دراسة: تصاعد المخاوف من انتشار التطرف في ألمانيا

الجمعة 02/أغسطس/2019 - 02:41 م
طباعة دراسة: تصاعد المخاوف أميرة الشريف
 
بات التطرف والعنف المنتشر في أوروبا هذه الفترة أمر في غاية الخطورة لجميع الدول الأوروبية وخاصة ألمانيا التي تعد من أكثر البلدان جاذبية للمهاجرين، وتحتضن علي أراضيها أكثر من 2 مليون مهاجر،  وهم سبب القلق الدائم لدي الألمان في ظل انتشار التطرف والإرهاب في البلاد، وعلي الرغم من أن تراجع قلق الألمان  من تأثير المهاجرين علي الفكر هناك إلا أن المخاوف من انتشار التطرف والإرهاب مازالت قائمة لدي شريحة كبيرة من الألمان.
 ووفق معهد أبحاث السوق "أي. بي. اس. أو.أس"، فقد أشار خلال دراسة طويلة الأمد تحت عنوان "ما يقلق العالم"، إلى أنه في عام 2015 أبدى أكثر من نصف ممن تم استطلاع آراءهم، أي حوالي 52%، قلقهم الكبير بشأن تأثير الهجرة على المجتمع، لكن هذه النسبة تراجعت في عام 2019 لتستقر عند حدود 34% من الألمان الذين يعتبرون ملف الهجرة مشكلة مقلقة ملحة في بلادهم.
وكشفت الدراسة عن مصدر قلق آخر للألمان يتمثل في تنامي ظاهرة التطرف في المجتمع،  فقد قال كل خامس ألماني (21%) أن الخوف ينتابه من تنامي التطرف في بلده وأن ذلك يشكل موضوعا مثيرا للقلق في ألمانيا. وتتقدم بريطانياعلى ألمانيا (22%) فيما يخص زيادة نسبة القلق من التطرف،  ورغم ذلك تبقى ألمانيا وبريطانيا في مقدمة الدول التي يزداد فيها القلق حيال هذه الظاهرة.
ووفق الدراسة، فإن مصدر القلق الأول بالنسبة للألمان يكمن في موضوع الفقر والتفاوت الاجتماعي، حيث يخشى قرابة 47% ممن تم استطلاع آرائهم من مغبة تأثير الفقر والتفاوت الاجتماعي في المجتمع.
فيما توضح الدراسة أن هناك تفاوتا كبيرا بين ألمانيا والعالم فيما يخص المواضيع الأكثر إثارة للقلق، وبمقارنة مخاوف الألمان مع مخاوف بقية العالم نجد فرقا واضحا لا يمكن تجاهله. فعلى سبيل المثال يعبر حوالي ثلث البشر في بقية أنحاء العالم(33%) عن قلقه إزاء البطالة ونسبة (31 %) يخشى سوء الوضع المالي والفساد السياسي وحوالي (25%) كمن البشر يخشى سوء الوضع الصحي، نجد في ألمانيا أن نسبة 10% من المواطنين تخشى هذه المواضيع أو تعتبرها مصدرا للقلق.
وأجري معهد أبحاث السوق الاستفتاء أونلاين وشارك فيه قرابة 19.529 شخصا من 28 بلدا في مختلف أنحاء العالم.
وفي وقت سابق، قالت الاستخبارات الداخلية بألمانيا إنها رصدت "زخما جديدا" في أوساط اليمين المتطرف خصوصا بشرق البلاد، من أدواته التواصل المكثف عبر الإنترنت والأخبار الزائفة والدعاية الكاذبة.
 وكانت المدينة الواقعة في ولاية ساكسونيا شهدت في نهاية الصيف الماضي اشتباكات استمرت أسابيع عقب مقتل ألماني (35 عاما) خلال احتفال شعبي، ويُشتبه في أن طالبي لجوء متورطون في الجريمة.
وكشفت صحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية  في تقرير نشر أكتوبر 2018 وذلك استنادا إلى تحليل لخبراء المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة أن جماعة ما يسمى "بثورة كيمنتس" اليمينية المتطرفة كانت تخطط لإحداث تحول في تاريخ ألمانيا، حيث كانت تعتزم تنفيذ اعتداء إرهابي في يوم الوحدة الألمانية في الثالث من أكتوبر.
ووفقا لتحليل المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، فإن الموعد الذي اختاره التنظيم يدل على أن أعضاء التنظيم كان في مخيلتهم أنهم سيُبدون "متميزين" بين الأوساط اليمينية المتطرفة عبر خططهم لتنفيذ جرائم عنف في هذا اليوم. واستنتجت السلطات من حديث أحد المتهمين عبر تطبيقات الدردشة أن تنظيم "ثورة كيمنيتس" كان يعتزم إحداث تصادم بين الأوساط اليسارية مع قوات الأمن عبر أفعال استفزازية موجهة خلال مظاهرات.
وكانت أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. 
وتؤكد الإحصائيات الأخيرة هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.

شارك