بعد مقتل 20 شرطيًا مجددًا.. "طالبان" تسعي لبناء دولة داخل "أفغانستان"

الأحد 21/مايو/2017 - 12:57 م
طباعة بعد مقتل 20 شرطيًا
 
واصلت حركة طالبان شن هجماتها في ولاية زابول الأفغانية، حيث قتل٢٠ شرطيا أفغانيًا، وأصيب ١٥ آخرين، بهجوم اليوم الأحد 21 مايو 2017، وذلك استكمالا لمعاركها المتواصلة منذ 2001 ضد القوات الحكومية الأفغانية وقوات التحالف الدولي الداعمة لها.
بعد مقتل 20 شرطيًا
وتهدف الحركة خلال بدأ موسم القتال إلى استمرار الانتشار والتمدد بالسيطرة علي مزيد من المديريات في الدولة الافغانية، وتوجيه ضربات قاتلة للتحالف بقيادة القوات الامريكية وأيضًا القوات الحكومة متمثلة في الجيش الأفغاني وهو ما يشير إلى أن الأسابيع المقبلة ستكون ثقيلة على الجيش الأفغاني وقوات التحالف الداعمة له.
أعلن مسؤولون اليوم الأحد إن 20 شرطيا أفغانيا على الأقل قتلوا في أكمنة نصبتها حركة طالبان في جنوب وسط أفغانستان فيما سعت قوات الأمن لإخراج المتمردين من عدة مناطق.
من جانبه قال بسم الله أفغانمال حاكم إقليم زابل، إن القتال ما زال مستمرا في الإقليم حيث تعرضت الشرطة للهجوم في منطقة شاه جوي، مضيفًا أن طالبان نصبت الأكمنة للشرطة في منطقتي تشينو وغلام رباط.
ووفق رويترز، قال أفغانمال إن التقرير المتوفر لدينا حاليا يشير إلى استشهاد 20 شرطيا وإصابة عشرة آخرين وقد يرتفع العدد، موضحًا أن العشرات من حركة طالبان قتلوا وأصيبوا أيضا. وتشن الحركة تمردا منذ 16 عاما ضد الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب.
جول إسلام سيال، متحدث باسم حاكم زابل، أكد أن تعزيزات أرسلت إلى المنطقة التي نصبت فيها الأكمنة للشرطة تعرضت للهجوم أيضا.
وذكر أفغانمال أن القتال يتواصل في منطقة داي تشوبان في زابل لكن حجم الخسائر لم يعرف.
وفي إقليم غزنة المجاور شن مقاتلو طالبان هجوما من ثلاثة محاور على أجزاء من عاصمة الإقليم يوم الجمعة واقتحموا مدخل مجمع الحاكم بسيارة همفي ملغومة.
من ناحية أخرى أعلنت طالبان مسؤوليتها عن هجوم عنيف أمس السبت على بنك في إقليم بكتيا أودى بحياة ستة أشخاص على الأقل بينهم ثلاثة من المهاجمين.
من جانب أخر، أعلن ناطق باسم وزارة الداخلية نجيب دانيش اليوم، أن عامل إغاثة ألمانياً وحارسا أفغانياً قتلا، بالاضافة إلى تعرض فنلندي للخطف من منزل في كابول، في وقت متأخر الليلة الماضية، مؤكداً أن الثلاثة يعملون لدى جماعة إغاثة سويدية تعرف باسم أوبيريشن ميرسي.
وأوضح أن تحقيقاً يجرى في الواقعة التي حدثت حوالي الساعة 11:30 مساء بالتوقيت المحلي 19:00 بتوقيت غرينيتش، في حين أكدت وزارة الخارجية الفنلندية خطف مواطن فنلندي في أفغانستان، لكنها لم تقدم المزيد من التعليقات. ولم يصدر تعليق عن وزارة الخارجية الألمانية.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها أن حركة طالبان الإفغانية أعلنت في منتصف أبريل الماضي، إطلاق هجومها الربيعي السنوي تحت اسم "عملية منصوري"، اسم زعيمها السابق، متوعدة بأن تجعل من "القوات الأجنبية" المتمركزة في البلاد على رأس أهدافها.
وتعهدت الحركة في بيان لها آنذاك بأن "الهدف الرئيس لعملية منصوري، سيكون القوات الأجنبية وبنيتها التحتية العسكرية والاستخبارية، والقضاء على مرتزفتها". 
وقتل زعيم حركة طالبان الملا منصور في مايو 2016 بضربة لطائرة أميركية من دون طيار على الأراضي الباكستانية، وكان منصور قد تسلم قيادة طالبان بعد الإعلان في يوليو 2015 عن وفاة سلفه الملا عمر.  
بعد مقتل 20 شرطيًا
وتشن حركة طالبان كل عام سلسلة هجمات مع حلول الربيع تستهدف القوات الأجنبية التي طردتها من الحكم مع نهاية العام 2001 وحلفاءها من القوات الأفغانية.
ويوجد حاليا 8400 جندي أمريكي يعملون في أفغانستان للمساعدة في مواجهة مسلحي حركة "طالبان" وتنظيمي "داعش" "القاعدة"، التي تحاول توسيع نفوذها في مناطق كتفرقة من البلاد وتتسبب بحالة تدهور أمني منذ سنوات.
وتدرس وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إرسال 3000 جندي إضافي إلى أفغانستان، لمساعدة القوات الحكومية في عملياتها ضد "طالبان".
كما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، مطلع الشهر الجاري، أن الحلف تلقى طلبا من قيادته العسكرية بزيادة وجوده العسكري في أفغانستان ببضعة آلاف جندي، في ظل تنامي الهجمات على المؤسسات المحلية والدولية العاملة هناك من جانب حركة "طالبان" و"داعش".
كانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقريرها أن افغانستان دخلت مرحلة جديدة من الصراع المستمر منذ 2001، وهو ما يؤكد علي أن الحركة باتت عازمة علي استمرارا الحل العسكري في ظل فشل المساعي للتفاوض والحوار مع الحكومة الأفغانية.
ويري مراقبون أن أفغانستان شهدت في الفترة الأخيرة تناميا ملحوظا لنشاطات المسلحين المتشددين في شرق البلاد وجنوبها (ولايات لوكر وننكرهار وهلمند)، وكذلك في شمال أفغانستان (ولايات كندوز وجوزجان وبروان)، حيث يعلن قادة ميدانيون ومسلحون أكثر فأكثر مبايعتهم لتنظيم "داعش" الإرهابي.
فبحسب معطيات بعثة الأمم المتحدة، قتل وجرح عام 2016 في أفغانستان 11418 شخصا، وهذا رقم قياسي مقارنة بأرقام السنوات العشر الأخيرة. كما قتل حوالي 7 آلاف عسكري وشرطي أفغاني خلال السنة الماضية بنتيجة العمليات القتالية والعمليات الإرهابية.
وقد أعلن المتحدث الرسمي باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد في بيان رسمي في وقت سابق، أن الحركة تسيطر على أكثر من نصف مساحة البلاد. 
والمثير في الأمر أنه اعتمد على تقرير أمريكي يشير إلى أن طالبان تسيطر على 52 في المئة من أراضي أفغانستان.
 وتشير مصادر إلى أن الحركة لن تكتفي بعد الآن بالعمليات القتالية والعمليات الارهابية، بل هي تخطط لبناء دولة داخل أفغانستان، أي تنوي تشكيل مؤسسات وهيئات حكومية موازية لمؤسسات الدولة.

شارك