الإخوان بين فضح حماس وبيع الوطن

الأربعاء 10/مايو/2017 - 01:40 م
طباعة الإخوان بين فضح حماس
 
ربما أصاب الجماعة بعض من الغباء السياسي الذي زاد أو انكشف بعد أحداث ما يطلق عليه الربيع العربي فتخبط الجماعة وتناقضاتها التي ظهرت على السطح انما يكشف عن تنظيم هلامي مفكك تتحكم فيه المصالح الشخصية بعيدا عن مصلحة الجماعة او مصلحة الوطن فلكل فريق او مجموعة مصالحها التي تدافع عنها، ولكل فرع من أفرع الجماعة مصالحه التي يدافع عنها ويعمل من أجلها وهذا ما ظهر جليا في بيان حماس الأخير فقد كشف بيان التهنئة الذى هنأت فيه جماعة الإخوان حركة حماس بانتخاب إسماعيل هنية، رئيسا للمكتب السياسي، للحركة خلفا لخالد مشعل، عن غباء «الجماعة»، التي تسببت ببيانها في إحراج الحركة، التي أعلنت قبل أيام عن فك ارتباطها بالجماعة الإرهابية.
"الإخوان" في بيانها أكدت على استمرار حماس ضمن صفوف الجماعة، حيث دعت الحركة الفلسطينية للسير على نهج قائدي الجماعة حسن البنا وسيد قطب، باعتبار أنهما قائدان لحماس أيضا، الأمر الذى يعد تأكيدا على أن فك الارتباط بين حماس والإخوان كان مجرد إجراء روتيني ليس له أساس.
الإخوان بين فضح حماس
وشن شباب الإخوان هجومًا على جبهة المرشد المؤقت محمود عزت، مؤكدين أن البيان محاولة إخوانية لإحراج حماس أمام الرأي العام الدولي من خلال التأكيد على أنها لا تزال تابعة للإخوان وتتلقى الأوامر من قيادات الجماعة وعلى رأسهم المرشد المؤقت.
من جانبه، اعتبر طارق البشبيشي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، البيان جزءا من الحرب النفسية التي يشنها التنظيم، على دول المنطقة، مبينًا أن الجماعة تريد أن تبعث رسالة لكل خصومها من خلال البيان، بأن التنظيم الإخوانى هو من يدير فروعه في المنطقة وأن أي تطور أو تغير في التكتيك السياسي لأحد فروعه إنما يتم بالتنسيق معه.
وأضاف البشبيشي، في تصريح لـ«البوابة»، أن البيان يرد على هؤلاء الذين هللوا وروجوا لانفصال حماس عن تنظيم الإخوان الدولي، ويؤكد أن ما حدث بإعلان «وثيقة حماس» هو مراوغة وخداع للجميع، ويثبت أن حماس جزء عضوي غير منفصل عن تنظيم الإخوان، والوثيقة التي تبنتها حماس ما هي إلا جزء من لعبة توزيع الأدوار بين التنظيم وفروعه في دول المنطقة.
الإخوان بين فضح حماس
هذه واحدة والثانية تأتي من المجلس الثوري المشكل في تركيا والتي تنم على ان مجموعة تركيا انما تحدد ولاءاتها الوطنية من خلال مصالحها وأماكن وجودها حيث ظهر علم تركيا خلف المنصة الرئيسية لاجتماع الجمعية العمومية لما يسمى بـ"المجلس الثوري" الذى شكلته جماعة الإخوان في الخارج، بينما توارى العلم المصري في جزء جانبي من القاعة حتى أنه لم يكد يظهر في الصور التي تم التقاطها أثناء تغطية أحداث الاجتماع.
وتواجد في المنصة الرئيسية للاجتماع كل من مها عزام رئيسة المجلس ، ووليد شرابي عضو المكتب التنفيذي، وعمرو عادل المتحدث باسم المجلس، كما ظهر في الاجتماع عدد من إعلاميي الإخوان مثل نور الدين عبد الحافظ.
واعتبر هشام النجار الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، أن لهذه الصورة دلالتها وهى أنهم باعوا وطنهم لصالح تركيا، وأضاف في تصريحات لـ"اليوم السابع": "العلم في الأدبيات السياسية يرمز للانتماء وهنا العلم التركي يشير إلى استعداد الإخوان لخدمة المصالح التركية حتى لو على حساب المصالح المصرية والقومية العربية"
وأشار النجار إلى أن الاخوان قصدوا ان يبعثوا برسائل للحكومة التركية تفيد بأنهم يدعمون توجهات السلطة بتركيا قلبا وقالبا على حساب اختراق الداخل المصري والعربي.
الإخوان بين فضح حماس
