الإخوان المسلمون والإرهاب.. الحقائق والأدلة

الإثنين 11/سبتمبر/2017 - 05:35 م
طباعة الإخوان المسلمون
 
الكتاب: الإخوان المسلمون والإرهاب.. الحقائق والأدلة
الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
منذ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين على يد حسن البنّا في عام 1928 وهي تعمل على تقديم صورة لنفسها بوصفها الوجه المعتدل لتيار الإسلام السياسي، وأنها تنبذ كل صور العنف والتطرف والإرهاب، في حين أن المراقب الدقيق لتاريخ هذه الجماعة منذ نشأتها، والمطلع على أدبياتها الفكرية وأيديولوجيتها السياسية والدينية، يستطيع أن يكتشف بسهولة زيف هذه الأكاذيب وعدم واقعيتها، وأن هذه الجماعة هي منبع الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم.
ويستعرض الكتاب الصادر مؤخرا عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وعنوانه «الإخوان المسلمون والإرهاب.. الحقائق والأدلة»، بعض الحقائق والأدلة من واقع أدبيات «الإخوان المسلمين» أنفسهم، وأفكار قادتهم ورموزهم التي تؤكد علاقتهم بالفكر المتطرف وبأعمال العنف والإرهاب التي امتدت تأثيراتها إلى خارج حدود المنطقة العربية لتشمل العالم أجمع، وتوضح حقيقة ما يحاول «الإخوان المسلمون» إخفاءه حول مسؤوليتهم عن انتشار التطرف والإرهاب تحت شعارات الاعتدال والمظلومية.
ويتطرق الكتاب إلى الدور الذي لعبته جماعة «الإخوان» في التأسيس فكرياً للإرهاب والعنف؛ إذ تكشف القراءة الدقيقة لمؤلفات وخطب وتصريحات مؤسس الجماعة ومنظِّرها الأول، حسن البنّا، عن العديد من الأفكار التي تشكل أساس الفكر المتطرف الذي ساد العالم منذ أربعينيات القرن الماضي، خاصة فيما يتعلق بمفاهيم الجهاد واستخدام القوة والعنف لتحقيق الأهداف السياسية، وتشكيل التنظيمات السرية المسلحة. فقد كان البنّا من أوائل الذين رسخوا مفهوم الجهاد، بعيداً عن الضوابط التي وضعها الفقهاء لحروب الدفع، جاعلاً قتال غير المسلمين المسالمين، وحتى المسلمين المخالفين له في الرأي والتوجه، والقادة والرموز الوطنية التي يصفها هو وجماعته بالكفر والخروج عن «المنهج الصحيح»، كما يرونه، نوعاً من «الجهاد»!
كما كان البنّا من أوائل الذين سوغوا إنشاء التنظيمات الدينية المسلحة التي تستخدم العنف في تنفيذ أهدافها، وهي التنظيمات التي كانت ملهمة للأجيال الحديثة من الجماعات المتطرفة والإرهابية. كما اشتهر بإعلائه من منهج القوة واستخدام «قوة الساعد والسلاح» كأداة رئيسية يعتمد عليها «الإخوان المسلمون» في تنفيذ أهدافهم وتحقيق أجنداتهم.
وإلى جانب البنّا، مؤسس جماعة «الإخوان»، هناك أيضاً سيد قطب، منظّرها الأساسي، والذي يمكن القول إن أفكاره بشأن العنف، والتي ضمَّنها كتابَه «معالم في الطريق»، تمثل الأيديولوجية الرسمية للجماعة، كما يعد كتابه المذكور بمنزلة «دستور الجماعة»، لاسيما أنه يتم استخدامه في مجال تربية النشء والشباب من «الإخوان»، ولم يحدث أن تبرؤوا من أفكاره التي تسوغ الإرهاب، بل على العكس هم حريصون على نشرها والاحتفاء بها وبصاحبها، وهي أفكار تؤكد «جاهلية» المجتمع والعالم، وتلح على أولوية العنف لتغيير المجتمع والعالم، وتعتبر الجهاد فريضة غير مرتبطة بزمان ولا مكان، وأن الصراع هو الحاكم لعلاقة المسلمين بغيرهم، وأن المسلم يمتلك الحقيقة الكاملة حول الكون وما عداها باطل.. وفي الوقت نفسه فإن قطب لا يتردد في تكفير المجتمعات القائمة.
إلى جانب البنّا وقطب، يتطرق الكتاب أيضاً إلى يوسف القرضاوي، رئيس ما يسمى «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، والذي يعد المنظّر الأيديولوجي الأهم لـ«الإخوان» في المرحلة الحالية. وللقرضاوي تصريحات مثيرة للجدل حول التفجيرات الانتحارية ضد إسرائيل (يراها مشروعة)، وضرب الزوجة (جائز إذا كان «خفيفاً»!)، والشيعة (يطلِق عليهم اسم «الزنادقة»).. هذا علاوة على تاريخه الحافل بمواقف وتصريحات تظهر دعمه للإرهاب والعنف، على عكس الصورة التي يحاول ترويجها لنفسه ويروجها له أتباعه.
ثم يتوقف الكتاب عند النسخة الإماراتية للفكر الإخواني المتطرف متمثلة في حسن الدقي، الذي سعى لنشر أفكاره الهدامة، ثم دفعه طموحه إلى التمرد على فرع «الإخوان» في دولة الإمارات عام 2003، مما جعل الجماعة تطرده من عضويتها، ليتقمص شخصية القيادي والكاتب والمفكر الذي يروج للفكر المتطرف والإرهابي. وبعد محاكمة التنظيم السري لـ«الإخوان» في الإمارات، فر الدقي من العدالة إلى تركيا، ليؤسس هناك تنظيماً إرهابياً استخدمه للتغطية على بعض الإرهابيين الآخرين المطلوبين للعدالة، وواجهةً تنظيميةً للتنسيق مع جماعات إرهابية في سوريا، ولإيصال شحنات من الأسلحة إلى تنظيمات إرهابية أخرى في ليبيا.
كما يستعرض الكتاب تاريخ جماعة «الإخوان المسلمين» المليء بالأحداث والممارسات الإرهابية، بدءاً باغتيال القاضي أحمد الخازندار عام 1948، مروراً باغتيال النقراشي باشا وأحمد ماهر باشا والسيد فايز، وليس انتهاءً باغتيال النائب العام هشام بركات في عام 2015. إلى جانب محاولات اغتيال كثيرة وتحريض إعلامي مستمر على العنف والإرهاب. وكما يوضح الكتاب، فإن «الإخوان» وراء تفكيك ليبيا، وهم يقفون وراء العديد من العمليات الإرهابية في أنحاء العالم، لاسيما في أوروبا والولايات المتحدة.
كما يوضح الكتاب علاقة «الإخوان المسلمين» بالجماعات المتطرفة الأخرى في العالم، قائلا إن «الإخوان» هم الجماعة الأصل والأم لكل الجماعات الإرهابية والمتطرفة في العالم؛ إذ إما أنها انشقت عنها أو تبنت فكرها، كما يتضح من العلاقة بين «الإخوان» وكل من «القاعدة» و«داعش» و«التكفير والهجرة» و«الجماعة الإسلامية» و«أنصار بيت المقدس» و«جند الإسلام» و«أجناد مصر» و«سواعد مصر -حسم» و«العقاب الثوري» و«لواء الثورة» و«بوكوحرام».

شارك