التراجع الأمني في العراق وعودة داعش بعد هجوم كركوك

الإثنين 26/أغسطس/2019 - 11:15 ص
طباعة التراجع الأمني في حسام الحداد
 
أفاد مسؤول محلي عراقي الأحد 25 أغسطس 2019، بسقوط ستة قتلى و10 جرحى جراء قصف وهجوم تنظيم الدولة (داعش) على ملعب خماسي لكرة القدم في إحدى قرى جنوبي مدينة كركوك/250 كم شمالي بغداد.
وقال لويس فندي العبيدي قائم مقام قضاء داقوق ، في تصريح صحفي، إن "الحصيلة النهائية للقصف بلغت ستة شهداء بينهم شقيقان وغالبيتهم من الأطفال والشباب وواحد من الشهداء شرطي بمحكمة داقوق تواجد في استراحته للعب كرة القدم ".
وأضاف أن العملية تسببت ايضا بـ "إصابة 10 اشخاص ، ستة منهم مازالوا بالمستشفى لتلقي العلاج بينهم اثنان بحالة حرجة ، فيما غادر الاخرون المستشفى".
وأوضح أن القوات الأمنية تفرض سيطرتها على جميع مداخل ومخارج القضاء.
وكان عناصر بتنظيم داعش قد هاجموا إحدى القري بمنطقة الإمام زين العابدين التابعة لقضاء داقوق جنوبي كركوك واستهدفوا ملعبا خماسيا لكرة القدم في ساعة متأخرة من ليل الاحد بعد أن تم قصفه بقذائف صاروخية وتدخلت قوات من الحشد التركماني للرد على المسلحين الذين لاذوا بالفرار.
ويرجع العديد من المراقبون العملية التي نفذتها داعش بأنها فقط لإثبات الوجود والظهور من جديد على مسرح الأحداث ولمحاولة جذب مجندين جدد هذا بخلاف محاولاتها لإيجاد ممولين لها في الفترة القادمة.
وعلى صعيد أخر أكد رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي أن «عمليات إرادة النصر التي تأتي بعد عامين من تحقيق النصر على «داعش» مهمة جدا». وقال عبد المهدي الأحد 25 أغسطس 2019، عقب وصوله إلى صحراء الأنبار برفقة وزيري الدفاع حازم الشمري والداخلية ياسين الياسري ورئيس الأركان الفريق عثمان الغانمي إن «أهمية العمليات تكمن في إدامة وتقوية العلاقة بين القوات الأمنية والحشد الشعبي وتحقيق الانسجام بينهما، فضلا عن الانسجام بين القوات الأمنية والمواطن التي هي أساس كل النجاحات الأمنية». وأضاف عبد المهدي أنه «يجب تكرار هذه العمليات لمعرفة مدى استعداد قواتنا من الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة للحفاظ على مستوى التأهب والجهوزية».
وفيما يتعلق بالوضع الأمني في محافظة الأنبار حيث تواصل القوات العراقية تفتيش الصحراء لليوم الثالث على التوالي، أكد عبد المهدي إنه «لا توجد صعوبة بالسيطرة أمنيا على صحراء الأنبار لكن يجب اعتماد التكنولوجيا الحديثة أثناء المدة المقبلة بشكل أكبر ومراقبة العجلات إلكترونيا».
وتتزامن عملية إطلاق إرادة النصر بمرحلتها الرابعة في ظل وضع أمني بات يشهد تراجعا سواء عبر تكرار تفجير معسكرات تابعة للحشد الشعبي أو هجمات مسلحة مثل تفجيرات المسيب شمال محافظة بابل أو تفجيرات داقوق جنوب كركوك مساء أمس. وبشأن أهمية صحراء الأنبار المترامية الأطراف وعوامل التحدي فيها يقول الخبير الأمني المتخصص سعيد الجياشي لـ«الشرق الأوسط» إن «صحراء الأنبار تؤشر تحديا دائما لعدة أسباب من أبرزها وجود وديان وجغرافيا تساعد على الاختباء والتمويه فضلا عن قربها من الحدود السورية التي هي مصدر معظم المشاكل التي نعانيها». ويضيف الجياشي عوامل أخرى منها «اتصالها المباشر مع النجف جنوبا والموصل شمالا الأمر الذي يجعل أي تهاون في ضبط الأمن فيها يمثل تهديدا لبغداد والموصل وصلاح الدين وكربلاء والنجف». وأوضح الجياشي أن «المرحلة الرابعة من عمليات إرادة النصر مخطط لها وفق استراتيجية تعزيز النصر ومطاردة بقايا فلول (داعش)»، مبينا أن «التهديد الأمني محدود وبالتالي فإن الهدف من العملية هو تثبيت الاستقرار والعودة للوضع الطبيعي في هذه المناطق».
