السلفية وتحريم الانتخابات الرئاسية 2018

الإثنين 25/ديسمبر/2017 - 05:50 م
طباعة السلفية وتحريم الانتخابات
 
فتوى جديدة لمحمد سعيد رسلان، تحرم انتخابات الرئاسة القادمة، بعدما حرم في فتاوى سابقة تشكيل الاحزاب والانتماء لها سالكا منهج الوهابية السعودية وعلى رأسهم ابن باز والعثيمين، وقد تناولنا في بوابة الحركات الإسلامية أكثر من مرة تلك الفتاوى التي يطلقها دعاة السلفية موجهين قذائفهم وقنابلهم الموقوتة في وجه الديمقراطية، وان تنوعت المدارس السلفية وكان هناك خلافات فيما بينها، نجد ان الاتفاق الوحيد هو في مسألة الديمقراطية، حيث يكفرون الممارسات الديمقراطية بشكل عام.
ليس هذا فقط بل منذ ثورة 25 يناير 2011، والسلفي الوهابي سعيد رسلان لا يفوت فرصة للهجوم على من قاموا بالثورة مدافعا عن النظام بشكل عام ولا يهم من كان في الحكم فهو كان وما زال يدافع عن نظام مبارك وقد قام بتأليف كتاب خصصه للهجوم على الديمقراطية وثورة يناير فيقول في كتاب "حقيقة ما يحدث في مصر" من ثلاثة أجزاء معلقًا على ثورة 25 يناير 2011، حيث قال: "إن الذين بدءوا بتلك الحركة لم تنقصهم الحرية يومًا، فهؤلاء متحللون في الجملة، وهؤلاء منفكون في العادة، وهؤلاء لا يقيدهم قيد؛ بدليل أن البنين والبنات- ولا شك لهم أسر- ينامون في العراء متجاورين أو غير متجاورين، ويبيتون هكذا مع بعضهم بعضًا، ولهم أسر لا تقيد عليهم حرية البيات في الخلاء، هؤلاء ليست لهم حرية مقيدة، فما الحرية التي يريدون؟
إنها حرية الانعتاق من العقيدة، من الدين، من القديم.. إنها حرية التحلل من التراث، من كل ما يمت إلى الدين العظيم، وكان نظام مبارك هو النظام الأمثل للشيخ سعيد رسلان ولما لا وهو كان ينعم أيام مبارك وكان يد النظام لمحاربته خصومه من الليبراليين والإسلاميين على حد سواء.
ويستكمل سعيد رسلان متهما غير مكتف باتهام الشباب الذي خرج في يناير 2011، ينادي بالحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية، بل يتهم رسلان الديمقراطية بأنها نظام الحادي جاهلي، متماشيًا مع منهج رفاقه في مدرسة الإسكندرية الشيخ سعيد عبد العظيم، وبرهامي وعبد المنعم الشحات في حكمهم بكفر الديمقراطية وكفر من ينادي بها، وكفر من يطبقها فيقول رسلان في كتابه: "هم يريدون الانعتاق من هذا الإطار إلى حرية العري إلى ما يقال له "الديمقراطية" وهي لفظة يونانية معناها حكم الشعب، أي أن الشعب يحكم نفسه بنفسه، فللديمقراطية عناصر أساسية لا بد من توافرها ليكون النظام ديمقراطيًّا، ومن أهم هذه العناصر عنصران:
الأول: السيادة للشعب.
ليست للشريعة، ليست للعقيدة، ليست للوحي المعصوم، ليست للإله الأجل لا اله إلا هو، بل يريدون السيادة للشعب.
الثاني: الحقوق والحريات مكفولة قانونيًّا لكل فرد يعيش تحت النظام الديمقراطي. 
ويتساءل رسلان: "ماذا تعني هذه الجملة: السيادة للشعب؟".
ثم يجيب: "السيادة للشعب- أو السلطة للشعب- ثم عرف أنواع السلطات الثلاث فإنه لا يشك أن النظام الديمقراطي نظام الحادي جاهلي، لا يصلح في بلد إسلامي يعتنق أبناؤه دين الله، ويوحدون الله، ويتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم". فتصبح الحرية والديمقراطية على يد هؤلاء الجهلة تنادي بالعري والشذوذ، ومنهج الحادي جاهلي.
