«حسن شحاتة».. من المذهب الحنفي إلى التشيع

الأحد 24/يونيو/2018 - 03:40 م
طباعة «حسن شحاتة».. من إسلام محمد
 
يعد الداعية الشيعي حسن شحاتة، من أكثر الشخصيات التي أثارت الجدل، سواء أثناء حياته أو بعد مماته، بسبب تحوله المفاجئ إلى المذهب الشيعي، والدعوة إليه داخل المجتمع المصري، فكان يظهر في مقاطع مصورة على شبكة الإنترنت، وهو يتطاول على كبار الرموز التاريخية الإسلامية كالصحابة وأمهات المؤمنين، بشكل صادم لمتابعيه الذين واجهوه بالعداوة، ما أدى في النهاية إلى مقتله.

ولد شحاتة عام 1946، في قرية «هربيط» بمركز «أبو كبير» بمحافظة الشرقية، ودرس بالأزهر الشريف على مذهب الأمام أبي حنيفة النعمان، وحفظ القرآن الكريم وختمه وهو فى العاشرة من عمره وصعد المنبر فى سن 13 سنة في مسجد «الأشراف» ببلدته، وظل خطيبا فيه لمدة خمس سنوات، ثم انتقل إلى مسجد «الأحزاب» ببلدة مجاورة لمدة سنتين.

تخرج في معهد القراءات، وكان يخطب الجمعة في زملائه، وحصل على ماجستير فى علوم القرآن الكريم، وانتقل إلى القاهرة عام 1984، وتولى خطابة الجمعة وإمامة الصلاة، بمسجد «الرحمن» بمنطقة كوبري الجامعة.

قدم العديد من البرامج الدينية بإذاعة القرآن الكريم، وأحاديث في إذاعة صوت العرب، كما كانت له ندوات دينية في المحافظات المختلفة، ثم سجل برنامجا تلفزيونيا أسبوعيا تحت عنوان، (أسماء الله الحسنى) كان يبث على القناة الأولى، وجاب عددا من دول الخليج العربي، وقابل الأمراء والمشايخ هناك بالحفاوة آنذاك، واشتهر ببلاغته وتأثيره.


تحوله للتشيع
تحول الى المذهب الشيعي فجأة دون أية مقدمات عام 1994، فبدأ بالحديث في الخلافات بين الصحابيين «علي بن أبي طالب» و«معاوية بن أبي سفيان»، ثم وصل إلى التطاول على الصحابة ما أشعل الخلافات بينه وبين زوجته.

ووفق رواية أخيه الأكبر لوسائل الإعلام، فإن الرجل حاول أن يقيم «حسينية» في «هربيط»، فثار عليه أهل القرية، ثم قبض عليه في سبتمبر 1996، وسجن بتهمة ازدراء الأديان. وجمع الأهالي معتنقي المذهب فى مسجد «الأشراف» بالقرية، وأعلنوا توبتهم عن سب ولعن الصحابة، ثم تركوا القرية بعد ذلك.

بعد الإفراج عنه قام بسلسلة زيارات إلى إيران، والكويت، ولبنان، للمشاركة في فعاليات شيعية، وتوثقت صلاته بالمتشيعين داخل مصر كالطاهر الهاشمى، وأحمد راسم النفيس وغيرهم.

قبض عليه مرة أخرى عام 2009 بنفس التهم السابقة، مع أكثر من 300 شيعي، ثم أُفرِجَ عنه، لكنه منع من السفر خارج البلاد.

ركز «شحاتة»، دعوته في قرية «زاوية أبو مسلّم» التابعة لمركز «أبو النمرس» بمحافظة الجيزة، حيث اتبعه عدد من الأفراد هناك، وانتشرت فيديوهات له بين الأهالي، تتضمن وقائع السباب واللعن للرموز الإسلامية، ما أثار قدرا كبيرا من السخط والحنق عليه، وهو ما عده المعتدلون خروجا عن السياق العام للعقيدة الوسطية التي يدين بها أغلب المواطنين المصريين، إلا أن ذلك بالتأكيد لا يسوغ للناس قتل الرجل، الذي نظم أهالي قريته مسيرة للتنديد بالتشيع بعدما لقب جيرانهم البلدة بمعقل «أعداء الصحابة».


فتنة «أبو النمرس»
وبعد أيام من المسيرة، نظم «شحاتة» احتفالية في بيت أحد أتباعه في «زاوية أبو مسلّم»، وفور علم الأهالي بقدومه تجمهروا خارج المنزل؛ للاحتجاج على إحياء تلك الطقوس، وتطور الموقف بعد عدة ساعات، وازداد عددهم بالمئات واقتحموا المنزل، رغم تواجد قوات الأمن بأعداد كبيرة في المكان، لكن المتجمهرين الغاضبين هددوا بالاشتباك مع الشرطة، وقتلوا الرجل واثنين من إخوته وسحلوهم في الشارع واحدا بعد آخر في يوم 24 من يونيو2013، بشكل غريب على تقاليد المجتمع المصري، ودُفن الثلاثة خارج «هربيط» بعدما رفض أهالى القرية دفنهم فى مقابرها.

ألقت قوات الأمن القبض على عدد من المشتبه بهم، وقضت محكمة جنايات الجيزة بمعاقبة 23 متهما بالسجن المشدد 14 عاما، وبراءة 8 آخرين في القضية التي عرفت إعلاميا فيما بعد بـ«فتنة أبو النمرس»، ورفضت محكمة النقض، في فبراير 2017، طعن المتهمين وأيدت الحكم.

شارك