لماذا لا يتطور الإسلام السياسي وسلام أمريكا وطالبان في مجلة "اتجاهات الأحداث"

الخميس 25/أكتوبر/2018 - 10:59 ص
طباعة  لماذا لا يتطور الإسلام روبير الفارس
 
احتوي العدد الجديد من مجلة " اتجاهات الاحداث " عدد من الموضوعات والتقارير المهمة التى تخص تيارات الاسلام السياسي  من محاور مختلفة وعميقة  .والعدد يحمل رقم 27 لعام 2018 .
ومجلة "اتجاهات الاحداث "دورية اكاديمية تصدر كل شهرين عن مركز المستقبل للابحاث والدراسات المتقدم بالامارات وتهتم بتحليل اتجاهات المستقبل  بما يتضمنه عن تيارات وتطورات متعددة الابعاد.
عزلة الاسلام السياسي:
نشرت المجلة ملخصا لحلقة نقاشية عقدت بعنوان " لماذا لايتطور الاسلام السياسي .تحدث فيها الدكتور عبد الله الجسمي استاذ ورئيس قسم الفلسفة بجامعة الكويت .وقدم الدكتور الجسمي في بداية حديثه مقارنة بين الاسلام السياسي وحركة التنوير في القرن التاسع عشر موضحا ان رواد حركة التنوير في المجتمع العربي انذاك كانوا ائمة دين صعدوا من صلب المؤسسة الدينية مثل رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده وغيرهما وكان من ضمن اهداف ائمة التنوير اصلاح التعليم وتجديد الفكر الدينى ومد مفهوم المواطنة ليشمل الفئات كافة  وفي مقابل ذلك تاتي تجربة الاسلام السياسي علي النقيض منها ف الاسلام السياسي علي اختلاف تعريفاته هو حركة سياسية بحتة والمؤسسون لها والمنتمون اليها لم ياتوا من المؤسسات الدينية فهم من المدرسين والاطباء والمحامين. 
وتحدث الجسمي عن خصائص الفمر الاصولي التى تعيق تطوره فقال:
اولا -انه فكر شمولي منغلق لا يمكن ان يقبل التفسيرات الاخري معه ويقوم علي مجموعة من المسلمات غير القابلة للمناقشة ويفسر العالم ومايجري قفيه بناء علي هذه المسلمات  فاليقين الموجود لدي اصحاب فكر الاسلام السياسي هو يقين ذاتي لا يقام علي ادلة واقعية 
ثانيا - تفكير منحصر في النصوص لا علاقة له بالواقع حيث ياتي الاهتمام بالنص علي حساب الواقع والممارسة العملية 
ثالثا - لايقدم نموذجا فكريا واضحا فكل افكار الظاهرة الاصولية ضبابية ومبهمة فعلي سبيل المثال لايوجد لدي تيارات الاسلام السياسي نظام سياسي واضح فكلها افكار هدامة لا تطرح بدائل وتقوم فقط علي تجهيل الاخر 
رابعا- يقوم علي التعصب واقصاء الاخر وعدم التعايش معه والوصاية عليه ويعطي لنفسه الحق في تحديد المعايير التى يجب ان يتبعها المجتمع.
خامسا- غير قابل للتطور حيث يقتضي اي تطور للفكر تطبيق المناهج النقدية الفلسفية ولكن اصحاب فكر الاسلام السياسي يكفرون بالفلسفة فنظرة الاصولي للحقائق علي انها حقائق مقدسة غير قابلة للنقد والتحليل تعيق اي محاولات للتطوير كما انهم يرفضون الحاضر والمعاصر ويرغبون في العودة للماضي.
سادسا- عدم تقديم اية اسهامات حضارية  فمن المعروف عن الحضارة الاسلامية الاهتمام بالمعمار والادب وغيرها من المفردات الحضارية ولكن علي العكس الاسلام السياسي من ذلك يطمس اي ملامح حضارية 
وحول مستقبل الاسلام السياسي قال الجسمي ان مستقبه يعد مسألة سياسية بحتة بمعني انه عند اتخاذ الدول قرار التخلص منه سوف ينتهي ولكن ما يعيق ذلك ان الغرب مازال يدعم التيارات الاصولية ويوظفها لمصالحه من اجل تعطيل حركة التطور داخل المجتمعات العربية .
انحسار داعش:
