على خطى واشنطن.. مطالبات بريطانية لإدراج "الحرس الثوري" على قائمة الإرهاب

الثلاثاء 16/أبريل/2019 - 01:58 م
طباعة على خطى واشنطن.. فاطمة عبدالغني
 
أدرجت الولايات المتحدة رسمياً قوات الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، حسبما ورد في مذكرة نشرت في السجل الاتحادي الأمريكي أمس الاثنين 15 أبريل 2019.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت في 8 أبريل الجاري  تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية وضمّه إلى لائحة وزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية كنتيجة للتصرفات الإرهابية التي تمارسها تشكيلات الحرس الثوري العسكرية والاستخباراتية والتي أدّت إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتنفيذ عمليات اغتيال المعارضين داخل وخارج الأراضي الإيرانية، والعلاقات المتشابكة للحرس مع المنظمات الإرهابية الأخرى مثل داعش والقاعدة، وإدارة مؤسسات اقتصادية ممولة للإرهاب العالمي، كما أعلنت الولايات المتحدة الحرس الثوري منظمة إرهابية، على أن يوضع ضمن القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية ويفعَّل القرار بداية من 15 أبريل 2019، وكانت الولايات المتحدة سبق ووضعت وضعت عددًا من الجماعات والمليشيات التابعة لإيران في العراق وسوريا على لائحة الإرهاب، على سبيل المثال وضعت وزارة الخزانة الأمريكية ميليشيات زينبيون وفاطميون في سوريا والنجباء في العراق على لوائح الإرهاب.
وينسجم تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية مع حملة العقوبات المتدرجة التي تقودها إدارة ترامب تجاه إيران بهدف تعديل سلوك النظام الإيراني.
و في أول ردّ فعل من النظام الإيراني على تصنيف الإدارة الأمريكية الحرس الثوري منظمة إرهابية، اقترح وزير الخارجية محمد جواد ظريف على الرئيس الإيراني حسن روحاني إدراج القيادة المركزية الأمريكية على لائحة الإرهاب، وبالفعل أدرج مجلس الأمن القومي الإيراني القوات الأمريكية في المنطقة على لائحة الإرهاب، كما هدد قائد الحرس الثوري باستهداف القوات الأمريكية في كل مكان، ولوّح الرئيس روحاني بالعودة إلى تخصيب اليورانيوم.
وفي الوقت نفسه قالت مجموعة من الفصائل الشيعية العراقية السبت 13 أبريل إنها ترفض بشدة قرار الولايات المتحدة تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية. وأصدرت الجماعات، التي تحظى بدعم وتدريب من طهران، بيانا بهذا الشأن من منزل القنصل العام الإيراني في مدينة النجف. وأعلنت الفصائل تضامنها مع الشعب الإيراني والحرس الثوري الذي قالت إنه ساعد في إنقاذ أربع أو خمس دول من السقوط في أيدي تنظيم داعش.
في المقابل رحبت دول عربية بالخطوة الأمريكية إذ أعلنت خارجية البحرين، ترحيبها، بالخطوة الأمريكية، وأكدت الخارجية البحرينية في بيان لها، أهمية هذ القرار في التصدي للدور الخطير الذي يقوم به الحرس الثوري الإيراني كعنصر عدم استقرار وعامل توتر وأداة لنشر العنف والإرهاب في الشرق الأوسط وفي العالم بأسره.
وجددت الخارجية البحرينية في بيانها تقديرها للجهود الحثيثة والمساعي المتواصلة للولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة أنشطة إيران العدائية وممارساتها الإرهابية وتدخلاتها السلبية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
كما أعربت الخارجية البحرينية عن تطلع المنامة إلى تحرك فاعل وحازم من قِبل المجتمع الدولي لإجبار النظام الإيراني على الكفّ عن دعم التنظيمات والميليشيات الإرهابية، واحترام سيادة الدول واستقلالها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والتوقف الفوري عن كل ما يزعزع الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي.
كما رحبت الحكومة اليمنية بقرار الإدارة الأمريكية، واعتبرت وزارة الخارجية في بيان صحافي أن "هذه الخطوة تأتي في الاتجاه الصحيح لما سيكون لها من أثر إيجابي على الأمن والسلم في المنطقة والعالم من خلال دفع النظام في إيران إلى تغيير سلوكه ووقف ممارساته في زعزعة الأمن والاستقرار في الإقليم والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية" بحسب وكالة (سبأ).
وأعرب الحكومة اليمنية عن تمنياتها في أن يساعد قرار الإدارة الأميركية في "إعادة الاستقرار للمنطقة" ودعت في الوقت نفسه "المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على إيران لإجبارها على احترام التزاماتها كدولة عضو في الأمم المتحدة".
