الدعم التركي لحكومة الوفاق.. صفقات وأسلحة تعري أنقرة في تمويل ميليشيات طرابلس

الجمعة 14/يونيو/2019 - 02:42 م
طباعة الدعم التركي لحكومة أميرة الشريف
 
يواصل النظام التركي بقيادة امبراطور الشر رجب طيب أردوغان، دعم الميلشيات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق في ليبيا، حيث تم توقيع عدد من الاتفاقات الأمنية والعسكرية بين الجانبين، وذلك في إطار المحاولات التي تقوم بها أنقرة لإيجاد موطئ قدم لها في دول الساحل والصحراء في أفريقيا.
ويعتبر دعم تركيا للإرهاب في ظل احتضانها لأبرز قيادات جماعة الإخوان الليبية والجماعة الليبية المقاتلة تنظيم القاعدة الإرهابي وعدد من المنتمين إلى مجالس شورى بنغازي ودرنة وأجدابيا، وهي العناصر المتورطة في قتال الجيش الوطني الليبي، والتي تروج للخطاب المتشدد.
ويري مراقبون إن تركيا تسعى إلى توسيع نفوذها في دول شمال أفريقيا، وتسعى لإيجاد موطئ قدم لها في دول الساحل والصحراء في القارة السمراء، وهو ما يقلق القيادة العامة للجيش الليبي بسبب دعم أنقرة لتشكيلات مسلحة تنشر أفكاراً متشددة في المجتمعات بغرض تحقيق مكاسب سياسية.
وسعت تركيا إلى محاولة تدريب الميليشيات المسلحة، وتشكيل كيان مسلح مواز للجيش الليبي، وذلك خلال جولة وزير الدفاع التركي ورئيس الأركان إلى ليبيا خلال العام الجاري، وذلك في إطار جولته الأفريقية التي حرص خلالها على زيارة عدد من الدول التي تتطلع أنقرة لبسط نفوذ لها فيها.
وأعلن مكتب الإعلام التابع للجيش الليبي تمكن القوات المسلحة الليبية من تدمير عدد من المدرعات التركية في محاور طرابلس، وتأكيده على فشل الدعم العسكري التركي لحكومة الوفاق والتشكيلات الداعمة لها من عرقلة عملية طوفان الكرامة لتحرير طرابلس.
وقد أثار تقدم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وسيطرته على مدن ومناطق عدة في ليبيا، قلق أنقرة، التي بدورها دعمت المتطرفين ولجأت لخرق قرار مجلس الأمن بحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.
ودائما ما تعزز تركيا تاريخها بدعم الإرهاب في ليبيا، وبالأخص مع دخول السفن التركية، المحملة بأسلحة وآليات عسكرية إلى ميناء طرابلس في ليبيا الخاضع لسيطرة الميليشيات. 
وكان أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضه للعملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني الليبي لتحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات في 4 أبريل الماضي، داعما لحكومة الوفاق الوطني، سياسياً وعسكرياً، وهو ما ترتب عليه إرسال مدرعات تركية من طراز كيربي، دعماً لحكومة الوفاق، إلا أن المدرعات تسلمتها كتائب مسلحة من مدينة الزاوية، وأخرى إرهابية في مصراتة، مثل لواء الصمود الذي يقوده الإرهابي صلاح بادي المطلوب إقليمياً ودولياً.
وفي يناير 2018 ضبط خفر السواحل اليونانية أيضا سفينة تركية محملة بالمتفجرات كانت متجهة إلى ليبيا، وأشارت بيانات تأمين السفينة إلى أنه جرى تحميل ما عليها من مواد في ميناءي مرسين والإسنكدرونة التركيين، وأن الربان تلقى أوامر من مالك السفينة بالإبحار إلى مدينة مصراتة الليبية، لتفريغ الحمولة بأكملها.
وصلت سفينة تركية إلى ميناء الخمس في ديسمبر  2018 ، محملة بالأسلحة والذخائر، وقالت خدمات الجمارك بمطار بنينا في بنغازي على حسابها الرسمي على فيسبوك، إن الشحنة التي أرسلت من تركيا شملت 3 آلاف مسدس تركي الصنع، إضافة إلى مسدسات أخرى وبنادق صيد وذخائر.
ويدرك الشعب الليبي أن تركيا لم تكن يوما داعمة لثورة 17 فبراير عام 2011 فقد كانت أنقرة على علاقة جيدة بنظام القذافي، وكانت آخر دولة تعترف بالمجلس الانتقالي الليبي السابق الذي تم تشكيله عقب اندلاع أحداث عام 2011. 
ومع عدم استخدام الميليشيات المسلحة في ليبيا خبرات عسكرية، فقد واجهت التشكيلات المسلحة مشكلة استخدام المدرعات التركية الجديدة، وهو ما تسبب في استهدافهم منازل السكان المدنيين في طرابلس، وحاولت أنقرة تدارك الخطأ بإرسال فنيين أتراك لتدريب التشكيلات المسلحة في محاور طرابلس.
وكشف القيادة العامة للجيش الليبي عن صراع بين التشكيلات المسلحة على المدرعات التركية، وهو ما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة فيما بينها لتقاسم المدرعات، ما أدى لعدم الدفع بكافة المدرعات في محاور العاصمة واستعانت بها الميليشيات المنتمية لمدن بعينها للدفع بها إلى المدن التي تنتشر بها.
وكشف الجيش الليبي عن تهريب عشرات الطائرات من دون طيار التركية إلى ميليشيات مسلحة داعمة لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس، وتمكنت الدفاعات الأرضية للجيش الليبي من إسقاط طائرات من دون طيار في جنوب البلاد، وعدد آخر في محاور طرابلس.
ويرى مراقبون أن انتهاك تركيا لحظر التسليح المفروض على ليبيا يضعها في موضع المساءلة بسبب انتهاكات للقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، فضلاً عن تورطها في إرسال مقاتلين وفنيين أتراك إلى محاور طرابلس لدعم حكومة الوفاق الوطني ضد قوات الجيش الليبي.
وتعد العاصمة طرابلس هي آخر معقل لتنظيم الإخوان في ليبيا، مما يعني نهاية هيمنتهم على القرار السياسي والمالي في ليبيا، سينتهي فور تحريرها.

شارك