تعهدات روسيا بتسليح الجيش الليبي تثير مخاوف داعش

السبت 16/ديسمبر/2017 - 09:54 م
طباعة تعهدات روسيا بتسليح
 
فيما يعتبر محاولة روسية للدخول على مسروح الاحداث في ليبيا بعد أيام من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، انتهاء "داعش سورية"، نقلت وكالة الإعلام الروسية، عن سفير روسيا في ليبيا إيفان مولوتكوف قوله إن بلاده مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة لحل الأزمة الليبية، "شرط أن تكون الرغبة متبادلة"، ما يعني ان تنظيم"داعش ليبيا" ستكون أيامه معدودة إذا ما وفت موسكو بوعدها المشروط.
كان القائد الأعلى للجيش الليبي المشير خليفة حفتر قام بجولات مكوكية خلال الفترة الأخيرة شملت روسيا ناقش معها سبل دعم الجيش الليبي وتوفير الدعم والتسليح الضروري له لمواجهة الجماعات المتطرفة، إلا أن تعقيد المشهد الليبي فضلاً عن قرار مجلس الامن بحظر تسليح الجيش ربما كان عقبة وراء تأخر وصول هذا الدعم.

تعهدات روسيا بتسليح
وتلعب مصر دوراً كبيراً في دعم الجيش الليبي حيث استضافت خلال الأيام القليلة الماضية جلسة تدخل ضمن جولات دمج وتوحيد الجيش الليبي، وقد قطعت القيادة المصرية شوطاً كبيراً في هذا الإطار، فضلاً عن كونها لعبت دوراً كبيراً في إعادة هيكلة الجيش الليبي وجعله قادراً على المواجهة إذ تتولى مسؤولية تدريبة على الأعمال القتالية. 
ولطالما شكت مصر من تأخر رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي، إذ ترفض القاهرة التعامل مع أي ميلشيا مسلحة على الأرض، وترى ان دعم الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر سياعد ليبيا على الاضطلاع بدورها في المشاركة مع مصر في تأمين الشريط الحدودي بين البلدين إذ يبلغ طول الحدود بين البلدين 1200 كيلوامتر، الامر الذي تستغله الجماعات الإرهابية في التسلل إلى الأراضي المصرية والقدرة على تنفغيذ عمليات إرهابية..

تعهدات روسيا بتسليح
وفي حال قامت روسيا بدعم الجيش الليبي فإن الأمر سيكون بمثابة ضربة قوية للجماعات الإرهابية في ليبيا التي باتت ملاذاً آمناً للعناصر الإرهابية بعد الهزائم المتلاحقة التي مني بها التنظيم الإرهابي في سورية والعراق.
السفير الروسي لدى ليبيا مولوتكوف، حضّ الليبيين على تشكيل جيش ليبي موحّد، للبدء في إجراءات رفع حظر دولي على توريد السلاح إلى ليبيا، مشيراً إلى أنه لا ضمانات بعد على أن السلاح المقدم إلى ليبيا لن يصل في نهاية الأمر إلى أيدي الإرهابيين.
ولفت إلى أن الحديث عن دعم روسيا قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، غير صحيح. وقال: أعلنّا مراراً أن روسيا لا تؤيد أياً من الجانبين، بخاصة على حساب مصالح المشاركين الآخرين في النزاعات الحالية بين الليبيين، والتي ينتمي إليها المشير من دون شك، والتي لا يزال تأثيرها في جزء كبير من المجتمع الليبي كبيراً جداً.
وشدد السفير الروسي على أن موسكو لا تريد تهميش أي من اللاعبين الليبيين، ما عدا الجماعات الإرهابية مثل داعش، فضلاً عن ذلك تحاول دفع جميع الأطراف الذين يسمون أنفسهم وطنيين للحوار، والبحث عن القواسم المشتركة لمصلحة البلد.
من جهة أخرى، زار رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج تونس أمس، حيث التقى الرئيس الباجي قائد السبسي في قصر قرطاج بالعاصمة التونسية، وتناول معه العلاقات الثنائية ومستجدات الأوضاع في ليبيا. وأكد الرئيس التونسي عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين ودعم تونس مسار التوافق في ليبيا ومبادرة مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة، آملاً بأن يحقق الليبيون تسوية سياسية تستند إلى اتفاق الصخيرات السياسي. كذلك شدد السراج على أن اتفاق الصخيرات يُعدّ الأرضية الوحيدة لتحقيق الأمن والاستقرار.

تعهدات روسيا بتسليح
كان مجلس الأمن الدولي أكد أيضاً في اجتماعه الجمعة قال إن الاتفاق السياسي الليبي الموقّع بمنتجع الصخيرات المغربي في 17 ديسمبر 2015 يبقى الإطار الوحيد القابل للاستمرار لإنهاء الأزمة السياسية في ليبيا، وذلك عشية مرور سنتين على توقيعه.
وقال في بيان توافق عليه أعضاء المجلس الـ15، إن تطبيقه (الاتفاق) يبقى المفتاح لتنظيم انتخابات وإنهاء الانتقال السياسي. مع رفض تحديد آجال من شأنها أن تعرقل العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة.
وأتاح اتفاق الصخيرات بين الأطراف الليبية تشكيل حكومة وفاق وطني بقيادة السراج. وعلى رغم نجاح هذه الحكومة في بسط سلطتها في العاصمة طرابلس وبعض مدن غرب ليبيا، فهي لا تسيطر على مناطق واسعة من البلاد. ولا يزال البرلمان الليبي المنتخب والمستقر في شرق البلاد ويدعم المشير حفتر، يرفض منح الثقة لهذه الحكومة. وأضاف البيان أن مجلس الأمن يعترف بالدور المهم الذي يقوم به فائز السراج، وكذلك باقي القادة الليبيين الذين يدفعون باتجاه المصالحة الوطنية. وأكد أنه ليس هناك حل عسكري للأزمة وعلى جميع الليبيين احترام وقف النار.
وتابع البيان أن مجلس الأمن يحض بشدة الليبيين جميعاً على مضاعفة الجهود، للعمل معاً بروح من التسوية والانخراط في شكل عاجل وبناء في العملية السياسية الشاملة. وأضاف أن أي تأخير جديد لن يكون من شأنه سوى تمديد آلام الشعب الليبي، مشجعاً الليبيين على التوجه إلى صياغة دستور جديد.

شارك