دراسة: روايات الملاحم والفتن: التوظيف السياسي بين السنة والشيعة

السبت 01/ديسمبر/2018 - 04:02 ص
طباعة دراسة: روايات الملاحم
 
قدم الباحث حسن منيمنة دراسة مهمة حول التوظيف السياسي في روايات الملاحم والفتن عند السنة والشيعة وهي دراسة شيقة نشرها منتدي فكرة بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الادني وجاء فيها 
تنزيل روايات الملاحم والفتن على الحاضر ليس ظاهرة جديدة، بل القراءات الملاحمية المنزّلة لهذه الروايات قد صاحبت التاريخ الإسلامي منذ بدايته. وما نشهده اليوم، هو أن التنزيل ينشط ويتطور ويجري تسليحه من جانب حركات متشددة وقطعية، سواءاً المنتسبة لأهل السنة والجماعة أو لشيعة أهل البيت. وفي حين أن هذه الاستعمالات هي اليوم محدودة وموجّهة، فإنه لا يمكن الاستهانة بطاقاتها التصعيدية.
ليس في الموروث الإسلامي ما يقابل سفر الرؤيا في العهد الجديد، والذي يفصّل أمارات الساعة ويدرجها في صلب العقيدة المسيحية. فالإشارات إلى هذه الأمارات في التص القرآني عديدة ولكنها من المتشابه الأقرب إلى الوعظ منه إلى الإخبار. غير أن صدر الإسلام قد حفل بتأطيرات الملاحم والفتن، سواءاً منها التي اعتبرت هذه الأخبار إعلاماً بالغيب لتوظيفها في السعي إلى تحقيق مشاريع سياسية (كما في الدعوتين الهاشمية والعباسية)، أو التي قرأت فيها تفسيراً وحسب للنوازل المتحققة (ولاسيما إزاء الخوارج). وإذ تراجع استدعاء أخبار الملاحم والفتن إلى حد ما على مرّ العصور الإسلامية، فإن العلماء المسلمين قد اجتهدوا في جمع هذه الأخبار وتبويبها وتهذيبها والتوفيق بينها. إلا أن المنهج في جهودهم هذه كان أقل صرامة منه إزاء الروايات المتعلقة بالأحكام والعقيدة.
ومتابعات النهاية لدى العلماء المسلمين توزعت على ثلاث سياقات متداخلة، الأول في أحوال القبر والبرزخ وصولاً إلى البعث، والثاني في الأمارات الصغرى وصولاً إلى خروج الدابة والدجال والمهدي والمسيح، والثالث في الأمارات الكبرى (كشروق الشمس من مغربها) وصولاً إلى الحشر والساعة. والنص القرآني يستفيض في الإشارات إلى السياقين الأول والثالث ولكنه يخلو من تفصيل السياق الثاني. غير أن تفاصيل هذا السياق ترد تباعاً في الموروث النصّي، وإن كان جلّها من الإسرائيليات وفق تقييم العلماء المسلمين لها.
واقع الأمر أن أصول هذه الروايات قد تكون أكثر تشابكاً، إذ هي مستقاة من تعبيرات دينية مختلفة منها السابق للإسلام ومنها الصاعد معه، بعضها نصّي في مصدره وبعضها الآخر متشكل خارج النص ابتداءاً، ما يقدّم نافذة نادرة إلى التصور الديني والروحي لمن تفاعل معه، بما يتجاوز إمكانيات الكشف لدى منهجية تحليل النصوص وهي المنهجية التي استأثرت ولا تزال بالدراسات الإسلامية. ورغم الإبهام في الأصول، فإن العديد من هذه الروايات قد ساهمت في تشكيل العديد من التعبيرات الإسلامية، ولا سيما في النطاق الشيعي، كما أنها عاملاً فاعلاً في إطلاق تحولات دينية خرجت عن الإسلام، من الدعوة الدرزية في القرن العاشر إلى البابية والبهائية في القرنين الأخيرين.
وما يتكرر رغم اختلاف الحقبات والبلدان هو أن استدعاء أخبار الملاحم والفتن يلتزم بمسلمات تتشكل من خلالها الحالة التي تدعو إلى تنزيل هذه الأخبار على الواقع: وأهم هذه المسلمات افتراض أهمية كونية للزمان الآني والمكان المحلي في تحقق وعد النبوءة، والحاجة الماسة إلى التمايز عن سائر القوم وإلى التمحيص، بالإضافة إلى توقع الابتلاء والشدة قبل حصول الفرج والنصر. وتلتزم تعبيرات التنزيل المعاصرة، السنية منها والشيعية، هذه المسلمات والتي تؤلف بالتالي إطار المصارعة الملحمية، بل المهيأة أن تصبح كوارثية، بين التوجهات الجهادية المتشددة والقطعية في الوسطين السني والشيعي.
