قطر تتحايل علي المقاطعة الرباعية بمشاريع وهمية لشعبها

السبت 21/أكتوبر/2017 - 01:36 م
طباعة قطر تتحايل علي المقاطعة
 
لا زالت الأزمة القطرية مع الرباعي العربي، عالقة علي تعنت وعناد الدوحة من جانب، وتمسك السعودية والإمارات والبحرين ومصر بمطالبهم من جانب أخر، حتي وصل الحال بقطر إلي الإعلان عن مشاريع وهمية لطمأنة شعبها بسبب المأساة الاقتصادية التي تعيشها الدوحة منذ حصار الرباعي العربي.
قطر تتحايل علي المقاطعة
وقطعت المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في 5 يونيو الماضي، متهمة اياها بدعم الإرهاب والتقرّب من إيران، وقدمت الدول الأربع  قائمة للدوحة بمطالبهم لعودة العلاقات، والتي كان على رأسها "وقف دعم وتمويل الإرهاب" وإغلاق قنوات "الجزيرة".
واتخذت الدول الأربع اجراءات بحق قطر بهدف الضغط عليها سياسيا واقتصاديا، بإغلاق المنافذ الجوية والمنفذ البري مع قطر.
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لموفدها إلى الدوحة، باتريك وينتر، أن قطر تسعى لتحقيق اكتفائها الذاتي من الغذاء والمنتجات البسيطة، وأيضاً تسعى لأن تكون مركزاً تجارياً للشركات الخاصة، منوهاً بالدور الذي تمارسه شركة "بلدنا" القطرية، التي نجحت في شحن أكبر دفعة من الأبقار المنتجة إلى الدوحة عبر خط شحن من الطيران؛ وذلك في إطار سعي الشركة إلى سد حاجة السوق المحلية من منتجات الألبان.
و بعد أن خسرت قطر أكثر من 50 في المئة من امدادات الألبان ومشتقاتها والتي كانت تعتمد على إمدادات السعودية والأمارات قبل الحصار، يجري الأن نقل الأبقار إلى مزرعة بلدنا، التي تقع على بعد 60 كم شمال الدوحة، حيث أُعدّت الحظائر الخاصة لها، وأقيمت بنظام تبريد خاص لحماية الأبقار من الحرارة الكبيرة في الصيف، حيث من المتوقع أن تكون الشركة قادرة على توفير نحو 30%-40% من حاجة السوق المحلية من منتجات الألبان.
ويقول جون دوري، المشرف على عملية نقل الأبقار إلى الدوحة وفق الجارديان: إن "الحصار كان جرس إنذار للبلد بأكمله. إنه قدم شيئاً عظيماً لقطر؛ لقد بدأ الاهتمام بالزراعة، سابقاً كان هناك 80% من الغذاء يأتي من الجيران. الحصار شكّل فرصة لإعادة النظر بضرورة إعادة تقييم الأمن الغذائي للبلد، وإقامة سياسات مشتركة مع أوروبا.
أشارت الصحيفة إلى أن قطر التي تستعد لاستضافة كأس العالم 2022، تسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، حيث من المنتظر أن تبدأ حتى عملية إنتاج السماد الكيماوي، الذي يمكن له أن يحوّل قطر إلى بلد أخضر.
وأضافت: "في الأيام الأولى لفرض الحصار كان هناك تخوّف كبير من قدرة قطر على الصمود بوجه هذه الإجراءات؛ فالبورصة سجّلت هبوطاً وصل إلى أدنى مستوياتها، سجلته في سبتمبر الماضي، قبل أن تبدأ بالارتفاع، وشهد نمو الناتج المحلي تباطؤاً ملحوظاً، الأمر الذي قد يؤدي إلى انخفاض نسبة النمو العام لهذه السنة إلى 2% فقط، وهو الأقل منذ 2008".
وتابعت الصحيفة: "يقول يوسف الجيدة، الرئيس التنفيذي لمركز قطر للمال والأعمال، إن الحصار أدى إلى تضرر المنطقة بأكملها وليس فقط قطر. 
وأشارت الصحيفة ، في حديثها عن الأزمة الخليجية، إلى كشف وزير المالية القطري، علي شريف العمادي، ما أجرته بلاده من ضخ سيولة مالية إلى السوق كإجراء وقائي، وهو ما يفسر استقرار السوق.
وقال العمادي: "إذا قمت بالبحث في الشهر الثاني للحصار ستجد أن الميزان التجاري عاد إلى مستويات ما قبل الأزمة. خلال شهر واحد انخفضت الواردات إلى 40%، ولكن سريعاً قمنا بتعديل ذلك، فبدلاً من الاعتماد على دول بعينها فإننا فتحنا تجارتنا على أكثر من 80 بلداً، وعلى الرغم من الألم الذي سببه لنا الحصار؛ لكونه أضر بالأسر الخليجية والنسيج الاجتماعي، فإنه منحنا فرصة لخلق علاقات اقتصادية وسياحية وصحية أشمل، مؤكدًا أن الاقتصاد القطري أثبت مرونة كبيرة؛ فبدلاً من الاعتماد على دول الخليج فإنه اليوم انفتح على الاستثمار الأجنبي.
