زياد النخالة.. العقل الجديد لحركة الجهاد الفلسطينية

الأحد 30/سبتمبر/2018 - 09:10 ص
طباعة زياد النخالة.. العقل دعاء إمام
 

في الوقت الذي يرقد فيه «رمضان شلّح»، (أبو عبدالله)، الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية منذ 1995، في سرير بأحد المستشفيات بضاحية بيروت الغربية، أجرت الحركة انتخابات داخلية لتنصيب خليفة له، أسفرت عن التوافق على «زياد النخالة»، المكنى بـ«أبو طارق».

ومنذ نهاية العام المنصرم، مثّل اختيار خليفة لـ«شلّح» أمرًا حتميًّا، فيما حاولت إيران جاهدة فرض شخصية لا ترفض التقارب معها، أسوة بـ«أبو عبدالله»، لا سيما أن الأمين العام الأسبق «فتحي الشقاقي»، مؤسس الحركة، كان ذا موقف متباين من طهران في نهاية ولايته، رغم تأثره الشديد بالثورة الإيرانية، حتى انتهى الأمر باغتياله منتصف التسعينيات.

انحصرت المنافسة على منصب الأمين العام بين «النخالة»، ومحمد الهندي (يحمل الجنسية التركية)، عضو المكتب السياسي للحركة، والمسؤول المباشر عن قطاع غزة، الذي أوكلت إليه -مؤقتًا- المهمات القيادية عقب تدهور الحالة الصحية لـ«شلّح»، وجرى التوافق عليه، الخميس الماضي، كنائب لـ«النخالة».

وبعد تراجع دور «شلّح»، تعيش الحركة أزمة مالية، على خلفية قرار إيراني بخفض الدعم المقدم لها منذ تصاعد الخلافات الداخلية، واتساع نفوذ الرافضين للتقارب معها، إذ كان آخر ظهور لـ«أبو عبدالله» في نوفمبر 2017 حينما قدم العزاء لـ«قاسم سليماني» قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني بوفاة والده في طهران، وهو ما يطرح تساؤلًا حول مصير العلاقة بين «النخالة» وإيران، ومستقبل الحركة في ظل «التمويل المشروط» بتجديد البيعة لإيران.

من يتزعم «الجهاد»؟
يوصف «النخالة» بأنه من صقور الحركة، خاصة أنه عُين نائبًا لمؤسس الجهاد من قبل، وهو الفلسطيني الثاني بعد «رمضان شلّح» الذي أدرجته وزارة الخارجية الأمريكية على لائحة الإرهاب في يناير 2014؛ بحجة دعمه للتنظيمات المسلحة وجلب السلاح لقطاع غزة.

اعتُقل للمرة الأولى في مايو 1971، وأمضى 14 عامًا داخل سجون قوات الاحتلال، حتى خرج في صفقة تبادل للأسرى عام 1985، ثم اختير عضوًا في أول مجلس شورى للحركة، الذي مثّل آنذاك قيادة الحركة.

كُلف «أبو طارق» بتأسيس أول جناح عسكري للحركة، بتوجيهات من «الشقاقي»؛ فاعتُقل للمرة الثانية في أبريل 1988، على خلفية المشاركة في الانتفاضة، ونقلته السلطات الاسرائيلية إلى الجنوب اللبناني بعد 4 أشهر من اعتقاله؛ لإبعاده عن ساحات المواجهة.

وكان «النخالة» من أوائل المؤسسين للجماعة الإسلامية داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية؛ ما رجح كفته للتدرج في المناصب التنظيمية لحركة الجهاد الإسلامي، عقب خروجه من الاعتقال، وكان عضوًا في القيادة العسكرية المصغرة للحركة.

قاد «النخالة» وفود الحركة في مباحثات ومشاورات الفصائل لوقف إطلاق النار في القاهرة 2014.

ويصنف الإعلام العبري «النخالة» ضمن قائمة «الصقور الأكثر تطرفًا»، بحسب زعم القناة الثانية العبرية، التي علقت على فوزه، قائلة: إن «الجهاد الاسلامي يتلقى تمويله من إيران، وهي أكثر تطرفًا ضد إسرائيل من حركة حماس»، وأشارت إلى أن الحركة تنتهج سياسة «لا حل وسط مع إسرائيل».


«الجهاد الإسلامي» والإخوان

من شواهد ارتباط وتأثر «النخالة» والهيكل التنظيمي للحركة بفكر الإخوان، زيارته لمقر مكتب الإرشاد، في يوليو 2012، ولقاءه بمحمد بديع، مرشد الجماعة آنذاك، لتقديم التهنئة بصعود الإخوان إلى سدة الحكم في مصر، والتأكيد على عمق العلاقات بين الجماعة والحركة، إضافة إلى أن نائبه «الهندي» من أبرز دعاة الانفتاح على الإخوان.

في دراسة لـ«عدنان أبو عامر»، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة في فلسطين، عنوانها «علاقة الجهاد الإسلامي مع الحركات الإسلامية.. الإخوان المسلمون وحماس نموذجًا»، بيّن خلالها أوجه التشابه بين حركة الجهاد والإخوان، إذ قال إن «تأخر التحاق الجماعة بالعمل العسكري، وعدم مقاومة الاحتلال مبكرًا، دفع مجموعة من شباب الإخوان، إلى تأسيس الحركة؛ رغبة منهم في المقاومة، على غرار الحركات اليسارية التي انفردت بذلك في حقبة الستينيات والسبعينيات».

وأوضح في دراسته المنشورة قبل 9 أشهر، أن «الجهاد» نشأت من عناصر خرجت من عباءة الإخوان في الثمانينيات، وبدأت تروّج لفكرتها بين الشباب، فاستقطبت عددًا من المعتقلين ممن كانوا ينتمون إلى الجماعة الإسلامية، و«حركة فتح»، وقوات التحرير الشعبية، وغيرها، ونشطت في قطاع غزة، فضمت إليها الكثير من الشباب الذين لم يسبق لهم الانتماء لأي تنظيم فلسطيني.

وتابع: «مع بداية انطلاق حركة الجهاد في أواخر السبعينيات من القرن العشرين، برز إلى السطح بشكل واضح الخلاف مع الإخوان الذين نظروا إلى التيار الجديد كبديل عنهم «يريد سحب البساط من تحت أقدامهم».

ولفت إلى أن فرض «الجهاد» لخيار المواجهة مع إسرائيل، كان عبارة عن تحدٍ يواجه الإخوان، في حين تبذل «الجهاد» في مواقع كثيرة جهدًا حثيثًا لإثبات أنها امتداد طبيعي للفكر الحقيقي للإخوان، وأنها ليست ثورة عليها، رغم الخلاف السابق الإشارة إليه.

يُشار إلى أنه بعد الانتخابات التي جرت مساء الخميس الماضي، أصبحت القيادة الداخلية للجهاد الإسلامي ممثلة في «يوسف الحساينة، وليد القططي، محمد الحميد، نافذ عزام، خالد البطش، أكرم العجوري، أنور أبو طه، محمد الهندي، عبدالعزيز المناوي».

للمزيد.. «الجهاد الإسلامي» تدين الهجمات الغربية على سوريا

شارك