غالباً ما تهمل الأصول الملاحمية للتوجهات الجهادية السنية نتيجة التركيز على ما عداها من أسس بنيت عليها هذه التوجهات، سواءاً منها النشاط الجمعياتي، أو التعبئة السياسية، أو الخلفية العلمية المؤسساتية. ولا شك أن البنى التنظيمية التي اعتمدها وطورّها الإخوان المسلمون، وكذلك المنهج السلفي المتشدد والقطعي (الوهابي)، والذي شكّله أئمة الدعوة النجدية والمترسخ في المؤسسة الدينية السعودية هما الأساسان الرئيسيان للجهاد السني المعاصر.
إلا أن التقييم الدقيق لعقيدة «الدولة الإسلامية» وسلوكها يشير إلى تواصل مباشر مع حركة جهيمان العتيبي الملاحمية، والتي احتلت الحرم المكي عام ١٩٧٩ عنذ فجر القرن الخامس عشر للهجرة. فهذه وتلك جعلت هدفها الأول تحكيم الشريعة وفق فهمها لها، بأصولها وفروعها وحدودها وحذافيرها، بغضّ النظر عمّا إذا كان الأمر يتعارض مع مصلحتها الآنية. فالدولة الإسلامية، فيما هي تواجه الهزيمة المؤكدة، قد خصّصت قدراً من طاقتها الشحيحة لتدمير الصروح التي تستنكرها ومعاقبة من ارتكب ما تعتبره من المعاصي والنواقض.
وهذا التوجه قد استحق لأتباعه في الأدبيات السلفية صفة «المناهجة»، أي الذين يغلبون المنهج على المصلحة إطلاقاً. والمناهجة يعوّضون في تعزيز صدقيتهم العقائدية ما يخسرونه في رفضهم للتدرج والتسويات. والطروحات الملاحمية، في استدعائها لما تنتفي معه الحاجة القطعية إلى الواقعية، تمنح المناهجة حجة محصّنة للثبات على التشدد. إلا أن الدولة الإسلامية كانت مقيدة في إبرازها للملاحميات نتيجة التزامها للسلفية العلمية، بما تشترطه من ضوابط وأصول في تخريج أحاديث الملاحم. فالمادة النصية التي كان على الدولة الإسلامية الاقتصار عليها في تشكيل مواقفها الملاحمية كانت قليلة. إلا أن أسلوب تأطير هذه المادة، وتوظيفها للتعبئة في الأوساط المختلفة المعنية كان متشعباً، وحقق قدراً مرتقعاً من النجاح.
والمادة الأساس في التوجه الملاحمي للدولة الإسلامية هو الحديث النبوي، والذي صحّحه أو حسّنه كبار العلماء القدامى والمعاصرين، والذي يقسّم التاريخ الإسلامي إلى مراحل، أولها النبوة، وآخرها خلافة على منهاج النبوة («تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة»).
جوهر الجهد الدعائي للدولة الإسلامية كان بالتالي تنزيل هذا الحديث، في شقه الأخير، على الحاضر الذي شهد إعلان الدولة ثم إعلان الخلافة، مع أن هذا التنزيل ابتدأ حذراً، واقتصر في مراحله الأولى على إشارات مقتضبة وغير مباشرة. غير أن «أبو محمد العدناني» المتحدث الرسمي باسم الدولة انتقل في خطابه من التلميح إلى التصريح، وعلى الرغم من إنكار خصومه من الجهاديين لأقواله، فإن وضع تمدد الدولة الإسلامية في إطار تحقق «وعد الله» الوارد في النصّ القرآني.
وفيما عدا تصريحات العدناني، فإن أسلوب «الدولة الإسلامية» كان تجنب التصريح بالتنزيل، والامتناع عن إبرازه في مضمون إصداراتها، مع إتاحة المجال الواسع لأنصارها ومؤيديها للاستفاضة بالطروحات الملاحمية، بل حتى تعزيزها بحساب الجمل والاستخارات وتعبير الرؤى، وإن كان في ذلك استدعاء للغيبيات المتداولة في الوسط العام والتي تعترض عليها السلفية العلمية. فالدولة الإسلامية اقتصرت في جهدها على تقديم الإيماءات التحفيزية، كأن يكون عنوان مجلتها باللغات الأجنبية «دابق» حيث تتوقع روايات الملاحم والفتن المنازلة مع «الروم»، أو كأن يكون اسم وكالة الأنباء لديها «أعماق»، في استدعاء آخر لموقعة ملاحمية مرتقبة. فالدولة الإسلامية قد أناطت لأفواج داعميها والمتعاطفين معها مهمة تقصي أشراط الساعة بأماراتها الصغرى، وقد نتج عن بعض هؤلاء، بناءاً على منهجياتهم الغيبية توقعات محددة لتواريخ الملاحم سنين القادمة.
