هشام عشماوي.. تاريخ أسود من الإرهاب

الأربعاء 29/مايو/2019 - 12:35 م
طباعة هشام عشماوي.. تاريخ أميرة الشريف
 
في سابقة تاريخية، ومواصلة لجهود المخابرات العامة المصرية في حماية الوطن وتأمين وسلامة أراضيه، تسلمت مصر رسميا من ليبيا، مساء أمس الثلاثاء 28 مايو 2019، "الذئب المنفرد" الإرهابي هشام عشماوي المطلوب في قضايا إرهابية عديدة.

تسليم عشماوي

قامت السلطات الليبية بتسليم عشماوي علي هامش الزيارة التي قام بها وزير المخابرات المصري، عباس كامل خلال زيارته إلي ليبيا والتي التقي خلالها المشير خليفة حفتر في وقت سابق من يوم الثلاثاء.
وقال الجيش الوطني الليبي، في بيان له، إنه "في إطار عمليات مكافحة الإرهاب في شمال أفريقيا وضمن التعاون المشترك مع جمهورية مصر العربية الشقيقة استقبل اليوم القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية بمقر القيادة بالرجمة السيد رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل".
وأضاف البيان: "تم خلال اللقاء مناقشة عمليات مكافحة الإرهاب بالمنطقة، كما تم خلال اللقاء تسليم الإرهابي هشام العشماوي.. والذي ترأس أحد التنظيمات الإرهابية بمدينة درنة ونفّذ عدداً من العمليات الإرهابية بدولتي ليبيا ومصر والذي قام أبناء القوات المسلحة بإلقاء القبض عليه خلال حرب تحرير درنة وذلك بعد استيفاء كافة الإجراءات واستكمال التحقيقات معه من قبل القوات المُسلحة".
وألقى الجيش الوطني الليبي القبض على الإرهابي المصري، في مدينة درنة شرقي ليبيا، في أكتوبر العام الماضي، في عملية أمنية، وكان يرتدي حزاما ناسفا لكنه لم يستطع تفجيره لأن عملية القبض عليه كانت مفاجأة بالنسبة له.
وخلال عملية القبض على عشماوي، كان برفقته مصري آخر يدعى بهاء علي، وليبي من مدينة بنغازي هو مرعي زغبية.

مسيرته الإرهابية

هو هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، يبلغ من العمر 40 عامًا، انضم إلى القوات المسلحة في منتصف التسعينيات، ثم التحق بالقوات الخاصة "الصاعقة" كفرد تأمين عام 1996.
بعد ذلك، نقل بعد التحقيق معه إلى الأعمال الإدارية داخل الجيش، لكنه ظل ينشر أفكاره المتشددة.
في العام 2000 أثار الشبهات حوله، حين وبخ قارئ القرآن في أحد المساجد التي كان يصلي بها بسبب خطأ في التلاوة.
أُحيل إلى محكمة عسكرية في العام 2007، بعد التنبيه عليه بعدم تكرار كلماته التحريضية ضد الجيش.
استبعد إثر المحاكمة العسكرية من الجيش في العام 2011، وانقطعت صلته نهائيًا بالمؤسسة العسكرية.
بعد فصله من الجيش، كوَّن خلية إرهابية تضم مجموعة من التكفيريين بينهم 4 ضباط شرطة مفصولين من الخدمة، لعلاقتهم بـ"الإخوان" والجماعات التكفيرية.
رصدت وزارة الداخلية سفره لتركيا في 27 أبريل 2013، عبر ميناء القاهرة الجوي، وتسلله عبر الحدود السورية التركية لدولة سوريا.
تلقى تدريبات "حول تصنيع المواد المتفجرة والعمليات القتالية"، عقب عودته من سوريا شارك في اعتصام "رابعة".
شارك في محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق، اللواء محمد إبراهيم.
تولى عملية رصد تحركات الوزير مع عماد الدين أحمد، الذي أعد العبوات المتفجرة بالاشتراك مع وليد بدر منفذ العملية.
شارك في "مذبحة كمين الفرافرة"، في 19 يوليو 2014، وهي العملية التي استشهد فيها 22 مجندًا، وشارك في "مذبحة العريش الثالثة"، في فبراير 2015، التي استهدفت "الكتيبة 101"، واستشهد بها 29 عنصرًا من القوات المسلحة، واشترك في التدريب والتخطيط لعملية اقتحام الكتيبة العسكرية.
ويعد الإرهابي هشام عشماوي، هو العقل المدبر لحادث اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام الراحل، وأكدت أن طريقة تنفيذ العملية، تشبه محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق، في سبتمبر 2013.
وكانت آخر عملية إرهابية لعشماوي، قبل هروبه إلى ليبيا، الهجوم على دورية أمنية في أكتوبر 2017.

في ليبيا
اعتقل عشماوي قبل مبايعته لقائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وتأسيسه "المرابطين" في درنة الليبية، حيث عمل مع تنظيم أنصار بيت المقدس، وهي جماعة متشددة تنشط في شمال سيناء، لكنه انفصل عنها بعدما أعلنت الجماعة مبايعتها لتنظيم داعش عام 2014، وغيرت اسمها إلى "ولاية سيناء".
ووفق مصادر ليبية تأخر تسليم عشماوي إلى مصر بسبب سجله الإجرامي الكبير في ليبيا، واستهدافه مئات العسكريين والمدنيين، وارتكابه جرائم جماعية، تشمل تفجير وتفخيخ منازل وسيارات.
وتكمن أهمية عشماوي الذي شكل تهديدا لمصر من حدودها الغربية، بتزعمه تنظيم "المرابطين"، وإلمامه التام بما يدور عبر الحدود مع ليبيا، حيث تهرب مجموعات مجهولة الأسلحة إلى داخل الصحراء الغربية.

كنز معلومات

وحسب خبراء في الجماعات الإرهابية فإن عشماوي ليس داعشيا، لكنه يعلم عن داعش الكثير، ولديه معلومات كثيرة، فهو الذي كان يحرك المشهد في سيناء، ويدرب ويخطط، ويعرف كيف تأتي الأسلحة، ويعطي الأوامر، ويطلع على كل كبيرة وصغيرة تتعلق بطبيعة تنفيذ العمليات الإرهابية هناك.
ووصف محللون القبض على عشماوي حيا بالإنجاز الكبير للأمن المصري بالنظر إلى "الأهمية البالغة" للضابط المتمرس السابق، الذي يعتبر "كنز معلومات"، مما جعله المطلوب الأول لدى قوات الأمن المصرية.
وتكمن أهمية عشماوي في الأسرار الكثيرة والمعلومات الوفيرة التي يخزنها بشأن التنظيمات الإرهابية والتهديدات القائمة، إلى جانب إلمامه التام بما يدور عبر الحدود مع ليبيا، حيث تهرب مجموعات مجهولة الأسلحة إلى داخل الصحراء الغربية.
ويتوقع أن تسفر التحقيقات التي ستجرى مع عشماوي عن مجموعة من الإفادات، بشأن الهجمات الإرهابية التي حصلت في وقت سابق، إضافة إلى معلومات بخصوص المخاطر الذي تحدق بالبلاد، كونه كان إلى وقت قريب على صلة بالمقاتلين والجماعات الإرهابية، وبالتالي فإنه على دراية بمخططاتهم.
للمزيد عن عشماوي وبدايته أضغط هنا وهنا
 

شارك