مجلس شورى مجاهدي درنة.. خليط من إرهابيي "القاعدة" و"داعش"

السبت 27/مايو/2017 - 05:29 م
طباعة مجلس شورى مجاهدي
 
بعد إعلان الجيش المصري قصف أهداف تتبع تنظيم "مجلس شورى مجاهدي درنة" في دولة ليبيا الحدودية، رفع الجيش المصري درجة استعداده القصوى على طول الشريط الحدودي مع ليبيا الذي يمتد لـ 1200 كيلوامتر، مخافة من وجود ردات فعل على القصف المصري لمراكز تدري بتلك العناصر الإرهابية.
كان الجيش المصري قال إن مقاتلات من طرازات مختلفة شاركت في ضرب مراكز تجمع العناصر الإرهابية في منطقة درنة، وان تلك المعسكرات خرج منها العناصر التي نفذت عملية المنيا الإرهابية التي راجح ضحيتها عشات القتلى والمصابين من المسيحيين، وذلك على إثر استهداف مسلحين حافلة كانت تُقل أقباط في طريقهم إلى للصلاة في دير الأنبا صموئيل، الموجود على الطريق الغربي التابع لمركز مغاغة في محافظة المنيا. 

ما هو تنظيم "مجلس شورى مجاهدي درنة"؟

ما هو تنظيم مجلس
هو تحالف بين كتائب مسلحة متنوعة بعضها مقرب من تنظيم القاعدة، وقد أعلن عن تشكيله ناشطون في مدينة درنة (شرقي ليبيا) في 12 ديسمبر 2014، للحفاظ على أمن المدينة وضواحيها، ولمقاومة القوات التابعة للبرلمان المنعقد شرقي البلاد، والتي أعلنت حينها تدشين عملية عسكرية قالت إنها “لتطهير المدينة من المتطرفين"، أي ان تشكيل التنظيم المتطرف كان في بدايته من عناصر تنتمي لتنظيم القاعدة، ثم سرعان ما اتخذ موقف سياسي معادي تحت مزاعم مواجهة حكومة عبدالله الثني والمشير خليفة حفتر.
اللافت للنظر أيضاً أن المدينة الليبية كان أول إعلان عن وجود تنظيم “داعش” في ليبيا فيها عبر شريط فيديو نشر على الانترنت في 3أكتوبر 2014 وأظهر حشداً من المسلحين التابعين لما يسمى “مجلس شورى شباب الإسلام” في مدينة درنة الساحلية يبـايعون الـتنظيم وزعيمه أبو بكر البغدادي.
وبحسب التقارير المتخصصة فإن مقاتلو “مجلس شورى المجاهدين” يتكونون من خليط يصعب تصنيفه والأغلب أنهم ليس لهم أي ارتباطات وثيقة بجماعات إرهابية، حتى وإن كان بعضهم شارك مع التنظيمات الإرهابية وبعضهم مسلحين قاتلو نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا فيما كان يعرف بـ”كتيبة البتار” عام 2012 والتي تكونت في أغلبها من ليبيين عادوا فيما بعد واستقروا في درنة وخاضوا معارك شرسة مع إحدى الكتائب المقاتلة ضد نظام القذافي في المدينة ( كتيبة شهداء أبو سليم ) قبل إعلانها الرسمي الخضوع لسلطة البغدادي .

بيان درنه

بيان درنه
ونظم مسلحون آنذاك مسيرة وعرضا عسكريا ضخما لآليات ومقاتلين يحملون الرايات السوداء وهم يتجولون في مختلف أرجاء المدينة، كما أعلن المجلس دعمه للمتطرفين الذي يقاتلون الجيش الليبي في مدينة بنغازي، وبعد نحو عام من السيطرة، انتفض مسلحو “مجلس شورى ثوار درنة” في المدينة التي لطالما عرفت في ليبيا على انها “المعقل التاريخي للجهاديين”، على التنظيم، وتمكنوا في يوليو 2015 من طرده منها بعد معارك طاحنة.
ويرفض قياديو "مجلس شورى ثوار درنة" ربطهم بأي من الجماعات المتطرفة في ليبيا، مثل جماعة أنصار الشريعة الموالية لتنظيم القاعدة والتي تملك حضوراً في درنة، وفي بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس)، وفي صبراتة (70 كلم غرب طرابلس)، كما يعارضون قائد الجيش التابع للسلطات المعترف بها خليفة حفتر الذي غالباً ما تشن قواته غارات تستهدف مواقع "مجلس شورى مجاهدي درنة" في المدينة.
مجلس شورى مجاهدي
وتتهم السلطات الليبية الشرعية هذا التحالف بأنه وجه آخر للإرهاب في درنة وإن خلافهم مع تنظيم الدولة الإسلامية هو خلاف مصالح وسلطة واجتهادات بينما يبقى الهدف النهائي متشابها وهو تحويل ليبيا إلى دولة خلافة اسلامية تقيم الحدود ولاحق فيه للإنسان خارج أحكام الشريعة التي يفسرونها بشكل موغل في الانغلاق والتحجر.
كما تجدر الإشارة إلى تولّي "مؤسسة العهد الإعلامية" نشر أخبار وبيانات المجلس وتعتبر الجهة الإعلامية الأقرب للقيادات، أما المنصة الرسمية والجناح الإعلامي للمجلس فهي مؤسسة السبيل للإعلام.
وتقرير تقارير صحافية، إن الميليشيات الإرهابية التى تأسس منها مجلس شورى مجاهدى درنة، هى تنظيم أنصار الشريعة فى ليبيا، والمصنف كتنظيم إرهابى من قبل مجلس الأمن، منذ نوفمبر عام 2014، وكذلك جيش الإسلام وكتيبة شهداء أبو سويلم.

سالم دربي

سالم دربي
مؤسس الجماعة هو سالم دربى، الذى انتمى سابقا إلى الجماعة الإسلامية المقاتلة، والتى تبنت أيدلوجية عنيفة، وقامت بعدد من العمليات الإرهابية فى ليبيا، خلال التسعينات، إذ كان عدد كبير منهم قد شارك فى الحرب الأفغانية السوفيتية، وعادوا بعدها إلى ليبيا، وعرفوا باسم، "الأفغان الليبيين".
ومنذ عام 1996 ونظام القذافى يطارد سالم دربى، إلا أنه استطاع الاختفاء فى الكهوف لفترة طويلة، قبل أن يعود ليعلن توبته فى 2006 وتراجعه عن أفكاره، لكنه وبعد الثورة الليبية ضد القذافى، تراجع عن هذه التوبة، وعاد لتبنى الأفكار الإرهابية،  قبل أن يؤسس كتيبة شهداء أبو سويلم وفيما بعد انضوت تحتها عدد من الميليشيات لتؤسس مجلس شورى مجاهدى درنة.
وخلال سيطرتها على مدينة درنة الليبية، التى عرفت بعاصمة المتطرفين والإرهابيين، شددت المدينة على الأهالى وفرضت تعاليم صارمة، وبدأت فى تنفيذ حدود الجلد على المدخنين، والمتخلفين عن صلاة الجماعة، ومنع خروج النساء من البيوت، قبل أن يحدث انشقاق فى داخلها، إذ بايع عدد منهم تنظيم داعش الإرهابى، وهو ما أدى لاندلاع حرب داخلية بين المبايعين لداعش والمبايعين لتنظيم القاعدة انتهت بمقتل دربى فى يونيو 2015.

شارك