وبعد انقضاء زمن أمساك الدولة الإسلامية للمدن، يبدو واضحاً أنها لم تستهلك كافة منتوج تنزيلها للملاحم والفتن على الحاضر، بل هي تمكنت من خلال خطوات مباشرة وأخرى غير مباشرة من تحضير الأرضية لاستثمار مجدي للمادة الملاحمية التي رعتها، وصولاً إلى إعلان خروج شخصية ملاحمية، المهدي أو المسيح، كخيار قابل للتداول عند وفاة الخليفة الحالي.
والمفارقة هي أن الحذر الذي اعتمدته الدولة الإسلامية في ترويجها للطروحات الملاحمية لم يواجهه حذر مقابل من العلماء «المعتدلين» المعترضين على مزاعم تنظيم الدولة. فالرسالة الناقدة المفتوحة والتي وجهها عام ٢٠١٤حشد من علماء الدين المسلمين البارزين عالمياً لأبي بكر البغدادي، خليفة الدولة الإسلامية، تضمنت، بل أبرزت، خبراً ملاحمياً واهياً، وأنزلته على واقع الدولة الإسلامية، متقصية تفاصيله ومطابقة إياها مع سمات تنظيم الدولة وسلوكه، وذلك في سعي واضح للطعن به. وبطبيعة الحال، فإن مسعى الطعن هذا لم يستقطب من استهدفه من جمهور تنظيم الدولة، ولكن سابقة استدعاء أخبار الملاحم والفتن وتنزيلها على الواقع المعاصر نالت بفعل الرسالة المفتوحة دعماً وتأييداً من أساطين الإسلام «المعتدل».
أما في الإطار الشيعي، فإن افتراض انطباق أخبار الملاحم والفتن على الحاضر كان أحد العوامل المؤسِسة للحركات الثورية الشيعية في صدر الإسلام. وقد سعت المؤسسة العلمائية الشيعية الإثناعشرية في آن واحد إلى احتواء هذه الأخبار وإلى التوسع بها وإدراجها في صلب العقيدة، وذلك من خلال تأطير الأشراط الصغرى والكبرى في كل متكامل. فأخبار المهدي ترد لدى الجمهور، ولكنه ليس من أصول الدين. أما المهدي لدى الشيعة فهو الحجة والقائم، وظهوره بعد الغيبة الكبرى هو الحدث الأبرز في الملاحم الممهدة للساعة. وانتظار ظهور المهدي كان عاملاً في التأسيس لعقيدة شيعية نقيضة للزخم الثوري الشيعي الأول، تدعو إلى التسليم للواقع السياسي كما للقدر. ولكن القرن العشرين شهد مراجعات شيعية إمامية ذات مقاربات مختلفة تعيد النظر بمنطق التسليم والامتناع عن الحراك. فمنها من فصل بين واجب انتظار الظهور وبين الحاجة إلى العمل السياسي والاجتماعي، كما لدى محمد باقر الصدر ومحمد حسين فضل الله. ومنها من اعتبر أن هذا الزمن هو عصر الظهور، كما لدى علي الكوراني، بل أن انتهاج تصرفات معينة، سواءاً جانحة إلى الخير أو إلى الشر، كما لدى السلوكية، من شأنه التعجيل بفرج المهدي. وتجمع مقولة «ولاية الفقيه» التي أرساها روح الله الخميني أوجه من الجانبين، فيما تنقل الولاية التشريعية الخاصة بالمهدي إلى الإمام الفقيه.
وكانت الأفكار المهدوية قد شهدت رواجاً واسع النطاق في العراق في ظل طغيان صدام حسين، وكان سقوط هذا النظام بالنسبة للعديد من المهدويين تأكيداً للتوقعات الملاحمية. أما بعد السقوط، فإن الفصائل الإسلامية الشيعية، بتوجيه من إيران، تعمد إلى تأطير هذه التوقعات فيما هي تسعى إلى مأسسة أطرها القيادية. وتوجه حزب الله في لبنان، بتابعيته الصريحة لإيران، كانت قد انتهج معادلة مماثلة  توازن بين مهدوية العقيدة ومركزية القيادة، مع الاقتصار على جرعات أقل وأكثر تمويهاً من المهدوية في السياق العام.
