الاتحاد الأوروبي يواجه "الإسلاموفوبيا" بإنشاء قاعدة بيانات لجرائم الكراهية ضد المسلمين

الأحد 09/ديسمبر/2018 - 03:16 م
طباعة الاتحاد الأوروبي حسام الحداد
 

الإسلاموفوبيا أو رهاب الإسلام (بالإنجليزية: Islamophobia) هو التحامل والكراهية والخوف من الإسلام أو من المسلمين. دخل المصطلح إلى الاستخدام في اللغة الإنجليزية عام 1997 عندما قامت خلية تفكير بريطانية يسارية التوجه تدعى رنيميد ترست، باستخدامه لإدانة مشاعر الكراهية والخوف والحكم المسبق الموجهة ضد الإسلام أو المسلمين. برغم استخدام المصطلح على نطاق واسع حالياً، إلا أن المصطلح والمفهوم الأساسي له تعرض لانتقادات شديدة. عرف بعض الباحثون الإسلاموفوبيا بأنها شكل من أشكال العنصرية. آخرون اعتبروها ظاهرة مصاحبة لتزايد عدد المهاجرين المسلمين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وربطها البعض الآخر بأحداث 11 سبتمبر.

المؤشر العالمي للفتوى: تحليل ظاهرة الإسلاموفوبيا وكيفية مواجهتها

وضمن مواجهات ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا أصدرت مؤخرا، منظمة تِل ماما "Tell MAMA" البريطانية المعنية بمتابعة مستوى جرائم الكراهية ضد المسلمين تقريرها السنوي الأربعاء 25 يوليو 2018، والذي يشير إلى أن هناك استهدافًا واسع المدى للمسلمات في بريطانيا، إذ يقوم شباب صغار السن باستهدافهن خلال وجودهن في الأماكن العامة، ويميز المهاجمون المسلمات من خلال غطاء الرأس الذي يرتدينه، ورصدت المنظمة أن من بين كل عشر ضحايا لهجمات الكراهية التي تنفذ هناك ست ضحايا من النساء.

وتقوم المنظمة بمتابعة وتلقي التقارير االموثقة عن الهجمات ضد المسلمين في أرجاء بريطانيا، وقالت إن عام 2017 شهد قفزة في عدد هجمات الكراهية ضد المسلمين، فقد تم تسجيل رقم قياسي من التقارير بلغ 1201 تقرير، ما يعني زيادة في عدد الهجمات تقدر بنسبة 26 في المائة عن عام 2016.

الإسلاموفوبيا والتطرف المضاد.. وجهان لعملة الكراهية في بريطانيا

ويعتمد أتباع اليمين المتطرف على خطاب الكراهية نحو المسلمين في بريطانيا، في محاولتهم لتحقيق مكسب سياسي على الأحزاب التقليدية الموجودة، وفي مارس 2018 بدأت الشرطة البريطانية التحقيق في رسائل بريدية كانت تصل إلى مواطنين مسلمين من مجهولين، وتدعو هذه الرسائل إلى جعل يوم 3 أبريل "يوم عقاب المسلمين"، وتزعم أن المسلمين يسببون الأذى والضرر للأغلبية في أوروبا.

هذا وغيره ما دفع الاتحاد الأوروبي لإنشاء قاعدة بيانات لجرائم الكراهية ضد المسلمين، وقد رحب مرصد الإسلاموفوبيا بهذه الخطوة وبتطوير وكالة الحقوق الأساسية الأوروبية قاعدة بيانات جديدة تقدم نظرة عامة عن جرائم الكراهية، وخطاب الكراهية والتمييز ضد المسلمين في جميع بلدان الاتحاد الأوروبي من عام 2012 إلى عام 2017.

وأضاف المرصد أنه نظرًا لتزايد سعار الإسلاموفوبيا وكثرة الحوادث التي تستهدف المسلمين، ستساعد قاعدة البيانات الدول الأعضاء في مواجهة الكراهية المعادية للمسلمين، إذ أنها تسعى إلى توسيع قاعدة المعرفة المتاحة لصانعي السياسات والجهات المعنية حتى يتمكنوا من تطوير استجابات أكثر فعالية.

الإسلاموفوبيا والتطرف والحرب الداخلية على الإرهاب

ولفت المرصد إلى أن قاعدة البيانات تجمع معلومات عن قوانين قضائية دولية وأوروبية ووطنية وإقليمية ومحلية هامة وأحكام تتعلق بجرائم الكراهية وخطاب الكراهية والتمييز ضد المسلمين. ويشمل حيثيات ما تصدره المحاكم المختلفة من أحكام، فضلا عن الحقائق الرئيسية لكل قضية.

كما أنها تحتوي على القرارات والتقارير والنتائج التي توصلت إليها هيئات ومنظمات حقوق الإنسان والمساواة، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستخدمين الوصول إلى البحوث والتقارير والدراسات والبيانات والإحصاءات حول هذه القضايا.

وذكر المرصد أن قاعدة بيانات جرائم الكراهية ضد المسلمين تضم معلومات تم جمعها في فترة تمتد من عام 2012 إلى عام 2017 وتم تقسيم المعلومات حسب البلد والكلمة الرئيسية لسهولة لاستخدام مما يوفر رؤية فريدة على مستوى الشارع لخدمات دعم الضحايا في جميع الدول الأعضاء الـ 28 في الاتحاد الأوروبي ، وترشدهم أيضًا إلى حيث يمكنهم العثور على المعلومات المناسبة والدعم والحماية.

الجدير بالذكر أن قاعدة البيانات تعتمد على الأعمال ذات الصلة التي تقوم بها جهات دولية وإقليمية أخرى وتكملها. وتشمل هذه هيئات الأمم المتحدة ، ومجلس أوروبا ، ونظام الإبلاغ عن جرائم الكراهية عبر الإنترنت من مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.


شارك