة مشهد شمال شرق البلاد، حيث حضر قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري حفل إطلاق المرحلة الأولى من المشروع.
ونقلت الدراسة عن الجنرال جعفري قوله إن الحرس الثوري يتجه حاليا لاحتكار مشاريع في مجال الزراعة بهدف "تعزيز اقتصاد المقاومة"، من خلال الاعتماد على مركبات تكنولوجية محلية الصنع في تطوير الصناعات القائمة على الزراعة.
وأضافت الدراسة أن الحرس الثوري قرر الشروع في تدشين معسكرات خاصة به في جميع المحافظات الإيرانية تكون مهمتها الرئيسة تدشين مشاريع البنى التحتية في هذه المحافظات، إلى جانب إسهام عناصر الحرس في تقديم خدمات مدنية للجماهير.
وأشارت الدراسة إلى أن من يؤيد تورط الحرس الثوري في الأنشطة الاقتصادية يدعي أن هذا التورط يفضي إلى "تطوير الاقتصاد الإيراني، لا سيما في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد إلى جانب ضعف القطاع الخاص".

دور الحرس الثوري:

دور الحرس الثوري:
ليس هناك في إيران أقوى من المرشد الأعلى للثورة، علي خامنئي، والقوة العسكرية الرئيسية التي يعتمد عليها المرشد الأعلى في حماية «الثورة» هي الحرس الثوري الإيراني، القوَّات غير النظامية التي تنافس الجيش في إيران، بل وتعتبر أقوى منه أيضًا. القوة التي تخضع لأمر المرشد المباشر ولا تخضع لأية سلطة أخرى لديها إمبراطورية اقتصادية هائلة في إيران. في هذا التقرير نتطرق لهذه الإمبراطورية بقدرٍ من التفصيل على قدر المتاح من المعلومات، الضئيلة نسبيًّا في هذا الشأن.
الحرس الذي يصل عدده وفقًا لبعض التقديرات لـ 350 ألف فرد، ووفقًا لأصحّ التقارير يصل لـ 120 ألفًا، يتلقى أوامره من المرشد رأسًا ولا يخضع لأية رقابة من أي نوع، ويتم تنصيب جنرالاته بواسطة خامنئي شخصيًّا. رجال الدين يسيطرون على كل المؤسسات السياسية في إيران كما هو معلوم، ووفقًا لبعض التحليلات الجهاز الوحيد الذي يُبقي لهم سلطتهم بالفعل هو الحرس الثوري، يصف البعض العلاقة بينهما بالمتبادلة.
ويعزو  أليكس فاتانكا، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، في  مقال كتبه بمجلة فورين أفيرز الأمريكية، في اكتوبر 2016، سبب مراعاة خامنئي الشديدة للحرس الثوري لما يحققه له من مصلحة شخصية. فقد حرص طوال 26 عاماً من تزعمه السلطة، على تعزيز دور الحرس الثوري لخدمة أهدافه السياسية. وقد أثمرت جهوده، فهو اليوم يعتمد على الحرس لتشديد قبضته على السلطة، رغم أن منحه سلطات لا محدودة لعناصر الحرس الثوري، حولتهم لأكثر من مجرد عسكريين وظيفتهم حماية النظام.
ويقول فاتانكا إن المزايا الاقتصادية التي منحها النظام الإيراني للحرس الثوري لا تخفى على كل متابع للشأن الإيراني. فقد تحول الحرس، منذ نهاية الحرب الإيرانية ـ العراقية، من التركيز على مشاريع خاصة بالطرق والجسور، وغيرها من مشاريع البناء، إلى الانخراط في مختلف القطاعات، كالاتصالات والطيران والشحن والغاز والنفط. 
ورغم صعوبة تحديد النفوذ السياسي للحرس الثوري ، إلا أنه يبدو واضحاً حرص جنرالاته على لعب دور بوابة السياسات الإيرانية. ولا يظهر ذلك الدور دوماً، ولكن العسكريين الإيرانيين لم يتوقفوا قط عن محاولاتهم لتوجيه السياسات الإيرانية الداخلية والخارجية. ومن هنا يواجه فريق روحاني اختباراً صعباً جداً. فهل ينجح في فك ارتباط خامنئي بالحرس الثوري؟ إنها محاولة جربها بحذر شديد.