وفي أكتوبر 2015، أفتى محمد سعيد رسلان الداعية السلفي بأن جموع الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية فرق ضالة ومبتدعة، وليست من أهل السنة والجماعة والانضمام إليها حرام.
ودعا "رسلان" هذه الأحزاب لحل نفسها والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى؛ حيث جاء في كلمة له عبر قناة منهاج النبوة أن قيادات هذه الأحزاب تفسر آيات القرآن الكريم تفسيرات وفقًا لهواها، ومن صفات هذه الأحزاب اتباع الهوى بلا دليل من القرآن والتعصب الأعمى والتقليد التام لأئمتهم في جهلهم وضلالهم والتفريط والغلو في دين الله.
وتابع "رسلان": "إن الانتساب إلى هذه الأحزاب الدينية خطر عظيم وضرره شنيع على الأمة، ومن أراد لنفسه الخلاص أن يبتعد عن هذه الأحزاب، وأن يتبرأ لله"ن مضيفًا: "الشريعة الإسلامية أكدت على بدعة الأحزاب والجماعات الإسلامية بصورة متعددة وأدلة كثيرة تحرم الانخراط في هذه الأحزاب الإسلامية أو الانتساب إليها".
وفي خطبة الجمعة 15 ديسمبر 2017، هاجم سعيد رسلين الدستور المصري وفكرة الانتخابات الرئاسية بقوله: "فَهَذَا التَّوْقِيتُ مَقْصُودٌ، يُقْصَدُ مِنْهُ أَنَّ الْأُمَّةَ الْمِصْرِيَّةَ سَتُشْغَلُ عَلَى حَسَبِ مَا قَرَّرَ دُسْتُورُهَا فِي مَعْرَكَةٍ فِي غَيْرِ مُعْتَرَكٍ، فِي مَعْرَكَةِ الرِّئَاسَةِ؛ لِأَنَّ الدُّسْتُورَ يَنُصُّ عَلَى أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ بَدْءِ الْإِجْرَاءَاتِ فِي إِجْرَاءَاتِ الِانْتِخَابَاتِ الرِّئَاسِيَّةِ قَبْلَ عِشْرِينَ وَمِئَة مِنَ الْأَيَّامِ قَبْلَ انْتِهَاءِ مُدَّةِ الرَّئِيسِ، وَهَذِهِ الْمُدَّةُ سَتَكُونُ عَلَى وَجْهِ التَّقْرِيبِ بِادِئَةً فِي الْأُسْبُوعِ الْأَخِيرِ مِنْ شَهْرِ يَنَايَر سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَأَلْفَيْنِ (2018م)، يَعْنِي بَعْدَ حَوَالَيْ شَهْرٍ مِنَ الْآن، فَتَدْخُلُ الْأُمَّةُ فِي مُعْتَرَكٍ لَا مَجَالَ لَهُ." 
ويستطرد سعيد رسلان مبينا ان الانتخابات الرئاسية انما هي مخالفة للشرع الاسلامي مؤسسا لدكتاتورية باسم دين الله وكأنه امتلك صحيح الشرع وحده فيقول: "الشَّرْعُ يَقُولُ: إِنَّ وَلِيَّ الْأَمْرِ لَا يُنَازَعُ فِي مَقَامِهِ وَلَا فِي مَنْصِبِهِ، وَلَا يُنَافَسُ عَلَيْهِ، بَلْ هُوَ بَاقٍ فِيهِ إِلَّا إِذَا عَرَضَ عَارِضٌ مِنْ مَوَانِعِ الْأَهْلِيَّةِ، فَذَلِكَ شَيْءٌ آخَرُ، أَمَّا إِذَا لَمْ يَعْرِضْ؛ فَالشَّرْعُ يَقُولُ: إِنَّ وَلِيَّ الْأَمْرِ الْمُسْلِمَ لَا يُنَافَسُ وَلَا يُنَازَعُ فِي مَقَامِهِ وَلَا فِي مَنْصِبِهِ الَّذِي بَوَّأَهُ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- إِيَّاهُ، الشَّرْعُ يَقُولُ وَالْعَقْلُ يُصَدِّقُ."
لا نعرف من أين أتى الشيخ سعيد رسلان بكل هذه التوهمات وكل هذا الحقد والعداء للديمقراطية؟ هل فقط لأنها قادمة من الغرب ومحدثة كما يقولون؟ وإذا كان الموضوع هكذا فلم يستخدم الشيخ وأعوانه التكنولوجيا القادمة من الغرب، لم يستخدم التليفون والتكييف والسيارة والمروحة والسيارة والدراجة.. إلخ الاختراعات التي نستخدمها بشكل يومي وهي من اختراع الغرب الكافر- على حد قوله- لِم يستخدم الميكروفون وجهاز الكمبيوتر ويسجل ما يقوله؟ ولِم يستخدم المطبعة في طباعة كتبه. وكل هذه الأشياء من صنع الغرب وأفكارهم، وسؤال أخير للشيخ رسلان وزملائه في درب التكفير: ماذا قدم العرب والمسلمين للبشرية منذ القرن الثامن الهجري؟

شارك