مجددًا.. طبول الحرب تدق في بنغازي وتُعيد الصراعات الليبية

الإثنين 13/نوفمبر/2017 - 02:14 م
طباعة مجددًا.. طبول الحرب
 
في الوقت الذي بدأت الحياة تعود لطبيعتها في مدينة بنغازي بعد تحريرها من الجماعات الإرهابية، عادت مجددًا حالة التوتر للمدينة التي دخلت ضمن صراعات الحكومات المتنازعة علي الحكم.
مجددًا.. طبول الحرب
 فمن جانبها تسعي حكومة طبرق المقيمة في الشرق والموالية لجيش خليفة حفتر، إلي السيطرة علي مقرات حكومة الوفاق الليبية المقيمة في طرابلس، كذلك تسعي الأخيرة إلي فرض هيمنتها علي زمام الأمور في المدينة.
جدير بالذكر أن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، نجح في تحرير مدينة بنغازي من قبضة العناصر الإرهابية، في يونيو الماضي، بعد العقبات التي واجهها في المعركة.
كانت لعبت الإمارات دور الوساطة بين كل من المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني لتوحيد الصف فيما بينهما، لكن لازال الطرفين كل منهما يغرد منفردًا خارج السرب ويسعي لمصالحه الخاصة دون الأخذ في الاعتبار مصلحة البلاد.
ويرفض "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني المدعومة دولياً، والتي تتخذ من طرابلس مقراً لها، ويسيطر حفتر على فصائل شرق ليبيا التي رفضت حكومة الوفاق الوطني، ما أسهم في عدم قدرتها على توسيع سلطتها في طرابلس وخارجها، وتدعم فصائل أخرى مسلحة في الغرب حكومة الوفاق الوطني.
واستضافت أبو ظبي في مايو الماضي لقاء بين السراج وحفتر، وهما الطرفان الرئيسيان في النزاع الليبي، واتفقا خلاله على العمل من أجل حل الأزمة من دون إعلان إجراءات ملموسة.
وتتواصل الاتهامات المتبادلة بين القوات الأمنية التابعة لحكومة الشرق والأخرى الموالية لحكومة طرابلس، وهي تطورات تؤذن بصدام سياسي وعسكري جديد بين الطرفين المتنازعين.
واستهدف الجيش الليبي، منذ يومين، مقر كتيبة أمنية تابعة لحكومة الوفاق في بنغازي بقذائف الهاون، أسفرت عن مقتل بعض الأمنيين وجرح آخرين، ما أدي إلي تصعيد الموقف بين طرفي النزاع، وذلك بعد أيام على محاولة اغتيال تعرّض لها وكيل وزارة الداخلية بحكومة الوفاق فرج قعيم في مدينة بنغازي إثر استهدافه بسيارة مفخخّة.
وفرضت قوات حفتر، سيطرتها على مقار وكيل وزارة الداخلية، واتهم قعيم، المشير خليفة حفتر، بالوقوف وراء محاولة الاغتيال التي تعرض لها الأسبوع الماضي بواسطة سيارة مفخخة، والوقوف وراء عمليات الخطف والقتل والإرهاب في المدينة.
وكان المجلس الرئاسي عيّن فرج قعيم مطلع شهر سبتمبر الماضي وكيلا لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق، ويعتبر قعيم أحد أبرز القادة السابقين لعملية الكرامة قبل انشقاقه عن حفتر، وهو ينتمي لإحدى أكبر قبائل الشرق الليبي وهي قبيلة العواقير، وقد اتخذ من مدينة بنغازي مقرا لعمله.
وأعلن أقعيم الحرب على حفتر الذي وصفه بأنه خائن، وطالبه مع كل من يحمل صفة في جيش حفتر مثل سليم الفرجاني وعون الفرجاني وعلي الفرجاني بمغادرة بنغازي خلال 48 ساعة، وقال: دق الطبل في إشارة إلى الحرب.
ودعا أقعيم كل الكتائب في بنغازي الى تسليم اسلحتها وتفويض قائد قوات الخاصة الصاعقة ونيس بوخمادة زمام الأمور الأمنية في بنغازي من اجل تأمينها وإخراجها من هذه المرحلة ومن المأزق الذي تعيشه، مضيفًا أن بوخمادة من القادة الشرفاء في الجيش الليبي الذين لم تلطخ يداهم بالدم مثل عبدالرزاق الناظوري ومفتاح شقلوف وسالم رحيل، وهو يحارب الإرهاب ولا يحاول الحصول على مناصب نريد بناء دولة مؤسسات، وليس دولة مليشيات.
ومن جهته، شدد رئيس الأركان العامة للجيش الليبي عبد الرازق الناظوري، على أن القيادة العامة للجيش حذرت أكثر من مرة من التعامل مع أي جسم تابع للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير المعتمدة، التي وصفها بغير الدستورية.
