«أبوالزبير».. زعيم الشباب الصومالية «العنيف»

الإثنين 25/يونيو/2018 - 12:46 م
طباعة «أبوالزبير».. زعيم نهلة عبدالمنعم
 
بعد أربعة أعوام من نشأة حركة «الشباب» الصومالية، تولى أحمد عبدي غودني المشهور بــ«مختار عبدالرحمن أبوالزبير» زعامة الحركة، لتتصاعد فيما بعد ذروة انتشارها، إلى أن قتلته غارة أمريكية فى 2014.


وتقدر دراسة نشرها مركز «راند» للدراسات، الأراضي التي سيطرت عليها الحركة في فترة تولي «غودني» التي امتدت من 2008 إلى 2014، بنحو 50% من مناطق السيادة الصومالية، كما بلغ متوسط عدد أعضائها حوالي 10 آلاف مسلح، وكنتيجة لضعف الأجهزة الأمنية زاد تدفق العناصر الأجنبية، فشكل ذلك ضخًا كبيرًا في دماء الحركة.


واستطاع «أبوالزبير»، تجديد دماء الحركة بعد خفوتها في 2007؛ حيث كان مستقبلها آنذاك غير معلوم، بعد أن لقي كبار قادتها حتفهم، خاصة، آدم حاشي فارح عيرو، والمعروف بـ«أبومحسن الأنصاري»، والذي كان زعيم ومؤسس الحركة، ما أضعف معنويات أفرادها، إضافة إلى دور بعثة الاتحاد الأفريقي «AMISOM» في إضعافها.


ولكن «عبدي» استخدم الإنترنت في نشر دعاية وإعلانات تهدف إلى توظيف أكبر عدد من المسلحين داخل جماعته، إضافة إلى توجيه خطاب مفوه إلى الداخل يحثهم على تبني منهج التطرف والعنف والانتماء للجماعة، ويعزو إلى ذلك زيادة أفراد الشباب أثناء زعامته.


كما جاء التصاق «الشباب» بتنظيم «القاعدة»، وإعلان ولائه لها قد أسهم في جلب التمويلات التي شكلت مصدرًا مهمًّا، جنبًا إلى جنب مع التحويلات المالية التي أرسلها السكان المحليون تأثرًا بخطاب «أبوالزبير».


وكان منهج «غودني» متسقًا تمامًا مع مفهوم الجهاد الذي تُنظر له «القاعدة» وقياداتها أمثال أيمن الظواهري وعبدالله عزام، فسفك كثيرًا من الدماء بزعم تطبيق شرع الله، كما أن أهدافه الرئيسية كانت الإطاحة بالحكومة الرسمية للبلاد وتنصيب نفسه بدلًا منها كحاكم لدولة الصومال.


ومن المعروف أن الزعيم السابق للشباب كان أحد أقطاب إتحاد المحاكم الإسلامية، الذي نشأ في أعقاب انهيار أجهزة الحكم الرسمي للدولة (نظام محمد سياد بري)، في 1991، وكان بذرة الجماعات المتطرفة في البلاد، فولدت حركة الشباب من رحمه وانقلبت على قياداته، الذين تولوا الحكم فيما بعد أمثال الرئيس الصومالي السابق شريف شيخ أحمد.


وبعد 37 عامًا قضاها في الإرهاب وتنفيذ الهجمات وإراقة الدماء، قتل في غارة أمريكية في 2004، ليبدأ أحمد ديري أبوعبيدة تزعم التنظيم إلى هذا الوقت.

شارك