كشمير.. بؤرة صراع جديد بين "داعش" والقاعدة

الأحد 30/يوليو/2017 - 01:37 م
طباعة كشمير.. بؤرة صراع
 
اصبح الجزء الهندي من اقليم كشمير بؤرة صراع جديدة بين تنظيم القاعدة بزعامة ايمن الظواهري، وتنظيم "داعش" بزعامة ابوب بكر البغدادي،  ليدخل المنطقة  في صراع ارهاب يهدد الهند وباكستان ووسط اسيا.

تنظيم القاعدة في كشمير الهندية

تنظيم القاعدة في
فقد أعلنت السلطات الأمنية في ولاية كشمير الهندية الجمعة، عن أنها تحقق في ادعاء يفيد بأن تنظيم القاعدة يؤسس فرعا جديدا له في الولاية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت جماعة إعلامية تابعة لتنظيم القاعدة في بيان صدر عنها، إن “المقاتل الكشميري زاكر موسى سيقود حركة جديدة لتنظيم القاعدة في كشمير، بهدف طرد القوات الهندية من المنطقة”.
وبحسب تقرير لصحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية، فإن مسؤولي الشرطة اعتبروا أن إعلان القاعدة أمر مقلق، لكنهم في الوقت نفسه قللوا من نفوذ زاكر موسى، قائلين إنه “ليس لديه سوى مجموعة صغيرة من التابعين، الذين يفتقرون إلى الأسلحة اللازمة للقيام بهجوم واسع النطاق”. لكن المسؤولين الأمنيين استدركوا بقولهم إنه “من الممكن أن يحصل على الدعم من صفوف الجماعات الإرهابية الأخرى في المنطقة”.
ونقل تقرير الصحيفة الأمريكية عن المدير العام لشرطة جامو وكشمير قوله، إن “كل من يحمل سلاحاً هو إرهابي”، مشيرا إلى أننا “نعامل الجميع بالتساوي سواء كانوا تابعين للقاعدة أو لا”.
وكان زاكر موسى الذي كان قائداً ميدانياً لمجموعة حزب المجاهدين، يحاول التقرب من تنظيم القاعدة بعد حدوث انقسام أيديولوجي مع الانفصاليين، الذين يقولون إنهم يحاربون من أجل التحرر من الهند وليس تأسيس خلافة إسلامية عالمية.
وفى مقطع فيديو نشر على الإنترنت في مايو الماضي، هدد موسى بقتل القادة الانفصاليين، وتعليق رؤوسهم المقطوعة في سوق “لال تشوك” الرئيس بـ “سريناغار”.، مشيرا إلى أن “حرب كشمير تستهدف تطبيق الشريعة الإسلامية”.
ويعتبر موسى زميلا سابقا لبرهان وانى قائد حزب المجاهدين المتشدد، وهو أحد أكبر الجماعات الانفصالية المسلحة في كشمير، أسس في عام 1989 بقيادة سيد صلاح الدين، ويضم حوالي عشرة آلاف مسلح، من قادته محمد إحسان دار، والشيخ عبد الواحد، ومحمد أشرف دار، وعلي محمد دار وقد برهاني واني في يوليو الماضي، مما اثار احتجاجات أسفرت عن مصرع حوالي 100 شخص.
لمزيد عن برهان واني اضغط هنا  
وبعد مقتل واني، تم تكليف موسى الذي لم يكمل تعليمه الجامعي المنحدر من أسرة غنية ومتعلمة، بقيادة حزب المجاهدين على أمل أن يتمكن من تأسيس وجود قوي للجماعة على الإنترنت، في الوقت الذي يتمتع فيه موسى بشعبية بين الشباب الكشميري، الذين ينشرون صوره وفيديوهاته على واتس اب وفيسبوك.
ووفقا للصحيفة الأمريكية، فقد دحض القادة العسكريون صحة إعلان تنظيم القاعدة قائلين، إنه “لا مكان للمجموعات الإرهابية الدولية في وادي كشمير”.
للمزيد عن حزب المجاهدين  اضغط هنا 

حضور داعش

حضور داعش
وفي اكتوبر 2014 ظهرت أعلام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، والمعروفة إعلاميا بـ "داعش"، أثناء تظاهرات مناهضة للهند، وسط مدينة سريناغار بإقليم كشمير أقصي شمال الهند، حسبما نشرت "إنديا تايمز" الهندية.
وأضاف الشهود، أن المتظاهرين حملوا أعلام "داعش" في تظاهرة بعد صلاة الجمعة، بعد يوم واحد من تحذير قائد المنطقة، اللفتنانت جنرال "سوبراتا ساها"، حول وجود أنصار التنظيم في إقليم كشمير، الذي شهد قصفا عنيفا ومعارك بالأسلحة بين الهند وباكستان، الأيام القليلة الماضية، في أسوأ مناوشات بين القوتين النوويتين منذ أكثر من عشر سنوات.
للتعليق على الموضوع، رأى خبير جنوب آسيا في مركز “وودرو ويلسون” في واشنطن مايكل كوغلمان، أن “إعلان القاعدة يُعد فوزاً كبيراً للمجموعة، إذ إنها تكافح لإيجاد سبل لإثبات أنها تمتلك نفوذاً في جنوب آسيا، لكن ذلك سيعقد جهود الكشميريين في الحصول على مزيد من الدعم الدولي”.
وقال كوغلمان إنه “من الصعب أن يقولوا إنهم يقاتلون من أجل قضية محلية نبيلة، عندما يصبح أحد قادة حركتهم أحد قادة تنظيم القاعدة”.
ومن وجهة نظر محللين سياسيين تحدثت إليهم “الواشنطن بوست”، فإن “شبكات الإرهاب العالمية مثل تنظيم القاعدة وداعش، لم تتمكن من تحقيق تقدم كبير في الهند، على الرغم من أن عدد سكانها يبلغ 1.3 مليار نسمة، ونسبة المسلمين 14%”.
 وطبقا لتحليل دروفا جيشانكار وسارة بيرلانجيلي من معهد “بروكينغز” في الهند، فإن “هناك 142 فقط من المواطنين الهنود على علاقة بداعش، وهو عدد أقل بكثير مما هو موجود في بلدان أخرى”.
ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية عن بيان لتنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية على قناته على تطبيق “تلغرام” للتواصل الاجتماعي قوله، إن “حركة جهاد جديدة تكونت من رفاق الشهيد برهان واني، تحت قيادة المقاتل زاكر موسى”.
وقال التنظيم في بيانه إنه “بعد استشهاد المقاتل البطل برهان واني، دخل الجهاد في كشمير مرحلة الصحوة لصد هجمات الغزاة والطغاة الهنود، وسوف نحرر وطننا كشمير من خلال الجهاد”. وأطلق على الجماعة الجديدة اسم أنصار “غزوة الهند”.

شارك