فؤاد علام: تيارات «الإسلام الحركي» هدفها السلطة (حوار)

الأحد 26/أغسطس/2018 - 03:38 م
طباعة فؤاد علام: تيارات حوار– إسلام محمد
 
في حواره مع «المرجع» يتحدث اللواء فؤاد علام، عضو المجلس القومي لمواجهة الإرهاب والتطرف فى مصر حاليًا، والذى شغل عددًا من المناصب الأمنية، من ضمنها منصب وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، عن أطماع جماعات «الإسلام الحركي» في الوصول للسلطة، مؤكدًا أنها تتبنى الفكر التكفيري، ولا تمتلك منطقًا محددًا لإقامة «دولة».

وفيما يلي نص الحوار:


◄ هل حقًّا أن بعض جماعات «الإسلام الحركي» ليس بين أهدافها الوصول إلى السلطة؟
- كل التيارات السياسية التي تدعي أنها إسلامية هدفها السياسي الأساسي هو الاستيلاء على السلطة، وعلى رأسهم جماعة «الإخوان»، ومن حسن الحظ أنهم وصلوا إلى الحكم في مصر؛ كي يلفظهم الشعب المصري تمامًا، فليس سهلًا عليهم الآن أن يعودوا إلى قوتهم وقدرتهم؛ لأن الدعم الشعبي الذي كانوا يتمتعون به على مدى سنوات طويلة- لعبت خلالها وسائل إعلامهم على وتر المظلومية- وأنهم مضطهدون؛ لذا كان الشعب يدعمهم ويكره «الحزب الوطني» (الحزب الحاكم في مصر قبل يناير 2011) فكان الشعب يدعم «الإخوان» عنادًا.

وجميعنا رأى أثناء حكم « الإخوان» أن كل أبناء التيار الإسلامي أيدوهم، وكثير ممن وجدوا في اعتصامي «رابعة والنهضة» لم يكونوا من أعضاء الجماعة، بل كانوا ينتمون إلى جماعات تقول إنها لا تسعى للسلطة وتستهدف تعميق المفاهيم الإسلامية، في حين أن هدفهم سياسي من الدرجة الأولى.

◄ لكن جماعة الإخوان واجهت معارضة من بعض فئات «الإسلام الحركي» مثل حزب النور وغيرها؟
لقد شارك حزب النور مع «الإخوان» في الحكم، وكان منهم مساعد رئيس الجمهورية، فالاختلاف بينهم اختلاف سياسي، واختلاف على حجم المشاركة في السلطة، بغض النظر عن موقفهم الحالي الداعم للرئيس عبدالفتاح السيسي.

◄ هل مازال لدى «جماعة الإخوان» أمل في الوصول للسلطة؟
- الدعم الدولي للوجود الإخواني في كثير من الدول يُبقي لديهم الأمل باستعادة نفوذهم في الدول التي فقدوا مكانتهم فيها وعلى رأسها مصر، وقد تكون السعودية والكويت والإمارات من بينهم، فالقدرة المالية لـ«التنظيم الدولي» تعطيهم أملًا للعودة بقوة إلى الدول العربية مرة أخرى.

◄ أليست هناك اختلافات بين تيارات «الإسلام الحركي» في شكل وطريقة الحكم المنشود؟
- قبل اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كان بين تيارات «الإسلام الحركي» بعض الخلافات، لكنهم اتفقوا على اغتيال السادات، واتفقوا على تحقيق ما يعتبرونه الهدف الأسمى، ألا وهو إقامة الدولة الإسلامية، ثم تصفي حينها تلك الخلافات.

◄ هذا يعني أن هناك خلافًا بينهم في الأفكار؟
- لا.. بل خلاف سياسي وصراعات على السلطة فقط، رغم تأكيدهم على أنهم يريدون من يحكمهم بالإسلام، لكنهم في الحقيقة لدى جميعهم أطماع في السلطة.

◄ مضى الرئيس الراحل السادات بالفعل في مشروع تقنين الشريعة.. ألم يشفع له ذلك عندهم؟
بالفعل يجب أن يُوجه إليهم هذا السؤال، لكنهم اتهموا «السادات» بأنه وضع مشروع الدكتور «صوفي أبوطالب» (رئيس مجلس الشعب الأسبق 1978-1983) لتقنين الشريعة «في الدرج»، فالخطير في هذه الجماعات أنهم يعتقدون في أنفسهم أنهم جماعة المسلمين وليسوا جماعة من المسلمين، ومن ثم «من لا يتبع جماعتهم فليس بمسلم»، وفق وجهة نظرهم.

◄ ألم يكن هذا منهج جماعات التكفير فقط؟
لا.. فجماعة الإخوان على رأس من يتبنون هذا الفكر، واقرأ «رسالة الأحزاب»، وتذكر ما قاله حسن البنا (مؤسس الجماعة)؛ إذ «اتهم كل من يؤمن بالحزبية أو يعمل بها بأنه كافر»، ومن ثم فهو مؤسس فكر التكفير، ولما أعلن محمود الصباغ (القيادي بالجماعة) وجهة نظره في تكفير المجتمعات، كانت وجهة نظر «البنا» هي أن يتم إرجاء الكلام في تلك الأمور؛ حتى لا يتفتت المسلمون، فأرجأ الكلام في هذا الأمر إلى حين وصول الجماعة لحالة التمكين، والقدرة على فرض ما تراه، لكن ممارسات «البنا» كانت تشي بتبنيه هذا الفكر؛ الأمر الذي يظهر في محاربته للأحزاب كـ«الوفد والسعديين»، ووقوفه ضد الملك في وقت من الأوقات، فالهدف دائمًا كان السلطة.

◄ ما رأيك في جماعة «التبليغ والدعوة» التي ترفض الانخراط في العمل السياسي؟
جماعة «التبليغ والدعوة»، المعروفة بجماعة «الخروج في سبيل الله» يقولون إنهم لا علاقة لهم بالسياسة، وإنهم يركزون على الخروج من أجل الدعوة، لكن عندما كنا نناقشهم ونقول لهم: أنتم خرجتم في سبيل الدعوة فماذا بعد؟ كانوا يقولون: إن الهدف هو الوصول لبناء مجتمع إسلامي، ومن ثم يأتي هذا المجتمع بـ«دولة إسلامية»، لكنهم لم يمتلكوا منطقًا محددًا لإقامة هذه الدولة.

شارك