«التصوُّف المعتدل».. رؤية وسطية تتبناها «الأوقاف» في مصر

الإثنين 09/يوليو/2018 - 08:57 م
طباعة «التصوُّف المعتدل»..
 
صباح، أمس الأحد، كان هناك اجتماع ديني بالإسكندرية، حضره ممثل عن وزارة الأوقاف وآخر عن الطرق الصوفية بالمدينة الساحلية، وخلصت نتائجه إلى «خطة دعوية لإحياء التصوف المعتدل»، هكذا صّرح الحاضرون وعلى رأسهم وكيل الوزارة بالمحافظة، محمد العجمى، الذي اكتفى بحديثه عن «تصوف معتدل» دون التطرق إلى ماهية هذا الاعتدال.

قبل ذلك بأسبوعين تقريبًا، وتحديدًا في 24 من يونيو الماضي، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لشيخ صوفي (اتضح بعد ذلك أنه نائب الطريقة المسلمية بإحدى قرى محافظة الدقهلية)، وهو يؤدي الصلاة بطقوس غريبة. 

وقتها انتفضت وزارة الأوقاف للتحقيق فيما انتشر بالفيديو، دافعةً بلجان إلى القرية؛ قالت وقتها إنها لتنقيح ما أصاب الفكر الصوفي من انحراف.

وللحديث عن رحلة التصوف المصري بين الانحراف والاعتدال، يقول أمين الفتوى ومدير التدريب بدار الإفتاء، وأحد الدعاة الجدد للصوفية، الدكتور عمر الورداني: «إن التصوف منهج روحي ربما يكون قد أصابه انحراف، إلا أن ذلك يشهد تراجعًا ملحوظًا لصالح الاعتدال الديني».

وأكد في تصريح سابق لـ«المرجع»، أن مظاهر التقدم التكنولوجي التي يمتلكها الإنسان العادي اليوم، باتت تحمي شريحة من المتصوفة من الولوج إلى المعتقدات غير الصحيحة.

و«الورداني»، هو جزء من مشهد صوفي جديد، تعرفه الصوفية المصرية، ويعرف بـ«التصوف العلمي»، أو «التصوف المتشرّع»، ويقصد به التصوف القائم في صميمه على الدين وأحكامه.

ويختلف «التصوف المتشرّع»، المقصود به «التصوف المعتدل» عن «التصوف الطرقي»، المتمثل في 79 طريقة صوفية موجودة في الحياة الدينية المصرية، إذ يفتقد الثاني للمعنى العلمي للتصوف، مختصرًا نفسه في طقوس احتفالية بلا روح، وجانب كبير من المناسبات الفلكلورية.

ومن جانبه، انتقد أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة، حال التصوف الطرقي، متناولًا رؤوسه وهم مشايخ الطرق الصوفية، إذ قال لـ«المرجع»: إن «هؤلاء الذين يسمون أنفسهم شيوخًا لا يعلمون عن الدين بديهياته»، مرجعًا السبب في ذلك إلى منهج التوريث في الطرق الذي يسمح لنجل الشيخ العالم بتولي شأن طريقة والده بعد وفاته، حتى لو لم يكن دارسًا أو عالمًا بالدين.

وأوضح «كريمة»، أن التصوف حالة روحية لا يعرفها غير المخلصين فيها، مشيرًا إلى أن نجل العالم لا يشترط أن يكون هو أيضًا عالمًا، معبرًا عن حزنه على الحالة الصوفية المصرية التي وصفها بـ«الضعيفة».

على النقيض، يأتي «التصوف العملي» الذي يقوده مشايخ صوفية قادمون من خلفيات أزهرية، فإلى جانب الشيخ عمر الورداني، يأتي مستشار شيخ الأزهر، محمد مهنّا، الذي يقدم مادة صوفية تمزج بين العلمية والروحانية، وقبلهم المفتي السابق للديار المصرية، الدكتور علي جمعة، الذي حصل، منتصف فبراير الماضي، على موافقة من المجلس الأعلى للطرق الصوفية على طريقته «الصدّيقية الشاذلية».

ويعتمد مقدمو التصوُّف العلمي أو المعتدل على أكثر من منبر إعلامي لتقديم مضامينهم، فإلى جانب الدروس العلمية التي يقدمونها أسبوعيًّا في مساجد السيدة نفيسة، وبن عطاء الله السكندري بمنطقة المقطم، يخرجون عبر فضائية «الناس» التي عادت أبريل 2015، بمحتوى صوفي، يحرص الأزهر من خلاله على مخاطبة وجدان المصريين.

شارك