واتهم الناظوري، حكومة الوفاق غير المعتمدة برئاسة السراج، بمحاولة زعزعة الاستقرار وشق الصف في ليبيا، مشيرا إلى أن الجيش الليبي ليس طرفًا في الصراع السياسي.
مجددًا.. طبول الحرب
وفي الوقت الذي، اتهم فيه الجيش الليبي، الإخوان الممثلين في المجلس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق بالوقوف وراء مختلف الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة طوال هذا الأسبوع، من أجل إشعال الفتنة وشقّ صفوف المؤسسة العسكرية، استنكر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، تعرض مناطق بمدينة بنغازي من قصف بالمدفعية والطيران الذي طال مقار ومباني عامة وخاصة وألحق أضرار وخسائر بتلك المناطق.
ورفض المجلس التجاوز والاستفزاز والتصعيد، محملا المسؤولية الكاملة لمرتكبي هذا القصف الذي أضر بأرواح المواطنين، مؤكدًا أنه يحاول لم الشمل وتوحيد الصف لإرساء الأمن وتحقيق الاستقرار، موضحا أن البعض يحاول إجهاض تلك الجهود ومبادرات المجتمع الدولي السلمية وإدخال البلاد في دوامة جديدة من العنف.
ودعا المجلس الرئاسي إلى التهدئة والوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية التي تقودنا إلى شيء سوى المزيد من الفرقة والانقسام وتكريس العداوة والفتنة وفقا لبيانه
وأعلنت أهالي البيضاء بمنطقة الجبل الأخضر، دعمها للقوات المسلحة في محاربة الإرهاب، وتطهير ليبيا من دنس المليشيات الخارجة عن الشرعية والمجرمين الخارجين على القانون.
وبينت أهالي البيضاء، في بيان لها، سكان منطقة الجبل الأخضر من جميع الأطياف يؤكدون وقوفهم صفًا واحدًا مع القوات الليبية العربية المسلحة بقيادة المشير خليفة حفتر، ويدعمون المؤسسة العسكرية بكل أركانها وضباطها وجنودها والمساندين لها في حربها ضد التطرف والخونة والمندسين.
ورفض البيان الإدعاء بالهيمنة على مدينة بنغازي أو ادعاء ملكيتها، مشددين على أنهم لن يسمحوا بأن تكون حاملة لأي أجسام موازية أو مصادمة للجيش أو الأجهزة الأمنية، ولا سكانها الشرفاء يسمحون بذلك.
ووجهت الأهالي: نقول للسيد إقعيم وللإخوان المسلمين إن مشايخنا وحكمائنا وعقلائنا وشبابنا لا يشترون بالمال ولا بالمناصب وإن غررت ببعضهم فلن يفيدك شيئا إذا اتضحت نيتك بمحاربة الجيش وخيانة الوطن.
وخلال اجتماع عقده أمس الأحد رئيس حكومة طبرق عبدالله الثني، أكد محافظ ليبيا المركزي  علي الحبري أن إعادة الاستقرار في بلدية بنغازي هو الهدف المنشود للجميع بعد إعلان تحرير المدينة بالكامل، ولكي يكتمل النصر بعد عمليات التطهير والتحرير التي خاضتها القوات المسلحة والقوات المساندة لها، يجب أن يتم تأهيل المدينة وإزالة الركام، ومخلفات الحرب منها، ومعالجة مشاكل الصرف الصحي وأعمال النظافة العامة، وذلك بالتعاون من المُختصين والأجهزة الأمنية والقطاعات الخدمية ببنغازي بإعداد التقارير الفنية اللازمة .
وكان أصدر رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح عيسى القرار رقم 74 لسنة 2017 في الثامن من نوفمبر الجاري بشأن تشكيل لجنة أعمال بنغازي برئاسة دولة رئيس الحكومة المؤقتة  عبد الله الثني، وعضوية كل من  الحاكم العسكري درنة –بن جواد الفريق عبد الرازق الناظوري، و محافظ مصرف ليبيا المركزي  علي الحبري، و  عميد بلدية بنغازي المستشار عبد الرحمن العبار.
وتعتبر دولة قطر المتهم الأول في دعم الجماعات الإرهابية في بنغازي، سرايا الدفاع عن بنغازي – أنصار الشريعة - مجلس شورى ثوار بنغازي،  وأن الدوحة تستخدم مطاري الجفرة ومصراته، في دعم الجماعات الإرهابية بالسلاح والذخائر.

شارك