"القاعدة" تؤكد مقتل قيادي إرهابي في مالي

الجمعة 14/ديسمبر/2018 - 03:15 م
طباعة القاعدة تؤكد مقتل فاطمة عبدالغني
 
في رسالة صوتية جديدة صدرت الثلاثاء الماضي، أكد زعيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبد الملك درودكال، الملقّب بـ"أبي مصعب عبد الودود"، وفاة المنصور آغ قسام زعيم فصيل جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" بمالي، ورغم أن عبدالودود ركز معظم تصريحه على توجيه الانتقادات لفرنسا، إلا أن مقتل قسام كان حادثًا بالغ الأهمية لدرجة أن زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي شعر أنه مضطر لذكر ذلك.
يشار إلى أنه في 15 نوفمبر الماضي أعلنت رئاسة أركان الجيوش الفرنسية أن سبعة جهاديين قتلوا شمال مالي في غارة فرنسية لجنود من قوة برخان، وبين الجهاديين القتلى يرجح أن يكون لقي مصرعه المنصور أغ القاسم زعيم فصيل من «جماعة أنصار الإسلام والمسلمين» وفق ما ذكره الكولونيل باتريك ستيغر المتحدث باسم رئاسة الأركان.
وأضاف ستيغر إن القوات الفرنسية نفذت "غارة بمروحية ليل 11 إلى 12 نوفمبر الماضي في منطقة غورما (بين تمبكتو وغاو) ضد مجموعة إرهابية مسلحة".
ورد الجهاديون بالأسلحة الخفيفة ما حمل الجنود الفرنسيين على اطلاق النار ما أدى إلى "مقتل سبعة إرهابيين"، وقد وقعت العملية في منطقة غورما، الواقعة بين مدينتي تومبوكتو وغاو، وتمكنت القوات الفرنسية بحسب هيئة الأركان الفرنسية من مصادرة "أسلحة ثقيلة، وخفيفة، وبعض المكونات، تستخدم في صناعة قنابل محلية الصنع"، وأكد عبدالودود الأحداث التي أبلغت عنها وزارة الدفاع الفرنسية، بما في ذلك استخدام الغارات الجوية وعدد الجهاديين الذين قتلوا.
وفقا للجنة خبراء الأمم المتحدة ، كان قسام عضوا سابقا في حركة الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا، ويعد موته بمثابة تطور هام في الجهاد المالي، حيث عمل كحلقة وصل بين مختلف الأطراف، وكما لاحظ الباحث  هني نسايبة، كان قسام هو المحاور الرئيسي بين الوحدات الجهادية المركزية في مالي ، وجماعة أنصار الإسلام المرتبطة بتنظيم القاعدة في بوركينا فاسو ، وقيادة الحركة الوطنية في شمال مالي. ورغم أن مقتل قسام يضر بعمليات القاعدة في المنطقة، إلا أن المجموعة لديها عدد كبير من القادة والمقاتلين في العديد من البلدان حيث استوعبت خسائر قياداتها دون ردع.
يشار إلى أن آخر عملية منسوبة للتنظيم القاعدة بالمغرب وقعت بداية شهر أغسطس الماضي بمنطقة بيسي بسكيكدة، حين سقط 7 شهداء من قوات الجيش، فيما تمكن الجيش من القضاء على عدد من الإرهابيين، الذين كانوا بصدد القيام باجتماع إقليمي بالمنطقة بهدف إعادة تنظيم صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب.
وتذكر العملية العسكرية الواسعة في سكيكدة بالعملية العسكرية التي قام بها الجيش الوطني الشعبي شهر فبراير الماضي في ولاية خنشلة، والتي أحبط من خلالها اجتماعاً لثلاثة أمراء لتنظيمات إرهابية متفرقة تتبع ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، وأسفرت العملية عن تصفية أكثر من عشرة إرهابيين من بينهم الأمراء الثلاثة.
يشار أيضًا أن عملية بسكيكدة, جاءت بعد شهور من تراجع نشاط ما يسمى بتنظيم القاعدة وداعش في الجزائر, خاصة بعد فشلهما في اختراق بعض المناطق السكنية كمحافظة قسنطينة وعنابة وبرج بوعريريج شرق البلاد، وبحسب المراقبون يسعى دائما التنظيمين المذكورين إلى فك الحصار على المجموعات التابعة لهما، وتنفيذ عمليات استعراضية على المحور الرابط بين الحدود الجزائرية التونسية.
ويرى المراقبون أن التسجيل الصوتي الأخير للرجل الأول في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب, فتح المجال أمام عدة تساؤلات أبرزها الموقع الذي يتواجد فيه حاليا دروكدال, وهل انتقل إلى منطقة الساحل الإفريقي بعد أن كانت محافظات الشرق الجزائري إحدى أهم معاقله.
وفي تعليق له على التسجيل الصوتي, يقول الخبير والمحلل الأمني, أكرم خريف "إن التسجيل الصوتي الذي نشر في حساب "تويتر" التابع لما يعرف بـ "مؤسسة الأندلس" لا يتضمن أي دليل يؤكد تواجد أمير تنظيم القاعدة في منطقة الساحل, ولكن بعث برسائل مباشرة إلى السلطات الفرنسية على أن التنظيم لا يزال يمتلك القوة والقدرة للقيام بعمليات إرهابية في الخارج".
يشار إلى أن درودكال أو أبو مصعب عبد الودود، البالغ من العمر 47 عاما، هو أخطر إرهابي في الجزائر، إضافة إلى الإرهابي "مختار بلمختار"، حيث التحق درودكال بالجماعات الإرهابية سنة 1993 مع اشتداد همجية الضربات الإرهابية في الجزائر، وتولى منصب أمير تنظيم القاعدة ببلاد المغرب، التي كانت تعرف من قبل باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، كما شارك في قتل مئات الجزائريين، حسب الاتهامات الموجهة له من قبل القضاء، وشهادات إرهابيين كانوا تحت إمرته وحكمت عليه مؤخرا محكمة جزائرية بالإعدام غيابيًا، برفقة 8 من أعضاء تنظيم القاعدة في الجزائر.
للمزيد حول دروكدال زعيم القاعدة في المغرب العربي.. اضغط هنا

شارك