في وثيقة جديدة.. حماس تغير جلدها وتنقلب علي الإخوان!!

الثلاثاء 11/أبريل/2017 - 12:18 م
طباعة في وثيقة جديدة..
 
تقترب حركة حماس من اعلان  رسميا عن «الوثيقة السياسية» الجديدة (ميثاق الحركة). وتمثل الوثيقة الجديدة نقلة كبيرة في الفكر السياسي للحركة منذ تأسيسها قبل ثلاثين عاماً، إذ تتضمن «تعديلات جوهرية» على الميثاق القديم للحركة الذي أعلن مع انطلاقتها عام 1987، ويتوقع أن تشكل جواز عبور للحركة إلى المجتمعيْن الدولي والإقليمي، وتعد الوثيقة انقلاب علي مبادئ جماعة الإخوان المسلمين.

يحي السنوار يرسم مستقبل حماس

يحي السنوار يرسم
وكشف مسؤولون في «حماس» لـ «الحياة»، أن فروع الحركة في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات والسجون والهيئات كافة، شاركت في صوغ الوثيقة، وأن من بين المشاركين القائد الجديد لـ «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار، الذي تتهمه إسرائيل بالتشدد.
ووصف أحد المسؤولين الوثيقة بأنها «تدوين للفكر السياسي لحماس»، وقال: «الوثيقة هي المعبّر عن موقفنا وإرادتنا السياسية، وهي تحمل فكر حماس إلى الجمهور المحلي والإقليمي والدولي».
ويتوقع أن تشكل الوثيقة الجديدة لـ «حماس» التي استغرق إقرارها عاميْن كامليْن، مفتاحاً لحصول الحركة على اعتراف المجتمع الدولي، لأنها تحل محل الميثاق القديم الذي يتضمن عبارات غير قانونية تُعرّض حاملها للمساءلة القانونية في عدد من دول العالم، مثل «العداء لليهود»، و «تحرير كل أرض فلسطين من البحر إلى النهر».
للمزيد عن يحي السنوار اضغط هنا

الاعتراف باسرائيل

الاعتراف باسرائيل
ويرى كثير من دول العالم أن هدف «تحرير فلسطين من البحر إلى النهر» مناقض للقانون الدولي لأنه يتضمن معنى تدمير دولة إسرائيل التي تحظى باعتراف العالم وعضوية الأمم المتحدة.
ووفق مصادر في «حماس»، فإن «الوثيقة السياسية» الجديدة تنص على أن هدف «حماس» هو إقامة دولة مستقلة على حدود عام 1967، وعلى حق اللاجئين في العودة، وعلى استخدام أشكال الكفاح كافة، وفي القلب منها الكفاح المسلح، وعلى أن الحركة تحارب الاحتلال الصهيوني وليس اليهود بصفتهم الدينية. كما تنص على أن «حماس» هي حركة تحرر وطني فلسطينية ذات مرجعية إسلامية، وعلى أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وأن الحركة ستطالب بفتح المنظمة أمام مشاركة الكل الفلسطيني، وعدم اقتصارها على فئات محددة. 
وتشكل هذه الأهداف تطوراً في الفكر السياسي للحركة، كما حمله ميثاقها القديم الذي لم يعد مستخدماً في أي من هيئات الحركة ومؤسساتها، وكان ينص على العمل على تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وعلى أن العداء مع اليهود حتى يوم الدين، وعلى اعتماد الكفاح المسلح وسيلة وحيدة للتحرير.
ورأى الدكتور نشأت الأقطش أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، أن وثيقة حركة حماس الجديدة التي نشرتها قناة الميادين الفضائية، تختلف بدرجة 180 درجة عن ميثاق حركة حماس 87. موضحاً ان هذه الوثيقة هي بمثابة برنامج سياسي مطعم بألفاظ دينية خلافاً للميثاق السابق الذي كان ميثاق ديني فيه أفكار سياسية.
وقال الأقطش في حديث خاص لـ "فلسطين اليوم"، إن حركة حماس اليوم تتحضر للدخول للمجتمع الدولي كحركة سياسية وليس دينية.
وأضاف، أنه إذا نظرنا إلى أرض الواقع، سنجد أن حركة حماس منذ دخولها الانتخابات عام 2006، لم تعد حماس التي أصدرت ميثاق 87، بمعنى أن سلوك حماس على الأرض يختلف تماماً عن ميثاقها 87، لذلك كان لابد من تعديل الأفكار للتناسب مع الواقع اليوم.

