داعش العراق وتهديدات بقتل رئيس بلدة فرنسية استقبل لاجئين إيزيديين

الأحد 25/أغسطس/2019 - 10:48 ص
طباعة داعش العراق وتهديدات حسام الحداد
 
يحاول تنظيم الدولة "داعش" من وقت لأخر الظهور على الساحة الاعلامية والسياسية الدولية، اما بعملية انغماسية هنا أو تفجير هناك، وفي محاولته الظهور هذه المرة قام بتهديد رئيس بلدية سيتفون في جنوب فرنسا بالقتل لاستقباله في بلدته عائلات لاجئين من الأقلية الإيزيدية، وتاكد هذا التهديد بعدما فتح القضاء الفرنسي تحقيقاً بشأن تهديدات بالقتل بحق رئيس بلدية سيتفون في جنوب فرنسا، استقبل في بلدته عائلات لاجئين من الأقلية الإيزيدية، التي تعرضت للاضطهاد من قبل تنظيم داعش في العراق، كما أكد ذلك مصدر قضائي السبت 24 أغسطس 2019.
وقالت النيابة العامة في إقليم تارن وغارون: "عُهد بالتحقيق الذي فتح الأسبوع الماضي إلى الدرك".
وفي 8 أغسطس، وصلت 31 امرأة إيزيدية مع أولادهن إلى تولوز، في إطار برنامج لاستقبال اللاجئين تنفيذاً "لتعهد" قطعه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للناشطة الإيزيدية ناديا مراد الحائزة على جائرة نوبل للسلام عام 2018.
وتعهد ماكرون بأن تستقبل فرنسا 100 عائلة إيزيدية من ضحايا تنظيم داعش، وفق الخارجية الفرنسية. ووزعت هذه العائلات على عدة بلدات بينها سيتفون.
ورداً على مقال للصحافة المحلية نشر على مواقع التواصل الاجتماعي يتعلق باستقبال عشرات العائلات الإيزيدية في قاعة للاحتفالات في البلدة، كتب أحدهم "أقترح أن نذهب إلى بلدية سيتفون اليوم خلال تظاهرة الاستقبال ونقوم بطردهم خارجاً، ثم لم لا نحرق رئيس البلدية في طريقنا".
وبحسب صحيفة "ديبيش دو ميدي" التي نشرت صورة للتعليق، فقد تم حذفه لاحقاً.
وأكدت النيابة العامة أن "التحقيق لم يسمح بعد بتحديد هوية صاحب التعليق".
وقال جاك تابارلي، الذي يرأس بلدية البلدة البالغ عدد سكانها 2400 نسمة منذ 19 عاماً، إنه قدم شكوى، لكن التهديد لن يُضعف "عزمه على أن ينفذ بشكل كامل" التزامه استقبال تلك العائلات.
وفي البلدة، كان استقبال اللاجئين "إيجابياً جداً"، وفق تابارلي، مضيفا "نتعرض أحياناً لمضايقات وهو أمر مزعج، إلا أنه لا يقارن بكل الانتهاكات التي تعرض لها هؤلاء الأشخاص" في بلدهم.
وفي أغسطس 2014، ارتكب التنظيم جرائم ترقى إلى إبادة جماعية بحسب الأمم المتحدة بحقّ الإيزيديين. وخلال أيام، قتل المتطرفون مئات الرجال من هذه الأقلية الناطقة بالكرديّة وجنّدوا الأطفال قسرياً وسبوا آلاف النساء.
واستقبلت فرنسا 75 عائلة إيزيدية منذ كانون الأول/ديسمبر 2018، كما ويعتبر التنظيم الأسيرات الأيزيديات من "غنائم الحرب"، كما تجيز وثيقة صادرة عن دائرة البحوث والفتوى التابعة للتنظيم شراء أو بيع أو إعطاء النساء كهدايا.
ياتي هذا التهديد من قبل "داعش" بعدما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإطلاق سراح سجناء تنظيم "داعش" الإرهابي الذين ألقي القبض عليهم في سوريا والعراق، إذا لم تستردهم بلدانهم التي جاؤوا منها مثل ألمانيا وفرنسا.
