مع استمرار اعتقال "محمد علي طاهري".. "ولاية الفقيه" تدخل في صراع وجودي بإيران

الثلاثاء 13/مارس/2018 - 12:39 م
طباعة مع استمرار اعتقال
 
في إطار القمع  والتضييق ضد التيارات اليدين التي يشنها نظام المرشد الأعلى عللي خامنئي،  تخوفا من قدرة هذه الجماعات على الحشد  للاتساقط ، واصل سلطات القضائية  في ايران  سجنها لزعيم ومؤسس حركة "حلقة العرفان" الدينية محمد علي طاهري، أصدر القضاء الإيراني حكما جديدا بالسجن على زعيم حركة "عرفان كايهاني" (الحلقة الروحانية) الصوفية محمد علي طاهري بعد نجاته من عقوبة الإعدام.
حكم خمس سنوات
وأفاد المحامي محمود علي زاده طبطبائي الذي يتولى الدفاع عن طاهري بأن محكمة من الدرجة الأولى حكمت على موكله السبت بالسجن خمس سنوات بتهمة "الفساد من دون أسباب تشديدية" وذلك بعد أربعة أشهر على إلغاء المحكمة العليا حكما بإعدامه.
وأوضح المحامي لوكالة الصحافة الفرنسية أنه سيرفع دعوى استئناف.
وطاهري البالغ 61 عاما، مسجون منذ 2011 وسبق أن صدر ضده حكمان بالإعدام.
وكانت عقوبة الإعدام قد استبدلت بالسجن خمس سنوات أمضاها بالكامل، وفق طبطبائي الذي أضاف أن موكله "أبقي مع ذلك في السجن المؤقت بعدما أمضى عقوبته التي أنجزت قبل سنتين".
للمزيد اضغط هنا 
مؤسسة "حلقة العرفان"
وكان طاهري الذي يتحدر من كرمنشاه غربي البلاد ولم يحصل على أي تأهيل ديني، قد أنشأ في بداية الألفية الثانية مؤسسة فنية وثقافية "حلقة العرفان" عام 2006، التي تتألف من خليط من البحث عن معنى الحياة والعلاج النفسي، إضافة إلى تفسير لمجريات العالم، وتقديم نوع من العلاج يسمى بالفارسية "فرا درماني"، أي "العلاج الطبي التجميلي غير الجراحي".
وفي البداية، لاقت هذه الحركة تجاوباً من قِبل طلاب الجامعات من أبناء الطبقة المتوسطة في المدن، وانتشرت بعد ذلك بشكل سريع في كل أنحاء البلاد وتم تكريم مؤسسها محمد علي طاهري من قبل التلفزيون الرسمي بعد حصوله على شهادتي دكتوراة فخريتين من جامعتين في الخارج.
وتتلخص عقيدة أتباع هذه الطائفة في أن كل شيء في العالم يمتلك وعياً ويشع طاقة، والهدف هو درء الطاقة السلبية، بحسب مؤسس الطائفة محمد علي طاهري.
لكن أفكار محمد علي طاهري، لاقت رفضاً شديداً من قبل رجال الدين في إيران، واعتبرتها انحرافاً وطعناً في ولاية الفقيه وتقليد المراجع الدينية، وقال رجل الدين الإيراني آية الله مكارم شيرازي: "هذه الطوائف ليس لها مصداقية وتهدف إلى الاستفادة من هذه الانحرافات".
وتم تضييق الخناق على طاهري بعدما حذر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، ضمنيا، أبناء الشعب الإيراني من الانضمام والإيمان بأفكار هذه الطائفة قائلًا: "يجب تجنب المشاركة في هذه الاجتماعات وأي عمل من شأنه تشجيع هؤلاء الأفراد وهذه الفئات".
واعتبرت المحكمة الثورية حركة طاهري بأنها "حركة لها عقائد منحرفة" وقد تم اتهامه بـ "الإفساد في الأرض" و"جر الناس إلى الانحراف عن الإسلام والشرائع السماوية" حسبما ذكر محمد علي زاده طبطائي، محامي المتهم.
صراع وجودي:
يبدو أن  نظام "ولاية الفقيه" يسير وفق خطته التي وضعها في 2010 باقصاء الجماعات والتيارات اليدينة المناوئه له والتي تشكل تهديدا واسعا في بقاء نظام "آيات الله" حيث شكل رجال الدين التابعين لـ"ولاية الفقيه"  في 2010 وقت رئاسة  الرئيس الايراني المتشدد احمدي نجاد، أربعة لجان كل واحدة منها تهتم مذهب أو فرقة معينة والهدف النهائي من ورائها هي: القضاء على أهل السنة تحت ذريعة مكافحة الوهابية، واستئصال الصوفية تحت ذريعة أنهم لم يدركوا معنى الولاية بمعناها الصحيح، وقمع البهائية تحت ذريعة أن مركزهم يتواجد بمدينة حيفا في إسرائيل وهؤلاء جواسيس لإسرائيل، واستئصال جميع الطرق الروحانية وما شابهها بحجة أنهم يعبدون الشيطان.
وجاء استمرار  سجن محمد علي طاهري من قبل سلطات خامنئي، في ظل  الصدام مع التيرات اليدينة فقد وضعت السلطات الإيرانية، " نورعلی تابنده" زعيم جماعة «دراويش كنابادي»تحت الإقامة الجبرية في منزله، وذلك بعد اشتباطات دامية في العاصمة طهران بين انصار "تابنده" والامن الإيراني، انتهت الي اعتقال أكثر من 300 عضو بجماعة «دراويش كنابادي»، ومقتل أكثر من 5 اخرين.
كما اعتقلت ايران المرجل الشيعي ايه الله حسين الشيرازي، وذكر والده المرجع الشيعي  لتيار الشيرازي، ايه الله صادق الشيرازي، ان المحكمة الدينية في ايران حكمت علي "حسين الشيرازي" بـ120 عاما.
ويري خبراء ان نظام "ولاية الفقيه" دخل في صراع وجودي مع التيارات الدينية المنافسة له في الشراع الإيراني والإسلامي، وهو ما يهدد حضور "ولاية الفقيه" واستمراره في حكم ايران مستقبلا في ظل التظاهرات المستمرة في الشارع الإيراني ضد  النظام الديني مع ارتفاع  معدلات التظاهرات والمعتقلين في ايران، وهو ما يهدد بقاء "ايات الله" في  حكم ايران.

شارك