كما نشرت المجلة فعاليات حلقة نقاشية تحدث فيها الاستاذ علي بكر حول التحولات في واقع تنظيمات الارهاب والتطرف العنيف في الشرق الاوسط والتى اكد فيها ان انحسار داعش بفقدانه نحو 98%من الاراضي التى سيطر عليها في سوريا والعراق  جعلة التنظيم يتخلي عن مبدا السيطرة المكانية وتحول الي الانتشار التنظيمي المرن عبر الوجود في عدد من المناطق بشكل عملياتي وتنظيمي دون التمركز فيها بشكل مستمر. 
تمدد القاعدة:
وبرر علي بكر تمدد تنظيم القاعة في ظل انتشاره في العديد من المناطق عبر فروعه المختلفة وذلك للسمات الخاصة التى يتمتع بها القاعدة وهي عدم السيطرة الترابية  فهو ينتشر بشكل عملياتي والاقنعة التنظيمية حيث المجموعات التابعة له تحمل مسميات مختلفة مثل انصار الشريعة في اليمن وليبيا وثوار بنى غازي وكتيبة عقبة بن نافع وكتيبة الفتح المبين  وايضا لتعدد التحالفات  مثل التحالف مع هيئة تحرير الشام في سوريا او تحالفات عقائدية مثل تحالفه مع جماعة انصار الدين  او تحالفات قبلية مثل التحالف مع قبيلة " مارع " في اليمن.
بين طالبان وواشنطن:
وتضمن العدد تحليل مهم للباحث انجس تافرنر مدير مؤسسة سيمث بجامعة اكسفور ببريطانيا طرح فيه تساؤلا يقول هل يمكن التوصل الي سلام بين واشنطن وطالبان ؟ طرح السؤال جاء بناءا علي خبر حول لقاء وفود من الخارجية الامريكية وحركة طالبان الافغانية  وذكر الكاتب ان العمليات العدائية الدائرة في افغانستان منذ عام 2001 اسفرت عن مقتل 1,856 امريكيا واصابة 20,320 باصابات خطيرة  بعبارة اخري يري المحللون ان الوضع الحالي في افغانستان يمثل مازقا عسكريا لا يستطيع اي من الطرفين الامريكي التفوق فيه علي الاخر وهو  مايسمي بمازق النصر المستحيل .وحلل الباحث نقاط قوة وضعف حركة طالبان مؤكدا علي ان مستويات العنف في افغانستان مرتفعة بشكل غير مقبول مما يؤدي  الي زعزعة الاستقرار السياسي وهجمات طالبان العسكرية ومحاولاتها الاستيلاء علي مراكز ذات كثافة سكانية كبيرة والاحتفاظ بها كما حدث في محاولاتها الاستيلاء علي ولاية "غزني " في اغسطس الماضي وهو هجوم لو نجح كان يفتح الطريق امام طالبان الي العاصمة كابول  يدل علي مرونة حركة طالبان ومع ذلك فان الحركة لا تمتلك قدرات كبيرة للتصدي للقوة الجوية الامريكية وقال " انجس " ان هذه ليست المرة الاولي التى يجلس فيه الامريكين مع طالبان  ففي عام 2011 حاول اوباما تقديم شروط تسوية ولكنها فشلت .وعلي الرغم من كون هذا السلام بعيدا لكنه ليس مستحيلا فهناك شعور بالسأم من الحرب ذلك ان 17 عاما من الحرب مدة طويلة الا ان التسوية لن تكون سريعة او سهلة.
إيران:
كما تضمنت المجلة عدة تقارير حول ايران منها تعثر مواجهة ازمتها النقدية وتعرضت الباحثة مريم محمود المتخصصة في الاقتصاد الدولي لعوامل انهيار الريال الايراني  وهذه العوامل تشمل اضطراب الاوضاع الداخلية والاحتجاجات العارمة التى شهدتها ايران منذ اواخر عام 2017 واوائل العام الحالي  وايضا استمرار بعض العقوبات الامريكية ووجود ازمة ائتمانية حادة والغاء معاهدة الاتفاق النووي الامريكي واعاد العقوبات ويتوقع بحلول 4 نوفمبر المقبل اعادة فرض مجموعة ثانية من العقوبات الخاصة بالبرنامج النووي الايراني والتى تستهدف ادارة المواني الايرانية والشحن والسفن.

شارك