وقد أتاحت حرب تموز ٢٠٠٦ لحزب الله فرصة اختبار معادلته وتطويرها. وحزب الله سبق الدولة الإسلامية بأعوام عديدة في تطوير أسلوب الاكتفاء بالإشارات والتعويل على توسيع الطرح الملاحمي من خلال شبكات المناصرين. فجرى تقديم حصيلة المواجهة الملتبسة النتائج مع إسرائيل على أنه «نصر من الله»، في ترقية واضحة لدور أمين عام الحزب حسن نصر الله، والذي أومأ بدوره إلى «وعد» إلهي، عمدت الدولة الإسلامية بدورها إلى استدعائه بعد قرابة العقد من السنين. وإذا كان الحزب في إعلامه قد اكتفى بهذا القدر، فإن محافل التواصل الاجتماعي لمناصريه قد غصّت بأخبار صفوف الملائكة التي نصرت مجاهدي الحزب وغيرها من الكرامات. والتزم حزب الله بازدواجية خطابية، توجه من خلال إحدى شقيها إلى الخارج بلغة العقل والاعتدال، فيما كان الشق الداخلي مطعّماً بالطائفية والمذهبية والغيبيات الدينية.

وكان لا بد من بسط الطروحات الملاحمية الشيعية بكامل الزخم في إطار جهود إيران لإنقاذ النظام السوري من السقوط بعد انزلاق سوريا إلى حربها الداخلية منذ العام ٢٠١١. والأداة التأطيرية الرئيسية كانت اختزال التاريخ بتتابع حدثين، الأول هو استشهاد الإمام حسين في واقعة كربلاء في القرن السابع الميلادي، أي الحدث الأليم المهيمن على الوجدان الشيعي، والثاني هو معركة الخلاص التي تهيّئ لعودة المهدي. وفي هذا الاختزال، يمسي السوريون السنة أحفاد يزيد، الخليفة الأموي، فيما تفسّر التفاصيل التي تبدو طارئة على أنها من علامات الحدث الجلل، فدرعا، والتي شهدت أول فصول الثورة السورية، تصبح إرهاصاً لخروج السفياني العدو اللدود للمهدي، بناءاً على خبر ملاحمي مفترض ينبه إلى الأمر إن «قدح الشرّ من درعا». بناءاً على الروايات التي تنبئ بخروج شخصيات سابقة للمهدي، يسعى البعض إلى استشفاف اليماني بشخص حسن نصر الله.
والواقع أن الفكر الملاحمي ينمو ويتطور في الإطارين السني والشيعي، مع المزيد من التوفيق بين الروايات وتوحيد إطارها العام. وأحد أهم مصادر التطوير والتوسيع هو الاجتهاد في المقارنة والتنسيق في مسائل التوالي الزمني والتوقعات مع الطروحات الملاحمية المسيحية. وفي السياق المسيحي الإنجيلي، يساهم بعض المتنصرين من المسلمين السابقين في جهود متوازية تدرج الأخبار الملاحمية الإسلامية ضمن الرؤية المسيحية. والحصيلة أن الساحة مستعدة لاستعمالات أوسع للملاحمية لأغراض التعبئة والعقيدة. والواقع أن الشرق الأوسط يشهد من الملاحم والفتن ما يتعدى التوقعات النصوص والغيبيات، ولا ينحصر بتاتاً لا بدابق في سوريا ولا بتل مجدو في إسرائيل، كما يتوقع متابعو الملحميات الإسلامية والمسيحية على التوالي. على أن الاستفاضة بالاستعمالات الملاحمية لا ينبؤ بالخير للزمن القادم.
إلا أن مواجهة هذه الاستعمالات، ونتائجها التعبوية، قد لا تستقيم من خلال الطروحات الدينية البديلة. ومثال الرسالة الموجهة إلى البغدادي عام ٢٠٠٤ يشير إلى هذه الطروحات من شأنها أن تعزز الأساس الذي بنيت عليه هذه الاستعمالات، أي تنزيل أخبار الملاحم والفتن على الحاضر. كما أنه قد لا يكون من المفيد خوض غمار الطعن بالقراءات الملاحمية وتفنيدها لإظهار التباين بينها وبين الوقائع، كما في حالة سقوط بلدة دابق دون أن تتحقق الملحمة الكبرى. ذلك أنه لدى الاعتذاريين الملاحميين القدرة المتواصلة على الإشارة إلى تفاصيل ما للوصول إلى نتيجة أن شروط الحدث لم تكتمل، وإن الخبر يبقى صالحاً وقابلاً للتحقق في حالة أخرى. فبالنسبة لدابق، أشار أنصار اتظيم الدولة إلى أن سقوط البلدة إثر هجوم تركي لا علاقة له بالملحمة التي أشار إليها الخبر، إذ المواجهة فيها بين المؤمنين والروم، أي الغرب.
فالأصلح للجهات المسؤولة، بما فيها الولايات المتحدة، أن تعمد إلى دعم الطروحات السياسية التي تتطرق إلى المسائل الحياتية التي تواجه مجتمعات المنطقة من تحقيق الحكامة الصالحة إلى إدارة الموارد والشروع بالمصالحة وتفعيل المواطنة. فالذهنية الملاحمية والتعبئة الفئوية المرتبطة بها تنشط تحديداً مع غياب هذه المسائل من الفضاء العام.

شارك