مع مخاوف من ثورة شعبية في "النيروز".. أموال خامنئي امام البرلمان الإيراني

الإثنين 12/مارس/2018 - 02:05 م
طباعة مع مخاوف من ثورة
 
دعا برلماني إيراني المرشد الأعلى علي خامنئي إلى الكشف عن أموال وممتلكاته، في ظل استمرار الاحتجاجات اليومية في الشارع الإيراني وقبيل ساعات من احتفالات الإيرانيين بـ”الأربعاء الأحمر” والذي يخشي أركان نظام خامنئي من تحولها إلى ثورة شعبية تسقط نظام الملالي.

قانون مطهري:

قانون مطهري:
وأعلن نائب رئيس البرلمان الإيراني علي مطهري، اليوم الإثنين، عن عزم البرلمان الإيراني إصدار قانون يُلزم جميع المسؤولين بكشف أموالهم وإعادة الممتلكات التي تم الحصول عليها بطرق غير مشروعة للحكومة.
ودعا نائب رئيس البرلمان الإيراني، إلى أن يقوم المرشد الأعلى علي خامنئي بالكشف عن الأموال والمؤسسات التابعة له.
وقال “مطهري” إن إعفاء خامنئي والمؤسسات التابعة له من الكشف عن حجم أموالهم وممتلكاتهم سيؤدي إلى حالة من عدم ثقة الشعب بالنظام ويزيد من تشاؤم الناس تجاه السلطات.
وأضاف “مطهري” ،يجب أن يشمل هذا القانون جميع المسؤولين بمن فيهم المرشد الأعلى للثورة (خامنئي) والمؤسسات التابعة لمكتبه”، وفق ما نشرته وكالة أنباء “إيسنا” الإصلاحية .
وحول استثناء القادة العسكريين من تطبيق القانون، اعتبر النائب المعتدل مطهري أن “عدم شمول القانون قادة القوات المسلحة من الجيش والشرطة والجهات التابعة لمكتب المرشد علي خامنئي، يكشف عن وجود تمييز وعدم إنصاف، وهذا ليس صحيحًا”.
وأشار إلى وجود مسؤولين في البلاد ارتكبوا انتهاكات وتجاوزوا على القانون من أجل الحصول على أموال بطريقة غير مشروعة.
ويدور جدل في البلاد بشأن توسيع القانون ليشمل الجميع بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي والمؤسسات التابعة له، كالحرس الثوري والمراكز الثقافية والسياسية وغيرها.

أموال خامنئي:

أموال خامنئي:
رصد تقرير عددية الثروات الهائلة التي يستحوذ عليها رجال الدين في إيران، والمرشد الأعلى علي خامنئي يتربع على عرش الأثرياء بثروة تقدر بـ200 مليار دولار. رغم رفع شعار الزهد ومحاولة ترسيخ صورة الحياة البسيطة، هذه الطبقة لا تنتمي إلى الفقراء أو العاطلين عن العمل، بل إنها تمتلك ثروة تتخطى مليارات الدولارات.
وقدرت ثروة المرشد الأعلى علي خامنئي، بنحو 200 مليار دولار أمريكي، ويملك نحو 146 شركة داخل وخارج إيران.
وحسب تقرير نشرته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، تبلغ أموال “منظمة المستضعفين”، ومؤسسة “آستان قدس رضوي” المشرفة على ضريح الإمام الثامن للشيعة (في مدينة مشهد شمال شرقي إيران)، و”مؤسسة تنفذ أوامر الخميني” والتي يشرف عليها خامنئي، أكثر من 200 مليار دولار، وتسيطر على قطاعات واسعة من الاقتصاد الإيراني.
وكان في تحقيق سابق أجرته “رويترز” سلط الضوء على أنشطة متشعبة لمؤسسة عملاقة يسيطر عليها المرشد الأعلى، تعرف باسم “هيئة تنفيذ أوامر الإمام” أو اختصارًا “ستاد”، وهي هيئة لمصادرة العقارات والأراضي دون وجه حق، تضع تحت تصرفه الشخصي ما يقترب من 100 مليار دولار بين ثروة في حسابات سرية وأصول، غير خاضعة للرقابة تقريبًا.
ورغم محاولات آية الله محمد تقي مصباح يزدي، عضو مجلس خبراء القيادة ومدير مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والبحث العلمي، الظهور بمظهر التقي الورع إلا ان ثروته تتخطى الـ400 مليون دولار وثيقة نشرتها محطة CNN الأمريكية.
كما تبلغ عائلة الرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني، عشرات المليارات من الدولارات الأمريكية، وفقا لتقديرات أمريكية.
وذكرت مجلة “فوربس” الأمريكية أن عائلة رفسنجاني ، تحتكر، تصدير الفستق في العالم وتقدر تجارتها بنحو 400 مليون دولار.
كما تحتكر العائلة مناجم النحاس بالبلاد،  انشاء خطوط مترو طهران والتي تقدر بنحو “700 مليون دولار “، بالإضافة لامتلاك العائلة أكبر شركات هندسة النفط في إيران، ومصنع لتجميع السيارات في دايو، وأفضل شركة طيران خاصة بالبلد و كما يمتلك منتجعات سياحية وعقارية كبيرة ايران، وغيرها من أملاك رفسنجاني احد نظام الملالي.
كما هناك رجل الدين واحد قاد نظام ولاية الفقه، ” واعظ عبسي” والملقب بإمبراطور مدينة مشهد، حيث يتولى إدارة حرم الإمام الرّضا، أحد أهم المزارات الدينية  في إيران.
ويقدر الدخل السنوي للعتبة العتبة الرضوية في مشهد بنحو 5 مليار دولار سنويا، حيث يزور  الإمام الرضا نحو 30 مليون  مواطن إيراني وأجنبي.