الانقلاب علي الإخوان:

الانقلاب علي الإخوان:
وربما تشكل الوثيقة السياسية الجديدة لـ «حماس» مفتاحاً للحصول على اعتراف إقليمي بالحركة بعد تأكيد أنها حركة فلسطينية ذات مرجعية إسلامية، من دون أي ذكر لأي ارتباط لها بحركة «الإخوان المسلمين» التي خرجت عن القانون وتتعرض للملاحقة في عدد من الدول، خصوصاً في الدولة المجاورة مصر، التي تشكل المنفذ الوحيد لقطاع غزة ولـ «حماس» إلى العالم الخارجي.
وعن خلو الوثيقة من ذكر "الإخوان المسلمين" في أي بند من بنودها، قال الدكتور نشأت الأقطش أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت:" بما أن حماس تتحضر للدخول للمجتمع الدولي ودخول مرحلة سياسية جديدة، هي فصلت نفسها عن الإخوان.
وأضاف، قائلاً:" سأقول معلومة مسؤول عنها وللتاريخ، "وهي أنه عندما انطلقت حركة حماس كانت انقلاب على الإخوان المسلمين، ولم تكن بالتوافق مع الإخوان المسلمين، بمعنى أن سلوك الاخوان كان ضد إطلاق حماس في هذه المرحلة"؛ ولكن عندما نجحت حماس وحُوصرت عام 2006 عاد التوافق بين الإخوان وحماس، والدعم الأساسي كان لها من الإخوان بالدرجة الأولى والنظام الإيراني ثم تركيا، ثم فتحت الأبواب، ولولا تنظيم الإخوان في 2006 لسقطت حماس. بالتالي اللحمة بين الاخوان وحماس عادت بينهما عام 2006.
وأوضح، أن الوثيقة لا تعتبر انفصال حماس عن الإخوان، لأن حماس أصلاً لم يكن انطلاقها بالتوافق مع الإخوان، بل كان انقلاباً عليهم وعلى إرادة الشيوخ الكبار في الإخوان المسلمين. بالتالي لا يمكن أن نقول أن هذه الوثيقة هي انقلاب على الإخوان. مشيراً إلى أن حماس هي حركة سياسية فلسطينية، وهي اليوم تعلن عن نفسها كحركة سياسية فلسطينية وليست ذراع من الإخوان المسلمين ولم تكن في يوم من الأيام ذلك. كما قال.
للمزيد اضغط هنا

