قدرات الجيش المصري تمنكه من تجاوز تحدايات العملية الشاملة 2018

الأحد 11/فبراير/2018 - 09:45 م
طباعة قدرات الجيش المصري
 
بينما  أطلق الجيش المصري، "العملية الشاملة 2018" لتطهير سيناء ومحافظات الجمهورية من العناصر الإرهابية، كان لزامًا الإشارة إلى عدد من الحقائق التي لابد من الإشارة إليها بينها، أن الجماعات الإرهابية في سيناء سواء التي تتبع "داعش" والمعروفة باسم "ولاية سيناء" أو تلك التي تتبع "القاعدة" والمعروفة باسم "جند الإسلام"، لا تسيطر على قرى أو مناطق بعينها في محافظة شمال سيناء، فقط تتخذ تلك العناصر عدد من القرى ذو الظهير الصحراوي مخابئ لها لتكديس الأسلحة وتخزين المواد المتفجرة والتدريب. 
وعلى الرغم من أن "داعش سيناء" يعتبر من أنشط أفرع تنظيم "الدولة" على مستوى العالم، إلا أن الإجراءات التي يفرضها الجيش في سيناء قطعت غالبية خطوط الإمداد التي يعتمد عليها التنظيم في الحصول على الدعم اللوجستي، لذلك لم يكن في مقدوره يومًا السيطرة على مناطق أو قرى مثلما هو موجود حاليًا في سورية وليبيا.
قدرات الجيش المصري
لابد من تنفيذ عمليات دهم للبؤر الإرهابية التي من المؤكد أنها تتخفى حاليًا بين المدنيين أو في غرف الإعاشة تحت الأرض، على أن يقوم بتلك العمليات عناصر قتالية مدربة على حرب الشوارع، وتكون معتمدة على معلومات استخباراتية وإحداثيات دقيقة حتى تتميز بمبدأ المباغتة والدقة. 
وتعتمد التنظيمات الإرهابية في سيناء على العمليات الخاطفة، أو تفخيخ الطرقات التي تتخدها القوات في السير والتنقل، حيث أدركت تلك العناصر أن المواجهة المباشرة مع عناصر الجيش والشرطة ستكون نتائجها محسوبة لصالح القوات النظامية مثلما حدث في محاولة الإرهابيين السيطرة على مدينة الشيخ زويد في يوليو 2015 حيث سحقت قوات الجيش تلك العناصر وقتلت العشرات منهم ما أدى لفرارهم من ساحة القتال، ومنذ ذلك الوقت وقررت العناصر الإرهابية عدم المواجهة المباشرة مع الجيش. 
قدرات الجيش المصري
الإرهابيون في سيناء يعتمدون استراتيجية "عدم مسك الأرض"، مع استمرار أسلوب المناورة والكر والفر، والقيام بعمليات خاطفة قائمة على الهجمات المباغتة على القوات المرابطة في الارتكازات الأمنية، أو زرع الناسفات في طريق سير القوات.
واستراتيجية عدم التمسك بالأرض تعتمد بشكل رئيس على الاختفاء وسط المدنيين، وعدم حشد العناصر الإرهابية في منطقة بعينها، بوصفها مقراً له أو مركزاً لانطلاق عناصره لتنفيذ العمليات، إلا أن الرصد الميداني أظهر أن تنظيم "ولاية سيناء" دائم الظهور والتنقل في مناطق (جنوب الشيخ زويد/العريش حتى مشارف مدينة بئر العبد، وبعض مناطق مدينة رفح)، أما تنظيم "جند الإسلام" الذي يرجح انتماؤه لتنظيم "القاعدة"، فهو دائم الظهور في منطقة "البرث" جنوب الشيخ زويد.
قدرات الجيش المصري
كما تعتبر المناطق ذات الظهير الصحراوي مثل قريتي "التومة" و"اللوفيتات" ملاذاً للجماعات المسلحة حالياً، وأن الإرهابيين يحفرون غرف قيادة وإعاشة وتصنيع متفجرات تحت الأرض، والخوف حاليًا يتجلى من أن تُكثف الجماعات الإرهابية من سياسة زرع العبوات الناسفة في خط سير القوات المشاركة حاليًا في العملية الشاملة. 
وتمكن الجيش المصري خلال الفترة السابقة من تكوين خبرات في القتال الميداني، حيث خاض العديد من العمليات بينها (العملية نسر وحق الشهيد بمراحلها المختلفة)، كما تشير التقارير الميدانية الصادرة أن ضرابات الجيش الحالية أكثر تركيزًا من ذي قبل ما يعني أنها تعتمد على إحداثيات دقيقة وبنية معلوماتية موثوق بها.  
كان الرئيس عبدالفتاح السيسي أمهل رئيس الأركان محمد حجازي، 3 أشهر تنتهي 28 فبراير المقبل، لتطهير سيناء من الجماعات الإرهابية، وأطلق الجيش عملية كبرى الجمعة الماضية تشارك فيها جميع أفرع القوات المسلحة، ويعول الجميع على تلك العملية في تنفيذ ضربات حاسمة ضد الإرهابيين تساعد على تطهير تلك المنطقة الاستراتيجية المهمة من العناصر الإرهابية.

شارك