وبحسب تقارير صحفية يعد القرار الأمريكي بإدراج الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية الإجراء الأشد حسمًا تجاه واحدة من المؤسسات الرئيسية في النظام الإيراني، إذ لم يسبق أن صنّفت الولايات المتحدة قوة عسكرية لدولة أجنبية على أنها منظمة إرهابية، ويُفترض أن قرارًا كهذا سيفرض قيودًا وعقوبات على سياسات الحرس الثوري وقياداته، كما سيفرض عقوبات على أي أفراد أو كيانات تتعاون معه، وسيسمح بتجميد الأموال والممتلكات والشركات والمشروعات التابعة له، لا سيما وأن الحرس الثوري يضطلع بدور سياسي واقتصادي واسع، فضلًا عن دوره الأمني والعسكري في الداخل والخارج، الأمر الذي سيؤثر على عمل الحرس الثوري وسيضاعف الصعوبات أمام نهوضه بأنشطته العسكرية والمدنية على السواء، كما سيحد هذا التصنيف من قدرة الحرس الثوري على مواصلة سياسات التغلب على العقوبات، ولا سيما ما يتعلق بتهريب النفط وإدارة التعاملات المالية مع الخارج بعيدًا عن العقوبات.
وعلى المستوى الإقليمي فإن هذا تصنيف سيفرض قيودًا على تحركات قواته وتحركات مستشاريه وعناصره التي تلعب دورًا على بعض الساحات الإقليمية، إذ ستتعرض الدول التي تتعاون مع الحرس الثوري للعقوبات الأمريكية، لا سيما مع إدراج 76 منظمة إرهابية أخرى على لوائح الإرهاب، أغلبها على علاقة وثيقة بالحرس الثوري.
وعلى خطى  الولايات المتحدة  برز تحرك بريطاني لإدراج "الحرس الثوري" في قائمة الإرهاب، إذ كشفت العضوة البارزة في مجلس العموم البريطاني عن حزب المحافظين الحاكم تيريزا فيليرز عن وجود مطالبات داخل حزبها لإدراج قوات الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب، لافتة إلى انتهاك حقوق الإنسان والحريات الصحفية ومقتل العشرات، واعتقال المئات في البلاد خلال السنوات الأخيرة،  وأعربت تيريزا فيليرز عن تأييدها للعقوبات المفروضة على النظام الحاكم في إيران، داعية المجلس إلى تأييد هذا القانون.
وقالت  فيليرز: "لسوء الحظ، تم انتهاك حقوق الإنسان في إيران لسنوات عديدة، لقد تأثرت بشدة بإعدام عدد من المواطنين في مجزرة عام 1988، كما تعد إيران بلداً به معدل مرتفع من انتهاكات حقوق الإنسان في العالم، وأعلى معدل لأحكام الإعدام بين جميع دول العالم"، وأوضحت أنه في عام 2018 فقط، تم إعدام 73 شخصاً في إيران، وعلى الرغم من الاحتجاجات الدولية للنظام الإيراني، فإنهم يستمرون في إعدام الأطفال. 
وأكدت فيليرز أن حرية الصحافة في إيران تتعرض لضغط شديد، حيث تم سجن العديد من الصحفيين، مستشهدة بوصف جمعية "مراسلون بلا حدود" إيران بأنها "أكبر سجن للصحفيين في الشرق الأوسط"، إضافة إلى الانتهاكات ضد المرأة وفرض قيود كبيرة عليها، والتمييز ضد الأقليات الأخرى مثل المسلمين السنة والمسيحيين وفرض ضغوطات عليهم ومنعهم من ممارسة حقهم في العبادة.
وتطرقت النائبة البرلمانية الأقدم في مجلس العموم إلى مقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً واعتقال ما يقرب من 4900 في الفترة بين ديسمبر 2017 ويناير 2018، مضيفة أن هذه الاحتجاجات تعكس مستوى السخط العام من سياسات النظام والظروف الاقتصادية المؤسفة للغاية.
وتابعت النائبة "ليس الأشخاص داخل إيران هم الضحايا الوحيدون لجرائم النظام، وقد حل هذا الشر بالسوريين واللبنانيين والعراقيين واليمنيين والمواطنين في غزة". مقتبسة وصف نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، بأن إيران "هي أكبر راعية للإرهاب في العال".
وأضافت فيلرز "شارك النظام الإيراني في بناء مواقع عسكرية في سوريا ولبنان، وخزن آلاف الصواريخ هناك، ويوجد أكثر من 150 ألف صاروخ إيراني تحت تصرف ترسانة حزب الله، ونعلم أن لديه أكثر من 10000 شخص من قوات عسكرية تابعة للنظام الإيراني، كما تفخر جماعة حماس الإرهابية في غزة بتلقي المساعدة من النظام الإيراني، بالإضافة إلى القاعدة وطالبان، نحن نؤمن بأن النظام الإيراني مسؤول عن هجمات قراصنة الكمبيوتر المتعددة الأطراف على المؤسسات البريطانية، والتي أدانها هذا البرلمان بشدة"
وأعربت النائبة عن أملها في أن يهتم البرلمان البريطاني بالموقف الأخير للحكومة الأمريكية تجاه قوات الحرس الثوري الإيراني، كما شددت على أن قوات الحرس وقوة القدس مسؤولان عن جميع الجرائم داخل إيران وخارجها، مطالبة الحكومة البريطانية بوضعها على القائمة الإرهابية لتحذو حذو الإدارة الأمريكية.

للمزيد حول.."الحرس الثوري الإيراني".. ذراع الملالي لبث الشر في المنطقة.. اضغط هنا
وللمزيد حول..الخطوات الأمريكية القادمة.. بعد إدراج الحرس الثوري منظمة إرهابية.. اضغط هنا


شارك