حماس والانقلاب علي وثيقة 87

حماس والانقلاب علي
وحول قبول الوثيقة فلسطينياً وسياسياً من قبل الفصائل الفلسطينية، قال:" فلسطينيا نعم مقبولة، وسياسيا نعم مقبولة، لأن حماس الآن لم تعد حماس 87 التي تفجر الباصات وليس لديها ما تخسره، اليوم حماس حركة تحكم قطاع غزة ومسؤولة عن ماء وكهرباء وعن معيشة 2 مليون فلسطيني، وبالتالي لم تعد حماس التي نعرفها في 2002 بالتفجيرات، اليوم حماس هي حركة مسؤولة عن شعب وبالتالي هذا التغيير لا بد منه، أو عليها أن تحقق انتصاراً عسكرياً وهو أمر غير ممكن. وبالتالي ليس أمامها إلا هذا الخيار.
وعن مدى إمكانية نجاح حماس في أن تسيطر على منظمة التحرير، قال الأقطش" حماس قادمة إلى قيادة الشعب الفلسطيني وقريباً جداً، والوثيقة الجديدة هي وسيلة لها، لافتاً إلى أن حركة حماس كانت مصنفة إرهابية لدى الأمريكان، والأفكار التي تطرحها اليوم طُرحت عليهم من قبل الاتراك بأن يقبلوا بحق "إسرائيل" بالوجود ونحن نضمن لكم الدخول للمجتمع الدولي، وأن حماس تأخرت عن ذلك 10 سنوات.
وبحسب لوثيقة حماس الجديدة انها بعد نحو نصف قرن من نشوء الحركة الوطنية المعاصرة ، تقترب من برنامج المنظمة وتعترف بها كممثل شرعي وحيد . فالمنظمة باتت اليوم " اطارا وطنيا للشعب يجب المحافظة عليه ، مع ضرورة تطويره واعادة بنائه على اسس ديمقراطية تضمن مشاركة جميع مكونات الشعب ". ويحسب لحماس ايضا انها تقر رسميا ب " بقيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ، على خطوط الرابع من حزيران /يونيو 1967 مع عودة اللاجئين والنازحين الى منازلهم التي خرجوا منها " وتؤكد الوثيقة ان ذلك ليس اقتناعا او قبولا باتفاقيات اوسلو والقرارات الدولية ذات الصلة ، ولا تنازلا عن اي شبر من ارض فلسطين التاريخية ولا اعترافا باسرائيل ، وانما هي صيغة توافقية وطنية مشتركة . كما ان خماس تعرف ذاتها في هذه الوثيقة التي ينتظر ان تحدث اختراقات دولية واقليمية ، بانها " حركة تحرر ومقاومة وطنية فلسطينية اسلامية " وللتمايز الاختلاف عن الحركة الوطنية تعيد حماس التاكيد بان" الاسلام مرجعيتها الفكرية  تحكم منطلقاتها واهدافها السامية ". ولا ندري من اين خرج البعض باستخلاص ان هذه العبارة تعني التخلي عن ارتباط الحركة بالتنظيم الدولي للاخوان.

حماس والتقارب مع مصر:

حماس والتقارب مع
وحول إمكانية أن تلعب الوثيقة دوراً في التقارب بين حماس ومصر، قال:" إن ربط الأمور بالخلاف الحمساوي المصري له أوجه وله أسباب، وباعتقادي علاقة حماس بالإخوان ليست سبب الخلاف بين الجانبين. مضيفاً أن العلاقات الحمساوية المصرية تحسنت مؤخراً ليس لأن مصر أصبحت تحبها، ولكن لأن مصر على خلاف مع الرئيس محمود عباس اليوم.
ورأى أن مصر اليوم تبتعد عن السلطة الوطنية وتقترب من حركة حماس، وهي بحاجة اليوم للتقارب أكثر مع حماس، لأن إسرائيل معنية بعقد اتفاق مع حماس.
وأشار إلى ان تصريحات أفيغدور ليبرمان وزير الحرب الإسرائيلي المتعجرف، يقول نحن لم نقتل فقهاء وغير معنيين في المواجهة مع حماس، وهذه لهجة "إسرائيلية" غير معهودة، لأن "إسرائيل" كانت تقتل ولا تكترث، وهذه المرة إسرائيل معنية بعدم مسؤوليتها عن اغتيال فقهاء، متسائلاً منذ متى كانت "إسرائيل" تعلن أنها تقتل أو لم تقتل؟. مؤكداً أن إسرائيل لا تهتم دائماً لذلك ولكن هذه المرة يعبر تنصل إسرائيل رسمياً عن جريمة فقهاء بأنه يعبر عن مرحلة جديدة نعيشها.
وخلص د. الأقطش في نهاية حديثه إلى أن حركة حماس هي لاعب أساسي وقوي بالتالي مصر ستقترب منها لأن "إسرائيل" تريد اتفاقاً مع حركة حماس.

شارك