ثورة الفقراء:

ثورة الفقراء:
فيما يعيش قادة نظام الملالي في ثراء،  تشير الإحصائيات إلي أن هناك نحو  40 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر، مع ارتفاع أسعار الوقود 50%، وخروج 30 مليون مواطن من مظلة الدعم النقدى، بالإضافة لارتفاع معدل البطالة لـ12.4% ما يعادل 3.2 مليون عاطل.
وتشهد إيران تظاهرات يومية من قبل مختلف فئات الشعب الإيراني ضد الفشل الاقتصادي لنظام الملالي، معتبرين أن أركان نظام ولاية الفقيه بما فيهم المرشد على خامنئي، شركاء في تدهور الأوضاع المعيشية لهم، الأمر الذي جعل من الشوارع الإيرانية ساحة يومية للاحتجاجات العمالية بسبب الأجور والمطالب المختلفة، وسط فشل حكومي وقمع أمني.
كما يعيش أركان النظام في خوف وقلق شديد من ثورة شعبية خلال احتفالات “الأربعاء الأحمر”، في عيد رأس السنة الإيرانية “النيروز”، في ظل دعوات لتظاهرات قوية تشمل جميع مدن إيران.
وعيد “النَّوْرُوزُ” أو” النَّيْرُوزُ” هو عيد رأس السنة الإيرانية، حيث يصادف يوم الاعتدال الربيعي أي الحادي والعشرين من مارس في التقويم الميلادي.
وذكرت تقارير إيرانية معارضة، أن هناك انتشار أمني قوي من قبل شرطة خامنئي، يعكس مخاوف نظام الملالي من احتمالية اندلاع انتفاضة شعبية حاشدة مثلما حدث نهاية ديسمبر الماضي، والتي اندلعت في أكثر من 150 مدينة ايرانية.
وخوفا من انفجار غضب الشعب في المهرجان الوطني ليوم الثلاثاء الأخير من العام الإيراني (جهارشنبه سوري) يحاول نظام الملالي عبثا من خلال مختلف التهديدات وحملات الاعتقال، التقليل من نطاق وأبعاد الانتفاضات الشعبية في هذا اليوم.
وحذر العميد حسين رحيمي، قائد شرطة طهران الكبرى، من اعتقال كل من يقوم بما وصفه الإخلال في الأمن يوم الثلاثاء الأخير من السنة الإيرانية (جهارشنبه سوري).
وشدد رحيمي علي الحزم مع التظاهرات قائلا: «السلوكيات التي تخل بالنظم العام … هي الخط الأحمر للشرطة ونحن نتعامل معها بشدة. وستكون جميع القوات على أهبة الاستعداد من الساعة الثانية من بعد الظهر (ليوم الثلاثاء)، وسيتم القبض على من يرمون من السيارات مواد الألعاب النارية ويسببون الإخلال في النظام، كما سيتم ضبط سياراتهم. لقد عثرنا على 100 مليون قطعة من مواد الألعاب النارية».
بدوره هدد العميد” بخش علي كامراني”، قائد شرطة محافظة همدان، بأن «الشرطة ستكون حازمة في التعامل مع منتهكي الأعراف العامة ومخلي الأمن والهدوء للمواطنين» وقال إننا ضبطنا هذا العام، مواد الألعاب النارية في هذه المحافظة أكثر من العام الماضي بنسبة 135%.
ما أظهر مسؤولون في نظام الملالي خوفهم يوم9 مارس في صلاة يوم الجمعة في مختلف المدن من الاحتفال ليوم الثلاثاء الأخير من العام الإيراني (جهارشنبه سوري). وقال طباطبائي نجاد في صلاة الجمعة في اصفهان «ليس الفرحة في إغضاب الله. لنكن منتبهين بأنه لا يمكن إسعاد الناس بالرقص والمفاسد».
كما دعا غياث الدين طه محمدي في صلاة الجمعة، الشباب في صلاة الجمعة في همدان إلى «الامتناع عن إلقاء مواد المفرقعات وخلق صوت الانفجار». عبد الرحمن خدايي، ممثل خامنئي في سنندج هو الآخر قال بهذا الصدد: «إن استخدام المفرقعات وخلق الضجيج ليس في ثقافة الشعب الإيراني، خاصة في كردستان، وأن القيام بمثل هذه البدع غير اللائقة دون شأن وكرامة العائلات الإيرانية».
وفي نهاية ديسمبر الماضي، شهد إيران تظاهرات واسعة، رافعين شعارات “الموت لروحاني” و”الموت للديكتاتور” و”لاغزة ولا لبنان”، “روحي فداء لإيران”، في إشارة إلى الدعم السخي الذي يقدمه النظام في بلادهم إلى ميليشيات موالية لإيران في المنطقة.

شارك