قطر تتحايل علي المقاطعة
وأضاف: "قطر اتخذت العديد من الخطوات التي كانت تعد الأكثر صعوبة منذ 20 عاماً. كان الاستثمار بالغاز السائل والنفط والصناعات المرافقة له هو الأساس، أما اليوم فإننا بدأنا نستثمر بالتعليم والثقافة والعديد من الأمور الأخرى.
وبحسب العمادي، فإن  الحصار المفروض على قطر دفعها إلى اتخاذ سلسلة من القرارات الصعبة، ومنها تحرير قوانين الإقامة الدائمة، وإسقاط متطلبات التأشيرة لأكثر من 80 دولة، وأيضاً منح الشركات تخفيضاً على الإيجارات يصل إلى النصف.
وختمت الصحيفة اللندنية بالقول: "الخطة القادمة لقطر هو أن تتحول إلى مركز تجاري للشركات الراغبة بالتجارة مع الكويت وإيران والعراق وباكستان وعمان؛ فهناك حقبة جديدة، ويبدو أن قطر مصممة على تحويل الحصار إلى نعمة.
ومنذ بدء الأزمة في 5 يونيو الماضي تلعب الكويت دور الوساطة لحل الأزمة بين الدول الأربع وقطر، والتي تعد أسوأ أزمة دبلوماسية تعصف بمنطقة الخليج منذ سنوات، والتي كان أخرها مساعي الشيخ صباح الخالد الصباح وزير الخارجية الكويتي، الذي أبلغ أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بأن عليه الإقدام على خطوة إيجابية في اتجاه المملكة العربية السعودية في حال كان يريد انعقاد القمة الخليجية الدورية في الكويت في ديسمبر المقبل.
ونقل وزير الخارجية الكويتي، رسالة إلي أمير قطر أول أمس الخميس، من أمير دولة الكويت الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصباح الذي زار السعودية الأحد الماضي والتقى الملك سلمان بن عبدالعزيز،  وأوضح أن فحوى الرسالة أن لا تراجع سعوديا عن الشروط التي وضعتها الدول الخليجية الثلاث ومعها مصر على قطر كي تنهي مقاطعتها لها.
وأبلغ الوزير الكويتي، إلي الأمير تميم، بأن الشيخ صباح لم يجد أي مرونة في اللقاء مع الملك سلمان، بل مزيدا من التشدّد.،على العكس من ذلك تبين له أن السعودية مصرّة، أكثر من أيّ وقت، مع دولة الإمارات والبحرين، على مقاطعة القمّة الخليجية في حال حضور قطر من دون رضوخها لشروط دول المقاطعة.
من جانب أخر ذكرت مصادر أن أمير قطر علي استعداد للتفاوض مع دول المقاطعة في ظلّ الإجراءات التي أخذت في حق البلد، وتشمل استمرار إغلاق المعبر البري بين السعودية وقطر.
ويري متابعون للشأن الخليجي، أن تصلب الموقف السعودي سيدفع الكويت إلي التركيز على قطر لتقديم التنازلات اللازمة بما يسمح بإشاعة أجواء إيجابية قد تمهد لعقد القمة الخليجية في موعدها المحدد، وهو الهدف الذي تركز عليه الدبلوماسية الكويتية، بما في ذلك جهود الوساطة بين الرباعي العربي وقطر.
ويري مراقبون أن العرض الكويتي سيكون بمثابة الفرصة التي لا تتكرر لقطر كي تعدّل مسارها تماما وأن تعود إلى عمقها الخليجي بعد أن تتراجع عن السياسة التي تعتمدها والتي تقوم على الإضرار بهذا العمق مثل إيواء منظمات متشددة.
ومع محاولات الكويت، كذلك تسعي أمريكا للتوسط ، حيث يبدأ وزير الخارجية ريكس تيلرسون جولة خارجية تستمر أسبوعا تشمل 5 دول على رأسها السعودية وقطر.
وأعلنت إدارة واشنطن في بيان للخارجية الأمريكية الخميس الماضي، أن تيلرسون سوف يتسهل زيارته بالسعودية، حيث يتلقي هناك عدد من القادة السعوديين، ويشارك في الجلسة الافتتاحية لمجلس التنسيق السعودي العراقي، ثم يتوجه بعد ذلك إلى قطر.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعهد من قبل في عدد من تصريحاته بالتوسط لحل الأزمة بين الدوحة وجيرانها من الدول الرافضة دعمها للإرهاب.

شارك