تحدي لداعش مسيحيون يحلمون بالمواطنة في العراق وسوريا

الأربعاء 28/يونيو/2017 - 02:02 م
طباعة  تحدي لداعش مسيحيون
 
في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها المسيحيين في العراق وسوريا يزرع البعض الامل بالمطالبة بدولة المواطنة حيث أشار البطريرك الكلداني لويس ساكو بأنه لا توجد إحصائية دقيقة لعدد المسيحيين في العراق، لافتًا إلى أن تقديره بأن نسبة المسيحيين في العراق كانت 4% وأصبحت اليوم 2%، بينما كانت نسبة المسيحيين في المنطقة 20% والآن أصبحت 8%.
ولفت في مقابلة أجرتها معه قناة الفرات الفضائية، إلى أن أكثر من مائة بيت مسيحي في بغداد مستولى عليها من قبل مليشيات غير منضبطة، مبينًا أن عدد المسيحيين في بغداد يبلغ حوالي 200 ألف مسيحي، في حين كان عددهم قرابة المليون.
وحول مشروع التسوية الوطنية، فشدد إلى أن المشروع مهم لأن البلد بحاجة إلى تسوية، مشيرًا للحاجة إلى لقاء مفتوح لمصالحة القلوب، ومن ثم التسوية على أساس تنازل الكل من أجل الوطن. كما أشار إلى أن هناك بنود إيجابية في التسوية وبعضها يحتاج إلى بلورة، وقال: لقد شكلنا لجنة من المكون المسيحي تدرس وتقدم ورقة بهذا الخصوص، وعمومًا فإنه دون مصالحة وتسوية ستبقى البلد في صراع، كما ستنتهي مشاكل الجميع إذا اتجهنا نحو دولة المواطنة.
ولفت البطريرك ساكو إلى أن سبب ظهور عصابات داعش الارهابية هو الفراغ سياسي في البلد، مشددًا بأنه إن لم تكن هناك تسوية ومصالحة لربما يظهر إرهاب أشرس من عصابات داعش الإرهابية. وأشار في هذا الشأن إلى خطورة التدخلات الخارجية إذا لم يكن هناك توحد للطبقة السياسية، وأن يكون الولاء للبلد والاتجاه نحو المصالحة مع دول الجوار.
وأشار غبطته إلى أنه بعد ثلاثة أعوام على تهجير المسيحيين من الموصل سررت بعودة الحياة للمدينة حينما قمت بزيارة لسبعة احياء منها، وتألمت بذات الوقت من رؤية سبع كنائس مدمرة. وأكد أن الموصل فسيفساء والمسيحيين جزء من النسيج الموصلي.
ولفت إلى أن هناك الكثير من المناطق الخالية من السكان ونشعر بأن هناك أطماع ونزعة ترمي إلى التغيير الديمغرافي في مناطق قرقوش وبرطلة وغيرها من قبل مكونات أخرى. وختم حديثه مؤكدًا قوله: نحن جزء من النسيج العراقي، ونرى أنه من المهم عودة المسيحيين إلى مناطقهم، دون أحلام أو مطالب تعجيزية، رغم الحاجة إلى نوع من الطمأنة.
وفي سياق متصل كتب رافي شافع بموقع ابونا  ان هناك رجاء جديد يتجدد من القامشلي السورية.. هنا في هذه المدينة الجميلة والتي تتمتع بحضور مسيحي غني من كافة الكنائس.. قالت الشبيبة كلمتها: ’الله معنا‘، بمشاركة أكثر من 200 شاب وشابة من الجزيرة السورية عُقد يوم الشبيبة..
تجمعت الشبيبة من القامشلي والحسكة والمالكية، وكعائلة واحدة تقاسمت كل شيء في هذا اليوم.. يوم مسكوني بامتياز اختبرناه مع الشبيبة.. حضر الجميع وفي قلوب الجميع عم الفرح والسلام.. السلام الذي افتقدناه جراء الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من 7 سنوات..
كان عنوان اليوم ’الله معنا.. أنت مع مين‘، وتضمن الموضوع ثلاثة أسئلة شرعت أبواب الحوار العميق مع الشبيبة "علاقتي مع الله ومع الآخر ومع ذاتي".. قدم الموضوع النائب الأسقفي للكنيسة الكلدانية بالجزيرة والفرات الأب نضال توماس، وبحضور كهنة الكنائس المسيحية الأخرى وبمشاركة من قبل سيادة المطران جورج اسادوريان، المعاون البطريركي للأرمن الكاثوليك، ومطران السريان الكاثوليك للجزيرة والفرات مار بهنان هندو..
منذ بدء الأزمة السورية كان توجه لجنة لقاء الشبيبة المسيحية بإحياء لقائات ونشاطات متنوعة للشبيبة تهدف متابعتهم روحيًا واجتماعيًا.. وهنا أتحدث شخصيًا عن ما اختبرته مع الشبيبة طوال هذه اللقاءات خلال السنوات الماضية..
كل مرة نجتمع مع الشبيبة تعلمنا الشبيبة فن الامل بالحياة رغم كل شيء.. أحيانًا جراء ما يجري بالمدينة من مشاكل وتخوف من تدهور في الأوضاع نكاد أن نفقد سلامنا الداخلي ونفقد أيضًا الأمل.. لكن دائمًا في كل لقاء نلمس تدخل العناية الإلهية في أبسط تفاصيل حياتنا، ويحيا فينا الأمل من جديد..
كان من المقرر أن يكون موضوع اللقاء غير الذي تم تحضيره ..وكنت أبحث عن آيه تناسب اليوم.. ليتصل بي لاحقًا الكاهن الذي حضر الموضوع ويقول لي تم تبديل الموضوع، عنوان اللقاء: ’الله معنا.. أنت مع مين‘.. والآية ’لا تخف لأني معك وأباركك‘.
توقفت للحظة وانا أفكر بالعنوان ’الله معنا‘.. نعم الله معنا.. الله معنا وسط كل ما يجري في البلاد من قتل وخراب وتدمير هنا وهناك، لا نزال نستطيع القيام بيوم للشبيبة وليس هذا فقط بل بمشاركة من مدن أخرى.. ما هذه الدعوة الغريبة التي خصنا بها الله!
لقد أعاد لنا هذا اليوم سلامنا الداخلي.. وكان كافيًا لنقرر القيام بيوم للشبيبة من جديد خلال الأشهر القادمة.. يوم كامل تقاسمنا فيه كل شيء مع بعضنا البعض بمحبة: الطعام، والألعاب، والحوار، وكل شيء.
ساعات وساعات من النشاط والحيويه والفرح.. ليصل البرنامج إلى الختام، والتعب سيد الموقف بعد كل هذه الفقرات التي حضرناها مع بقية المشرفين.. ودعنا الشبيبة القادمة من الحسكه والمالكية، وقبل مغادرته تحدث لي كاهن ’شكرًا لكم، شعرنا وكأننا بيوم الشبيبة العالمي‘.
رحلت الوفود المشاركة ورغم بساطة العمل الذي قمنا به بقيت كلمات الكاهن محفورة بقلبي وشعرت حينها فعلاً أن الله معنا. وكان الله معنا عندما اجتمعنا باسمه وصلينا لعودة السلام لربوع بلدنا المتألم سوريا وكل المشرق المضطرب. لقد كانت هذه رسالة شبيبة الجزيرة السورية لكل العالم بأن ماضينا كان هنا، وحاضرنا نحياه اليوم، والمستقبل نحن عنوانه لأننا رسل السلام والمحبة.

شارك