مع اقتراب الانتخابات الرئاسية .. التخبط والارتباك يضرب إخوان موريتانيا

الجمعة 15/فبراير/2019 - 03:55 م
طباعة مع اقتراب الانتخابات فاطمة عبدالغني
 
  في إشارة إلى حالة الارتباك والصراع الداخلي التي يعاني منها حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)– الذراع السياسي لإخوان موريتانيا، أعلن القيادي البارز المختار محمد موسى، الاثنين الماضي، انشقاقه من الحزب معللا ذلك في رسالة بعثها إلى رئيس الحزب محمد محمود ولد سييدى، وتداولتها مواقع إخبارية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، بما وصفه اعتراضًا على نهج الحزب المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين.
وقال ولد محمد موسى في رسالته  إن استقالته تأتي "تأسيسًا على ملاحظات سابقة على خط سير الحزب وأجهزت"، وأضاف القيادي في رسالة "إنني أغادر حزبكم تواصل مستقيلًا من كل أجهزته".
ويعتبر ولد محمد موسى أحد مؤسسي حزب "تواصل"، وسبق له أن دخل الحكومة عن الحزب عام 2009 بعيد "اتفاق دكار"، الذي أفضى إلى انتخابات رئاسية توافقية، أوصلت الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز إلى السلطة.
وهو نائب برلماني سابق، قاد الفريق البرلماني للحزب، بعيد انتخابات 2013 البرلمانية، التي خالف فيها ”تواصل“ إجماع المعارضة على مقاطعة تلك الانتخابات، وظل عضوًا في المكتب التنفيذي للحزب حتى شهر يناير الماضي، بالإضافة إلى رئاسته السابقة لما يعرف بمجلس شورى الحزب. 
ويشار إلى أن "تواصل" شهد خلال وبعد انتخابات سبتمبر النيابية بعض الانشقاقات، كان آخرها إعلان انشقاق عضو المكتب السياسي للحزب الدكتور سيدي ولد عمار، في الـ25 أكتوبر الماضي، وانضمامه للحزب الحاكم في موريتانيا. 
للمزيد حول مع انشقاقات أعضائها المتلاحقة.. أقنعة الإخوان تتساقط في موريتانيا.. اضغط هنا
وفي 17 يناير الماضي وقع الحزب اتفاقًا مع بقية أطراف المعارضة  يقضي بالوقوف وراء "مرشح موحد"، يكون قادراً على مواجهة مرشح النظام الحاكم، ولكن في محاولة من الحزب للتنصل من هذا الاتفاق رفض الحزب ترشيح المعارضة لمحمد ولد مولود، رئيس حزب اتحاد قوى التقدم، مبرراً ذلك بأنه لن "يدعم شخصية تنتمي لحزب شيوعي ويساري"، كما وقف أيضاً في وجه ترشيح الناشط الحقوقي بيرام ولد الداه اعبيد.
ولكن في مقابل ذلك ترجح تقارير صحفية استعداد ولد محمد موسى، وقيادات أخرى بارزة في الحزب الإسلامي للخروج من المعارضة، والالتحاق بمعسكر النظام الحاكم ودعم وزير الدفاع السابق محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني في ترشحه للانتخابات الرئاسية يونيو 2019، الأمر الذي يعد ضربة من تيار الإخوان المسلمين لوحدة صف المعارضة.
وكان ولد الغزواني أعلن عن ترشحه للرئاسة بطريقة خاصة، حيث اكتفى بالرد على سؤال لمجلة Jeune Afrique أكد خلاله أن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز أجرى اتصالات بخصوص ترشحه للرئاسة مع بعض الشخصيات، قائلا:  "الرئيس تحدث بالفعل مع بعض الأشخاص حول هذا الموضوع".
يذكر أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز وصف في تصريح له في 29 أغسطس الماضي حزب "تواصل" بأنه "حركة متطرفة" واتهمه بالارتباط بأجندات خارجية وحركات تقود العنف في بعض البلدان العربية، وطرح أيضاً احتمال حل الحزب، ومن ثم فمن المرجح أن ولد الغزواني سيواصل نفس الموقف، خاصة أنه كان يمسك ملف الأمن والإرهاب في موريتانيا خلال السنوات العشر الأخيرة.
وبحسب  خبراء ومحللون موريتانيون تؤكد محاولة إخوان موريتانيا مغازلة مرشح الأغلبية ولد الغزواني حالة التخبط والارتباك الذي يعاني منه حزب "تواصل"، وإمعانه في طعن حلفائه السياسيين المعارضين من الخلف. 

شارك