وهناك العديد من الكوارث التي تقوم بها الجماعة وادارتها يكشف عنها قيادات اخوانية عديدة وعلى سبيل المثال أيضا لا الحصر أن أعطى عصام تليمة، المدير السابق لمكتب الداعية الإخوانى يوسف القرضاوى، إشارة البدء لشباب وقيادات التنظيم؛ لشن حملة هجوم على قيادات الجماعة الكبرى، والمطالبة بمحاكمة داخلية لهم، وعدم التهاون مع عقابهم، في الوقت الذى توقع فيه خبير بالحركات الإسلامية، بأن تطيح قيادات "العواجيز" داخل الجماعة؛ بشباب التنظيم.
في البداية فتح عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوي السابق، وعضو مجلس شورى الإخوان في تركيا، النار على قيادات الجماعة، مؤكدا أن التنظيم سيحاكمهم ويعاقبهم، لأنهم قيادات فاسدة قصرت في حق التنظيم والأفراد.
وقال "تليمة"، موجها حديثه لقيادات الجماعة الحالية: "هي قيادات فاشلة ليس لديها بدائل أو خطة ولا تحافظ على المسار، ولكنها تحافظ فقط على كراسيها داخل التنظيم".
وأضاف: "سنحاكم القيادات الفاسدة، والله أعلم هتتعلق منين، فما يفعلوه أمر مؤسف وأحبطت أنصارهم، وهناك تقصير وأفعالهم تفقع المرارة، هما ماعندهمش دم ويعيشون في ترف ربنا يخدهم من الحياة".
وفى السياق ذاته هاجم محمد العقيد، عضو مجلس شورى الإخوان في تركيا، قيادات عواجيز الإخوان، وعلى رأسهم إبراهيم منير أمين التنظيم الدولي للجماعة، ومحمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، ومحمود حسين الأمين العام للجماعة، ومحمود الإبيارى القيادي بمكتب إخوان لندن، مشيرًا إلى أن الجماعة تعانى من أفشل "رباعى" مشتت حتى الآن.
وأكد عضو مجلس شورى الإخوان في تركيا، في بيانٍ له، أن شباب الجماعة سيبدؤون في انطلاق المرحلة الثانية من إعادة هيكلة التنظيم، وإعادة بناء مؤسسات الجماعة.
وفى ذات السياق؛ هاجم محمود شعبان، القيادي الإخوانى الهارب في الخارج، محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، معترفا أن الجماعة تصرف آلاف الدولارات على مؤتمرات الجماعة فى الخارج، بينما لا تصرف على قواعدها.
ووجه القيادي الإخوانى، رسالة لمحمود عزت قائلاً: "تلهث وراء من يخالفك منهجيا، بينما تمارس الإقصاء والتشويه مع بعض إخوانك، وتصدر وثيقة لا تتضمن محمد مرسى".
وتابع القيادي الإخوانى: "تدفع آلاف الدولارات التي تُنْفَق على المؤتمرات والندوات والمحاضرات وتذاكر السفر وغيرها، لو أنفقت على عشرات الشباب لكان خيرا أفضل من ذلك".
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن الجبهة الإخوانية المحسوبة على قيادات اسطنبول ليس لديها أدوات تستطيع من خلالها محاكمة القيادات الكبرى للإخوان وعلى رأسهم محمود عزت القائم بأعمال المرشد، موضّحًا أن التصريحات التي تصدر من هذه الجبهة مجرد تهديدات إعلامية.
وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن جبهة محمود عزت ستسعى للتخلص من تلك القيادات، وفصلها عن الجماعة كي تأمن أي محاسبة لشباب الإخوان في ظل تدهور أحوال الجماعة، موضحا أن التنظيم الدولي للجماعة الذى يسيطر عليه كل من محمود عزت وإبراهيم منير لن يسمح للشباب بأن يطيح بالعواجيز.
وتستمر الصراعات بين مجموعات قيادية داخل الجماعة وأفرعها المختلفة سواء على المستوى الداخلي في مصر أو داخل تنظيمها الدولي كل هذا انما يؤكد على ان هذه الجماعة تعاني منذ 30 يونيو 2013 جالة من حالات الصراع الداخلي لمحاولات سيطرة فصيل ما من بين فصائلها على القيادة ويتجلى هذا الصراع كما أكدنا سابقا بين فصيلين هما الأقوى الصقور/ الذئاب، أو الشباب / العواجيز، رغم تلقي مجموعة الصقور "الشباب" ضربات متتالية من جهات الأمن في مصر من ناحية "قتل محمد كمال في اكتوبر الماضي، مسؤول المكاتب النوعية وزعيم مجموعة الشباب" ومن ناحية أخرى من القيادات التاريخية للجماعة "الذئاب" سواء بأليات منع التمويل أو الطرد من السكن والتضييق عليهم كما حدث في السودان أو في مصر، وهذا ما يؤكد على ان هذا الصراع الداخلي للجماعة هو الأكبر والأعنف في تاريخ الجماعة.

شارك