الصومالي «آتوم».. قصة الرجل الثاني في «حركة الشباب» المُقيم بالدوحة

الجمعة 31/أغسطس/2018 - 01:57 م
طباعة الصومالي «آتوم».. طه علي أحمد
 
يعتبر محمد سعيد آتوم، الذي يعيش حاليًّا في قطر، من أخطر الإرهابيين المطلوبين دوليًّا، فهو أحد قادة حركة «شباب المجاهدين» في شمال شرق الصومال، والرجل الثاني في الحركة، كما تورط في تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية بولاية بونتالند ذاتية الحكم بالصومال، وشارك في تأسيس فرع «الشباب» في تلال جالجالا، وشن تمردا دام لسنوات في بونتلاند في عام 2014؛ حيث نشط لفترة طويلة في تلك المنطقة.

فرضت عليه الأمم المتحدة عقوبات لضلوعه في «أعمال خطف وقرصنة وإرهاب»، فقد كان قريبًا من الإسلامويين المرتبطين بـ«القاعدة» والذين يشنون هجمات مسلحة وصلت إلى قلب العاصمة مقديشو.

وبعد سلسلة من العمليات التي خاضها «آتوم»، استسلم لحكومة مقديشو؛ هربًا من بطش القياديين الأجانب الذين سيطروا على المنطقة، وقاموا بعمليات تصفية للقادة الصوماليين، الذين رفضوا تدويل قضيتهم.

تنازل «آتوم» عن أفكاره السابقة، وفقًا لما أكده في مقابلة مع قناة «يونيفايرسل»، ودعا «آتوم»- في نفس المقابلة- مسلحي حركة الشباب إلى العدول عن أفكارهم والاستسلام للحكومة الفيدرالية.

للمزيد.. «فكر القاعدة وقيادات الإخوان».. سِرّ إرهاب «الشباب» الصومالية

نفى «آتوم» وجود علاقات بينه وحسن طاهر أويس (رئيس الحزب الإسلامي السابق، ومن أبرز قيادات مقاتلى حركة الشباب، والمعتقل حاليًّا لدى المخابرات الصومالية)، لكن دول مكافحة الإرهاب الأربع (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) أدرجت اسمه على القائمة التي تضم إرهابيين على صلة بقطر، واستخدموا جوازات سفر قطرية وحصلوا على أموال مباشرة من الدوحة.

بعد استسلامه ظهر «آتوم» في مؤتمر صحفي، قائلًا: «إننى تركت صفوف المتمردين برئاسة أميرها السابق أحمد عبدو غدني؛ وذلك بسبب تجاوزاتهم فيما يتعلق بالشريعة الإسلامية وتطبيق الأحكام الفقهية»، وأضاف أن عناصر «حركة الشباب» تستبيح دماء الشعب الصومالي في الأسواق والأماكن العامة وفي داخل المساجد.

واتهم «آتوم» «حركة الشباب»، المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، بأنها تتحرك بموجب أجندة خارجية لقتل المسلمين، وكشف في يونيو الماضي وجود «شبكة قوية في وسط حركة الشباب يتكون أعضاؤها من المقاتلين الأجانب وعدد قليل من الصوماليين، بينهم الزعيم أحمد عبدو غدني، يسيطرون على الحركة، ويتولون زمام أمورها، ولا يأبهون بمصالح الوطن ومصالح الصوماليين».

كما كشف «آتوم» أيضًا خطة لاستغلال الشباب المسلم في أفريقيا واستخدام الصومال مقرًّا للإرهاب؛ حيث «تبذل حركة الشباب قصارى جهدها لكي لا تكون هناك دولة صومالية قادرة على ضمان وسلامة الصوماليين، وجعل المنطقة مقرًّا ينطلق منه التنظيم لتخريب العالم»، وأنه عند وصول المقاتلين إلى هذه المنطقة المحصنة يتم تجهيزهم لركوب البحر بأسرع وقت ممكن؛ ليصلوا إلى اليمن متشبهين بمهاجرين غير شرعيين متجهين إلى مخيمات اللاجئين في اليمن، مشيرًا إلى أنهم «يطبقون استراتيجية إرهابية، وخطة مرسومة ربما تغير خريطة دول الخليج التي تعتبر الشريان الرئيسي لإمداد العالم بالنفط».

تمكن «آتوم» من الحصول على لجوء سياسي إلى قطر في فبراير 2016؛ حيث يقول لفضائية «يونيفرسل» الصومالية المحلية: إنه لن يُسمح له بنشاط سياسى خلال منفاه هناك»، موضحًا «أنه أذنب كثيرًا؛ ولذا يتوب إلى الله».

لم تأت استضافة قطر لـ«آتوم» من فراغ، فالدوحة التي تخصصت أخيرًا في في احتضان التيارات المتطرفة حول العالم، عمدت إلى توظيف الجماعات الإرهابية لتعزيز استراتيجيتها الرامية لتعويض صغر حجمها بمد نفوذها لأوسع نطاق ممكن، فضلًا اقتران ذلك برؤية أمريكية تستهدف نقل نفوذ التنظيمات الإرهابية لساحات أخرى، خاصةً مع انحسار مشروعها في الشرق الأوسط.

ورغم استسلامه وإعلانه تغيير أفكاره، فإن حكومة بونتلاند في الصومال أكدت أن «آتوم» لايزال يمارس نشاطًا يزعزع الأمن في الأقاليم الصومالية، من خلال وجوده في دولة قطر، كما أن شطبه من قائمة الأمم المتحدة، لم يؤثر على عقوبات وزارة الخزينة الأمريكية التي مازال مدرجًا على قائمتها.
للمزيد.. حركة الشباب الصومالية.. محاولات الحضور ودلالات النشاط

شارك