إلى ذلك حذر زعيم تيار الحكمة الوطني المعارض عمار الحكيم من تراجع الوضع الأمني في البلاد في الآونة الأخيرة. وقال الحكيم في بيان له بأن «تعرض قضاء داقوق في محافظة كركوك لاعتداء إرهابي بقذائف الهاون بعد يوم واحد من الاعتداء الإرهابي في قضاء المسيب والاستهداف المتكرر للقوات الأمنية هنا وهناك مدعاة لأن تقف الحكومة على حقيقة تعرض الملف الأمني لتراجع قد ينذر بعواقب وخيمة ما لم تتم معالجته على وفق خطط رصينة». وطالب «الحكومة والجهات الأمنية بتحمل مسؤولياتها إزاء ما يحصل، ونذّكر هنا أن معركتنا مع الإرهاب لم تنته بعد ما دام للإرهاب جيوب وخلايا نائمة تتحرك بين الحين والآخر وما دمنا لم نقض على أسبابه ومنابعه الفكرية والمالية».
وكانت خلية الإعلام الأمني أعلنت أن 15 مواطنا سقطوا بين قتيل وجريح إثر اعتداء إرهابي على ملعب خماسي في قضاء داقوق بمحافظة كركوك. وقالت الخلية إن «عناصر من تنظيم داعش أقدمت على إطلاق قذائف الهاون والأسلحة المتوسطة مما أدى إلى سقوط عدد من المواطنين ضمن قاطع اللواء السادس عشر في الحشد الشعبي الأمر الذي أدى إلى استشهاد 6 مدنيين وإصابة 9 آخرين».
وقد أدانت وزارة الخارجية المصرية، الحادث الإرهابي الذي وقع عبر استهداف ملعب لكرة القدم في قضاء داقوق بمحافظة كركوك العراقية، مما أسفر عن سقوط 6 قتلى و9 مصابين.
وقدّمت وزارة الخارجية، في بيان لها، التعازي لأُسر الضحايا الأبرياء، والتمنيات بسرعة الشفاء لمُصابي الحادث الأليم، معرباً عن وقوف مصر حكومةً وشعباً مع حكومة وشعب العراق الشقيق في سبيل التصدي لكل أشكال الإرهاب والتطرُف والعنف.
وفي نفس السياق أدان فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، الهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم "داعش" الإرهابي، على ملعب خماسي لكرة القدم في إحدى قرى جنوب مدينة كركوك بالعراق؛ ما أسفر عن مصرع 6 أشخاص وإصابة ١٠ آخرين بإصابات متفرقة.
وشدد مفتي الجمهورية في بيانه الذي أصدره، اليوم الإثنين، على أن استهداف الجماعات والتنظيمات الإرهابية للآمنين والأبرياء في العالم يعكس الفكر الظلامي العبثي لهذه الجماعات الضالة التي لا تعرف شيئًا عن المبادئ والأسس التي تقوم عليها الأديان.
وأكد فضيلة المفتي على رفض الشريعة الإسلامية القاطع لكافة ألوان الاعتداء على الآمنين والأبرياء، مؤكدًا تحريم الدين الإسلامي الحنيف لكل أشكال الاعتداء على النفس البشرية بالذبح أو القتل أو الخطف أو الترويع أو السرقة أو أي شكل من أشكال إيذائها باعتباره من أبشع أنواع الجرائم التي تستوجب أشد العقوبات في الدنيا والآخرة.
ودعا مفتي الجمهورية المجتمع الدولي وكافة دول العالم والأطراف والجهات الدولية الفاعلة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي للإرهاب ووقف موجات التطرف والتشدد ومواجهة محاولات نشر الفتن، مؤكدًا على ضرورة توحيد الجهود لمواجهة الإرهاب واستئصال جذوره والقضاء عليه. 
وتقدم فضيلة المفتي بخالص العزاء والمواساة للعراق قيادةً وحكومة وشعبًا ولأسر ضحايا الاعتداء الإرهابي الآثم، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمد الضحايا بموفور رحمته وأن يمنَّ على المصابين بالشفاء العاجل.

شارك