«حقاني».. نهاية تلميذ «بن لادن»

الأربعاء 05/سبتمبر/2018 - 09:09 ص
طباعة «حقاني».. نهاية تلميذ شيماء حفظي وأحمد لملوم:
 
أسدلت حركة طالبان أفغانستان، الستار على حياة «حليف» أسامة بن لادن، وأحد قياداتها البارزين، بإعلان وفاته بعد سنوات متواصلة من النفي والجدال حول بقائه على قيد الحياة، إذ كان جلال الدين حقاني، أفغانيًّا لكنه تعلم اللغة العربية على يد «بن لادن» زعيم تنظيم القاعدة، في الوقت الذي توحد فيه التنظيم والحركة في الحرب ضد السوفييت.

والدة أسامة بن لادن تكشف علاقته بـ«11 سبتمبر».. وزيارتها لأفغانستان

جلال الدين حقاني، مؤسس شبكة «حقاني» المتطرفة، التي تحالفت مع حركة طالبان، وتقاعد عن إدارتها قبل سنوات، وأوكل تلك المهمة إلى ابنه سراج الدين ، الذي أصبح نائبًا لزعيم طالبان أفغانستان.

وتشير  المعلومات المتوفرة عن حقاني، إلى أنه ولد في عام 1939، في قبيلة تنتمي لمنطقة باكتيكا الأفغانية، لكنه كمقاتلى «القاعدة» له ممتلكات في إقليم وزيرستان في باكستان، وأسس حركة حقاني المتشددة في السبعينيات.

بين تورا بورا وجلال آباد.. داعش يخطف «حصن بن لادن» للاستفادة من إرثه

وبحسب صحيفة «ذا ديلي ستار"» فإن حقاني، كان يتحدث العربية بطلاقة لأنه كان بالقرب من العرب الجهاديين تحت قيادة «بن لادن» خلال الحرب الأفغانية ضد روسيا.

الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفييتي، كانت مدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وفي هذا الوقت عمل حقاني في الجانب نفسه مع واشنطن، لكن بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان عقب أحداث 11 سبتمبر  2001، أصبحت عمليات حقاني موجهة ضد الجيش الأمريكي.

ومع وصول حركة طالبان إلى الحكم في أفغانستان عام 1996 تحالف «حقاني» معها، وكان ضمن وفد الحركة الذي كان يزور باكستان أواخر 2001 قبيل بدء الولايات المتحدة بشن غارات واسعة على أفغانستان بسبب إيواء طالبان لزعيم القاعدة اسامة بن لادن.

وزيرستان.. معقل إرهابيي «باكستان» ومقبرة زعمائهم

تولى حقاني، - خلال سلطة حكومة  طالبان-  منصب وزير الحدود والقبائل، وكان عضوًا في شورى القيادة في الحركة.

وخلال عام 2001، أدرج مجلس الأمن الدولى اسم حقاني، على قائمة تجميد الأموال، وحظر السفر وتوريد الأسلحة للأفراد والجماعات والكيانات التي لها علاقة بحركة طالبان أفغانستان، وبعدها بـ11 عامًا صنفت الولايات المتحدة شبكة «حقاني» المتمركزة في وزيرستان كمنظمة إرهابية.

وفي عام 2007 – وهو العام الذي يعتقد أن «سراج الدين»، نجل حقاني من بين 5 أبناء له - تولى مهام الشبكة فيه لموت والده،  أدرج مجلس الأمن اسم سراج الدين حقاني على قائمة الإرهاب.

«طالبان» تعترف باغتيال قائد سابق بـ«الجماعة الإسلاميَّة» في أفغانستان

ليس كالملا عمر

وقال الصحفي الباكستاني والباحث في شؤون الجماعات الجهادية، سامي  يوسفزي، فى تصريح لـ «المرجع»: «تكررت التقارير الإعلامية عن مقتل حقاني أكثر من مرة، إلا أنه كان على قيد الحياة حتى إعلان وفاته اليوم، فهو ليس في أهمية الملا عمر (مؤسس حركة طالبان) حتى يتم إخفاء مقتله».

وأضاف يوسفزي «في عام 2002 كان حقاني من أوائل من حاربوا القوات الأمريكية التي غزت البلاد، كانت لديه عائلة كبيرة، لكنه فقد أربعة من أولاده خلال المعارك، وفي عام 2007،  تعرض لوعكة صحية كبيرة ترك على أثرها قيادة الحركة لأولاده الثلاثة، سراج الدين وعبدالعزيز وحمزة».

وعن تأثير وفاة حقاني على نشاط الشبكة، التي أسسها لمحاربة النظام الموالي للاتحاد  السوفييتي في الثمانينيات، يقول عمر البشير الترابي، نائب رئيس التحرير بمركز المسبار للدراسات والبحوث : «التغيير في الجماعة سيكون في المستقبل وليس الآن، فالجماعة تعمل كفصيل داخل حركة كبيرة، يكون القائد بمثابة الرمز الذي يأخذ الجميع منه القوة أو الكاريزما، فهو يعتمد على تاريخه القتالي، الذي يجعله رمزا عند أتباعه».

ويضيف البشير أن «هذه الرمزية مكنت حقاني من تمرير سلطاته لمن يليه من أبنائه، غير أن هذا التحويل وأن كان يبدو سلسا، إلا أنه يحتوي في طياته على تحديات، لن تظهر الآن بحكم أن الجيل الموجود من التابعين ينظر للقيادة الجديدة بنظرة وفاء وود، لكن لن ينظر له بنظرة ولاء كما كان مع الأب، إضافة إلى أن الجيل من سيشكل العمود الفقري للحركة في المستقبل جيل جديد مختلف». 

شارك