سلطان بونامالر: لا نخشى الهاربين من «داعش»

الأحد 27/مايو/2018 - 03:35 م
طباعة سلطان بونامالر: لا
 

يدخل إلى الإسلام يوميًّا 20 شخصًا

نعيش مع غير المسلمين والوهابية والشيعة من دون صدام

نتواصل مع الأزهر ودار الإفتاء لإنهاء معاناة المسلمين مع الإرهاب


عرفت «تايلاند» الدين الإسلامي منذ بداية القرن الـ12 الميلادي، عن طريق رحلات المسلمين التجارية من الصين والهند وغيرهما، ورغم وفرة الدراسات التي تتعمق في تاريخ الإسلام بالشرق الأقصى، فإنها لا تتعرض كثيرًا لتاريخ الإسلام في مملكة «تايلاند»، ولا تشير إلا إشارات سريعة للوجود الإسلامي، مع أن المكانة الرفيعة التي بلغها المسلمون بها، كادت تجعل منها بلدًا إسلاميًّا، كما اعترف بذلك كثيرون من الرحالة.

 

ويوجد في «تايلاند» ما يطلق عليه «المجلس الإسلامي»؛ وهو عبارة عن هيئة مستقلة، مهمتها إدارة المساجد وتنظيم أعمالها، وتنفيذ أحكام الإسلام، وحمايتها، ونشر الدعوة الإسلامية، ويتقلد رئيس المجلس منصبًا باسم «شيخ الإسلام» أو «جولاراشمونتري»، وهو أعلى المناصب الإسلامية في البلاد، ويتم تعيينه بقرار ملكي، وذلك بعد أن يتم انتخابه من قِبَل رؤساء المجالس الإسلامية بالمحافظات.



«المرجع» التقى نائب سكرتير المجلس الإسلامي في «تايلاند»، الشيخ «سلطان بونامالر»؛ للتعرف على أوضاع المسلمين في «تايلاند»، ودور المجلس في التصدي للأفكار الهدامة والمتطرفة.



كشف «بونامالر»، أن أعداد المسلمين بتايلاند، في تزايد مستمر، بنسبة تتخطى 5% من إجمالي السكان، وقال: إن ما يقرب من 20 فردًا من غير المسلمين، يدخلون إلى الإسلام يوميًّا، مشيرًا إلى أن المجلس يجري لهم ندوات ودورات ودروسًا دينيةً خاصةً، للتعريف بالإسلام بدايةً من أركانه وحتى معاملاته، مشيرًا إلى الحرص على تعليمهم أن الإسلام هو دين التعايش السلمي مع الأديان الأخرى، وجميع الأجناس المختلفة.



وينتشر المسلمون فى البلاد في 9 محافظات، من أصل 77 محافظة، غير أنهم يتمركزون في 3 محافظات جنوبية، هي: ناراتوا، وجلا، وفاتاني، إضافة إلى العاصمة بانكوك، مشيرًا إلى أن كل هذه المدن التي يوجد بها مسلمون بها مدارس إسلامية.

 

الوسطية منهجًا

وتتمسك نسبة 95% من المسلمين في «تايلاند» بالمذهب الشافعي -حسب تصريحات «بونامالر»- مؤكدًا أن العمل على نشر الإسلام الوسطي في «تايلاند»، يأتي انطلاقًا من قول الله تعالى في القرآن الكريم في الآية 143 من سورة البقرة، (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).



ويتابع: «نشهد في الآونة الأخيرة فى البلاد، وجودًا محدودًا للجماعات المتشددة، التي تحمل الفكر الوهابي، كما رصدنا وجود تجمعات لبعض المسلمين الذين ينتمون إلى المذاهب الشيعية، ورغم ذلك لم يحدث صدام بين هذه الجماعات حتى الآن؛ إذ لم تتجه إلى التطرف أو ممارسة العنف»، مشيرًا إلى أن التكفير والتطرف ليسا مطروحين في «تايلاند»، ولم يرد إلى مؤسسته استفتاء واحد، حول أمور التطرف، أو ما يجري في الشرق الأوسط.



واستطرد، أن المسلمين في «تايلاند» لهم الحرية الكاملة للدعوة والخطاب الديني، إضافة إلى وجود المدارس والجامعات الدينية، التي تدرس العلوم الإسلامية باللغة العربية، وتتعاون هذه الجامعات والمدارس مع كبريات المؤسسات الدينية في العالم؛ حيث تعادل شهاداتها ودرجاتها العلمية، درجات جامعات الأزهر الشريف، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والجامعات الإسلامية الأخرى في الدول العربية.



يقول، إنه لا يخشى على بلاده من الهاربين من تنظيم داعش أو من أي مناطق نزاع؛ معللًا ذلك باعتدال الفكر الديني، ووسطيته، لدى غالبية المسلمين التايلانديين، إضافةً إلى فقر «تايلاند»، من وجهة نظره، من ناحية الموارد التي يعيش عليها المتطرفون من الاتجار في الثروات وغيرها.



واستأنف مؤكدًا، حرص مكتب شيخ الإسلام على إيجاد حل جذري لمشكلة الإرهاب، منوهًا في هذا الصدد بالتواصل المستمر مع الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية؛ لإنهاء معاناة المسلمين مع الإرهاب في الدول المختلفة، ومحاولة إيجاد الحل، إضافةً إلى التعلم من تجارب الآخرين، من باب الوقاية التي هي خير من العلاج.

 

شارك