الحرس والإرهاب الإيراني:

الحرس والإرهاب الإيراني:
في مارس الماضي، خلُصت دراسة أعدته المعارضة الايرانية، عن تدخل “الحرس الثوري” الإيراني في دول الشرق الأوسط خلال العقود الثلاثة الماضية، أهمها تمويل جماعات تحقق أهداف طهران التوسعية.
وكشفت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي،  عن شبكة للأرصفة التي يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني جنوبي إيران والتي تستخدم لتهريب السلاح لعملاء النظام في المنطقة، لافتة إلى تورط الحرس الثوري بدعم الجماعات السنية المتشددة.
وقدم "استرون استينفسون" رئيس الجمعية الاوروبية لحرية العراق (ايفا) والرئيس السابق للجنة العلاقات مع العراق في البرلمان الاوروبي تقريرا مفصلا أعدته بالاشتراك كل من ايفا واللجنة الدولية للبحث عن العدالة تحت عنوان «الدور المخرب للحرس الثوري الاسلامي في الشرق الأوسط». 
كما ناقش الدكتور متيو افورد النائب المحافظ في البرلمان البريطاني في المؤتمر الدور العبثي الايراني في الشرق الأوسط.
قالت منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة، في مؤتمر صحفي في البرلمان البريطاني، الثلاثاء، إنها حصلت على تقارير موثوقة من داخل النظام الإيراني ومن داخل الحرس الثوري، تشير إلى وجود نحو 90 رصيف ميناء بحري من أصل 212 رصيفا في إيران مملوكين للحرس أي نحو 45% من اأرصفة موانئ إيران، بعائدات سنوية تصل إلى 12 مليار دولار. وتتم عملية تهريب الأسلحة من إيران إلى ميليشياتها بدول مجاورة.
وفي مقدمة هذه الأرصفة، رصيف الحرس الثوري في ميناء بستانة بمحافظة هرمزكان، جنوب شرق إيران على مضيق هرمز، ورصيفان في جزيرة
لمزيد اضغط هنا.. 

المشهد الايراني:

المشهد الايراني:
تصدرت إيران قائمة الدول الداعمة للإرهاب في التقريرالسنوي لوزارة الخارجية الأمريكية للعام 2015 ، وقالت فيه إن ميليشيا حزب الله اللبناني إرهابية كذلك، وذكر التقرير الصادر عن الخارجية الأمريكية أن إيران تدعم الإرهاب وتدعم جماعات مثل ميليشيا حزب الله في لبنان وميليشيات طائفية في العراق ، إلى جانب دعمها لنظام الأسد في سوريا، الدولة التي أدرجها التقرير أيضا في قائمة الدول الداعمة للإرهاب في العالم.
وقال التقرير، إن عدد الهجمات الإرهابية في العالم تقلص بين عامي 2014 و2015، على رغم سياسات الإرهاب التوسعية في المنطقة، مؤكدة أن إيران مازالت الدولة الرئيسة الراعية للإرهاب، على رغم إبرام اتفاق نووي بينها وبين القوى العالمية الست. ولفتت شبكة فوكس نيوزالأمريكية إلى أن التقرير لم يشر إلى علاقة إيران بالانقلابيين الحوثيين في اليمن، على رغم كون ذلك واضحًا.
ختاما هل يبدأ مرحلة الصراع حول الحرس الثوري ، مع مساعي ايرانية واقليمية ودولية لتصنيفه كجماعة ارهابية، أم سيبقي الحرس الثوري ذراع رجال الدين للتوسع والنفوذ في المنقطة؟.


شارك