ضربة جديدة لولاية الفقيه.. انشقاقات تُزلزل منظمة "هادي العامري"

الخميس 28/فبراير/2019 - 03:59 م
طباعة ضربة جديدة لولاية أميرة الشريف
 
أعلن تيار لقب نفسه بـ "بدر الوطني"، اليوم الخميس 28 فبراير 2019، الانشقاق عن "منظمة بدر" التي يتزعمها هادي العامري رئيس تحالف الفتح أحد أبرز التابعين للحرس الثوري الإيراني، الموالي لإيران.
 وانشق عدد من الأعضاء عن منظمة هادي العامري وشكلوا "تيار بدر الوطني"، للوقوف مع الشعب العراقي المظلوم، بحسب ما ذكروه في أول بيان لهم.
ويُعد "هادي العامري"، الملقب بـ"أبو حسن العامري"، ابن نظام "ولاية الفقيه الخمينية"، وتأثر بحزب الدعوة الإسلامي في العراق، كما تمرد على نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهرب في ثمانينيات القرن الماضي من السلطات الأمنية العراقية إلى إيران.
وعُرف العامري، أثناء قيادته العمليات التي شنّها فيلق بدرضد الجيش العراقي، خلال الحرب العراقية – الإيرانية، بـ"جلاد بدر"؛ فقد اشتهر بقسوته البالغة ووحشيته وابتكاره أساليبَ فريدة في التعذيب، ومن ذلك ما قام به إبان توليه التحقيق مع الأسرى من جنود وضباط الجيش العراق، خاصة في مجزرة "البسيتين، التي مارس فيها شتى أساليب التنكيل والعذاب ضد الأسرى، وهناك مقطع فيديو شهير يصف فيه الجيش العراقي بـ"المنافقين والأعداء.
يأتي الانشقاق كضربة جديدة لرجال إيران في الداخل العراقي، وقال التيار في بيان له، إنه: ينشد التحول الديمقراطي، ويهدف إلى إصلاح الواقع التنظيمي والسياسي المتردي في منظمة بدر، مؤكدًا أن سياسات المنظمة مخيبة للآمال، وتمثل انحرافات واضحة عن المسار الحقيقي الذي من أجله قدم شهداء هذا الشعب التضحيات الكبيرة.
وأضاف، أن التيار الجديد يتبنى منهجية الرفض المطلق للتوجهات الأجنبية المتحكمة بمقدرات العراق، وإبعاد البيادق السياسية التي تحركها مصالحها الذاتية في الخضوع لإرادات إقليمية ودولية لا تجد في العراق إلا ساحة لتصفية الحسابات والسيطرة على الثروات.
وبلغ التصعيد ذروته باتهام قيادات المنظمة بالفشل في الحفاظ على إرث الشهداء ومصالح الوطن بسياسات مخيبة للآمال، تمثل انحرافات واضحة عن المسار الحقيقي الذي من أجله قدم شهداء العراق التضحيات الكبيرة.
و طالبوا بإقالة قيادة منظمة بدر الحالية – هادي العامري وقيادات المنظمة -؛ لأنها وضعت يدها بأيدي قتلة العراقيين ومن أرهب العراقيين وتآمر عليهم من أعداء العراق.
ووصفوا تلك القيادات بأنها قيادة قبلية مستبدة همها السلطة والاستحواذ المالي المذهل على مقدرات العراقيين، وأنها لا تعرف الشورى ولا الانتخاب، فقط تجيد خرق قانون الأحزاب العراقي.
وانشقت منظمة بدر عن المجلس الأعلى الإسلامي عام 2012، ليبدأ زعيمها هادي العامري العمل السياسي، وحصل على العديد من المناصب الحكومية في الدولة العراقية.
ووفق تقارير إعلامية، اعتبر القيادي في منظمة بدر، كريم النوري، أن إعلان الانشقاق لا يمثل البدريين، نافيًا صلاته بهذا التشكيل الجديد.
وتسربت أنباء عن علاقة النوري بهذا التنظيم، بعد تضارب الأنباء بشأن خروجه من المنظمة "الأم"؛ بسبب الخلافات مع العامري قبل أشهر.
وقال النوري في تصريح صحافي: استغرب تمامًا من الإعلان عن تشكيل تيار جديد يدعي أنه منشق عن منظمة بدر، خاصة وأن البيان الذي نشر وتداولته مواقع التواصل الاجتماعي لا يليق بالبدريين، مضيفًا أن منظمة بدر قوة سياسية فاعلة في العملية السياسية، وتعمل على توحيد العمل السياسي لمختلف التوجهات، ولن تدعو لمعاداة أية جهة سياسية كما ورد في بيان ما يسمى  (بدر الوطني)، معتبرًا أن مؤسسي الكيان الجديد غير معروفين.
وتعرض المجلس الأعلى الإسلامي، الذي كان يضم منظمة بدر وتيار الحكمة، إلى تفكك كبير خلال السنوات الأخيرة، إذ أعلن زعيم المجلس عمار الحكيم الانشقاق عنه عام 2017.
من جهته، علق السياسي العراقي أبو فراس الحمداني، قائلًا: انشقت بدر قبل سنوات عن المجلس الأعلى، وها هي الآن تنقسم تحت نفس الذريعة، تصحيح المسار والوفاء للشهداء، مضيفًا أن كل الأحزاب الإسلامية تعاني من ذات المشكلة، حزب الدعوة تحول إلى ثلاثة أحزاب، والتيار الصدري إلى أربعة تيارات، والمجلس الأعلى إلى ثلاثة، وآخرها بدر.
وأضاف الحمداني في تعليق: لا يبدو أن هنالك نضجًا وحكمة لتلافي تلك الانقسامات، حيث لا توجد آلية لحل الخلافات مع الزعيم الأوحد قائد الحزب إلا الانشقاق والخروج عن الطاعة.
وكانت استقالات جماعية ضربت تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، مؤخرًا، إذ قدم 28 عضوًا في التيار، استقالاتهم؛ احتجاجًا على ”التهميش والإقصاء والظلم.
ومنظمة بدر، لديها 20 مقعدًا ضمن تحالف الفتح الكبير الذي يضم مختلف القوى الشيعية.
للمزيد عن هادي العامري أضغط هنا

شارك