«فرسان تحت راية النبي».. سطور شيطانية بأقلام دموية

الجمعة 24/أغسطس/2018 - 09:54 ص
طباعة «فرسان تحت راية النبي».. محمود رشدي
 
«يساوي أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، بين المبادئ السلمية للمعارضة، والوسائل المسلحة، إذ يرى أن كلًا منهما يسعى إلى تحقيق الأهداف فيقول:«العمل السياسي مثل العمل العسكري ما هو إلا وسيلة لتحقيق هدف تسعى لأجله»، فقد سطر «الظواهري»، كتابه متناولًا عالمية الجهاد لمواجهة المجتمع الدولي الذي عقد نيته لمحاربة القاعدة، هذا التنظيم- بزعمه- الذي سيوحد صفوف العالم الإسلامي ضد العالم الغربي والأنظمة العربية الموالية له، شاحذًا همم الشباب للتوحيد والجهاد ضد العالم الآخر- الكافر في نظره- وتهيئة الوضع لتطبيق شريعة الدين الإسلامي، ولاسبيل لنيلها إلا بالقتل.
واعتبر، في كتابه «فرسان تحت راية النبي» أن أفكار مُنظر جماعة الإخوان، سيد قطب، تمثل بداية تشكل نواة الحركة «الجهادية» المعاصرة، والتي انبثقت عنها جماعة الجهاد المصرية التي انتسب إليها «الظواهري»، فتطرق لما سماه برغبته في إحياء وعي الأمة المسلمة بالدور المنوط بها، وواجبها، وما لها، وما عليها، ومدى عداء ما وصفهم بـ«الصليبيين الجدد» - يقصد الغرب لها.

وأشاد، بما اعتبره انتصارات لتنظيم الجهاد وظهوره للعلن في مواجهة الأنظمة السياسية والمجتمع الدولي الذى وصفه بأنه معادٍ للإسلام، حيث قام بالعديد من العمليات الإرهابية لترسيخ وجوده على الساحة الدولية، ولإنذار من يعادي التنظيم بدخول التنظيم مرحلة جديدة تقترب إلى عالمية الجهاد أي «استباحة دماء كل من يشكل خطرًا عليه».
في البداية استهل «الظواهري» مؤلفه بالحديث عن نشأة الحركة الإسلامية والأفكار المتطرفة على يد سيد قطب؛ وكان لسيد قطب مكانة خاصة عند الكاتب إذ يعتبره الأب الروحي له ولكل جهاديي العالم، فيقول ضمن كتابه: «كانت ولا تزال دعوة سيد قطب إلى إخلاص التوحيد لله ولسيادة المنهج الرباني شرارة البدء في إشعال الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام في الداخل والخارج، فهو الرجل الذي وجه الشباب المسلم نحو إعلاء كلمة الجهاد في وجه نظام عبدالناصر وبطش زبانيته، وكان إعدامه بمثابة نشأة جذور الانتقام، وتشعب الجهاد الإسلامي في أعضاء الحركة».
ودعا الزعيم القاعدي إلى تقسيم العالم إلى قطبين، قطب يجمع الدول الغربية المناهضة للشريعة الإسلامية، أما الآخر فيضم حركات الجهاد الإسلامي في دول العالم الإسلامي.

واتخذ الكاتب من اتفاقية «السلام» بين مصر وإسرائيل، منصة لإعلان الجهاد لما اعتبره مخالفة لأمر الله في مناصرة المسلمين، كما يحذر أعضاء التنظيم من تركهم للجهاد كوسيلة أولي في تحقيق الغاية الأسمي- إقامة الخلافة الإسلامية-، إلا في حالة واحدة حينها يبايع التنظيم الدولة عند إقامة أركانها وفقًا لشرعية التنظيم ودستوره.

يقع كتاب «الظواهري» في ثلاثة أبواب رئيسية، الجزء الأول: تحدث فيه عن زملائه القدامى، خاصة «يحيى هاشم» الذي أقنع «الظواهري» في ستينيات القرن الماضي بالانضمام إلى خليته الجهادية، كما حكي عن رفيقه السابق «عصام القمري» ضابط المدرعات الذي قُتل عقب اغتيال الرئيس محمد أنور السادات بعدما تمكن من الفرار من سجن طرة.

أما الجزء الثاني فتناول فيه من وصفهم بـ«أعداء الإسلام» وهم: الولايات المتحدة، واليهود، والأنظمة الموالية لهما، متناولًا التدخل الأمريكي في الشؤون العربية والذي وصل إلى حد الغزو العسكري للعراق، ودعمها الدائم لإسرائيل في المنطقة، وضياع الحق الفلسطيني في استيطان أراضيهم.

فيما تناول الباب الثالث مستقبل الحركة الجهادية، وتطورها إلى حد العالمية إثر إعلاء الولايات المتحدة والأمم المتحدة محاربة الأصولية عبر الشركات متعددة الجنسيات، ووكالات الأنباء العالمية.

ويري «الظواهري» أنه لاسبيل لإصلاح الأمة إلا بالجهاد، متابعًا أنه ينبغي على حركة الجهاد الاقتراب من جماهير الشعب ورفع الظلم عنهم، وأن تتقدمهم في ساحات التضحية والنضال، كما تناول ضرورة أن تشتمل حركة الجهاد على جانب تربوي لها من خلال توعية الناس، وتقديم الخدمات لهم، والإصرار على إقامة ما وصفها بـ«الدولة إلإسلامية».

واتخذ الكتاب من وجود إسرائيل في المنطقة العربية وضياع الدولة الفلسطينية منذ 1948 سببًا لتأجيج الكراهية لدي العالم العربي نحو المجتمع الغربي، والأنظمة السياسية العربية، لاستقطاب الشباب لصفوفه.

للمزيد.. أيمن الظواهري.. زعيم الإرهاب الدولي

شارك