وقال ترامب في تصريحات للصحفيين، يوم الأربعاء 21 أغسطس 2019،  "ألقينا القبض على الآلاف من عناصر داعش، ويجب أن يعودوا لبلدانهم وإن لم تستردهم بلدانهم فسوف أطلق سراحهم وأتركهم وشأنهم"، متابعا "نحن ألقينا القبض عليهم والآلاف في حوزتنا والآن الدول الحليفة تقول إنها لا تريدهم".
وأضاف ترامب "هؤلاء جاؤوا من بلدان مثل ألمانيا وفرنسا وغيرها ونحن أخبرناهم بأن عليهم أن يأخذوا السجناء، لأن الولايات المتحدة لن تأخذهم لغوانتانامو، وتدفع أموالا لذلك".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد هدد الدول الأوروبية في شهر فبراير الماضي بأن سلطات بلاده يمكن أن تطلق سراح مسلحي "داعش"، المعتقلين في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الأمريكي، إذا لم تقم سلطات بلدانهم الأصلية باستلامهم.
فيما قامت  ميريام بنراد الباحثة المتخصصة في العنف السياسي بمعهد دراسات وبحوث العالمين العربي والإسلامي، بوزارة التعليم العالي الفرنسية "إيرمام"، والمستشارة بوكالة التنمية الدولية، بالرد على ترامب قائلة: "إن تنفيذ عقوبة الإعدام على الفرنسيين الإرهابيين في العراق أثار الكثير من الجدل.
وأضافت "ميريام"، خلال ندوة  مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس "سيمو"، أن العقوبة تسببت في انشقاق داخل المجتمع الفرنسي عند إثارته، بل حدث انفصال بين الأحزاب السياسية واليمين واليسار، ومنذ أن سقطت مدينة الموصل العراقية نفذت الكثير من أحكام الإعدام، موضحة أن وسائل الإعلام انتقدت تلك الإعدامات ووصفتها بأنها تمت في إجراءات تعسفية ومحاكمات سريعة.
وتابعت الباحثة المتخصصة في العنف السياسي، أن تلك العقيدة الجزائية يؤمن بها سكان العراق "مسلمون سنة وشيعة ومسيحيون" الذين يريدون الانتقام من الإرهابيين الذين احتلوا أرضهم وارتكبوا جرائم ضد الإنسان والإنسانية، مؤكدة "أننا إذا أردنا أن نكون أوفياء لدماء الضحايا والعراقيين فإنه يجب تنفيذ أحكام الإعدام ضد الإرهابيين في العراق".
وأردفت أن تلك الإعدامات يوافق عليها سكان العراق ضد الإرهابيين ومجموعات تنظيم "داعش"، مؤكدة أن تلك هي العدالة في وجهة نظر العراقيين، رغم أن الغرب يرى أن تلك المحاكمات "وحشية"، مشيرة إلى أن تلك المحاكمات والإعدامات تأتي كرد فعل طبيعي نتيجة عمليات الإبادة الجماعية التي ينفذها الإرهابيون ضد العراقيين من كافة فئات المجتمع العراقي.
وأكملت: "عمليات القتل ما زالت مستمرة على أيدي الإرهابيين ولم تتوقف حتى الآن، منذ 2013 اتهم 20 ألف شخص بالتواطؤ مع تنظيم داعش والمشاركة معهم في أفعال إجرامية، 150 إرهابيا منهم تم إعدامهم، مشيرة إلى أن كل من شارك مع "داعش" يطارد في العراق.
وأضافت الباحثة الفرنسية: "نحن في نهاية الأمر نطبق المعايير الصحيحة، هي أن تنفيذ أحكام الإعدام ضد الإرهابيين في العراق هو نوع من العدالة الدولية"، مؤكدة "أننا يجب ألا ننسى ذلك الأمر، وأن تلك الطريقة الجزائية من الإعدامات هي بداية تصحيح الطريق نحو استقرار العراق".
جاء ذلك خلال الندوة، التي يعقدها مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، على هامش انعقاد قمة الدول الصناعية السبع، في منتجع "بياريتز"، بإقليم الباسك جنوب غربي فرنسا.

شارك