بدعم وتمويل قطري.. الشراكة المريبة بين التنظيمات الإرهابية لضرب الاستقرار في اليمن

الثلاثاء 27/أغسطس/2019 - 12:31 م
طباعة بدعم وتمويل قطري.. فاطمة عبدالغني
 
إن اقتضت الضرورة لا بأس من التحالف حتى مع الشيطان، تلك قطر وذاك نهجها في بلوغ المأرب، وفي ذاك النهج التأليف بين الشياطين نفسها أيضًا مطلوب، فلا غرابة أن يكون من بين أدوات مشروعها الخبيث القديم جدًا في اليمن "حزب الإصلاح" الذراع الحالي لتنظيم الإخوان الإرهابي، والقاعدة أشد التنظيمات تطرفًا التي خرجت من تحت عباءة الإخوان، والحوثيون أيضًا الطرف الذي انقلب على الشرعية في البلد بقوة السلاح، وكل من يدور في فلك هؤلاء من تنظيمات إرهابية، كلهم عند قطر مهمون وكلهم كشفت الأدلة ما كشفت من دعم قطري لهم يحول دون نهوض الدولة اليمنية ويقوض جهود التحالف العربي في هذا البلد، واللعبة أدهى من ذلك.
فوفقًا لقوانينها على الإرهابيين توحيد الصف ضد الدولة واستقرارها فيمد مثلاً حزب الإصلاح يده لعدوه المفترض ميليشيات الحوثي المسئول الأول عن إراقة دماء اليمنيين ويدعوه للمصالحة وفي ثنايا اللعبة الخبيثة أيضًا تتخلى الوحدات العسكرية لحزب الإصلاح عن مواقع استراتيجية تحت سيطرتها لصالح الحوثيين، وفعل الحزب ذلك أيضًا مع القاعدة حين سلمها مثلا مدينة "المكلا"، بل فضحت الأدلة استقطاب الإصلاح لعدد كبير من مسلحي القاعدة واحتضانهم في محافظات يسيطر عليها أبرزها مأرب وأبين وتعز.
ومن بين خدمات الإصلاح للقاعدة أيضًا كان توفير ملازات أمنه للمطلوبين أمنيًا من التنظيم، فتنقل أنور العولقي أبرز قيادات التنظيم في اليمن قبل مقتله بين 3 منازل لقادة الحزب.
وحدث ولا حرج عن التنسيق الكبير بين الحوثيين وتنظيمي داعش والقاعدة، ولكل هؤلاء من قطر ما يحتاجونه من أموال ولها منهم ما تهدف إليه من مأرب.
والأدلة كثيرة بشأن الدور القطري المهم جدًا في تمويل خزانتهم جميعًا، فلا أحد برع في دور العميل المزدوج في اليمن أكثر من قطر، فبينما كانت منخرطة في تحالف عربي هدفه إعادة الشرعية ومكافحة الإرهاب في هذا البلد أبقت الدوحة في الوقت نفسه على قنواتها مع المتمردين والإرهابيين هناك، وذهبت تمدهم بالإحداثيات لتجنيبهم ضربات التحالف كما استغلت انضمامها لهذا التحالف في اختراق مكونات الشرعية.
تقارير أخرى فضحت تقديم قطر أيضًا عقارات فارهة على أراضيها لعدد من قيادات الإصلاح يتولى بعضهم مناصب رفيعة بالحكومة الشرعية، وفي حيلها لإنعاش خزانة القاعدة كشفت معلومات عن أن الدوحة تدير شبكة وساطات تضم قيادات بارزة في حزب الإصلاح أنشأتها لمهمة التنسيق مع القاعدة ويكون تمويلها عبر دفع الفدى المالية مقابل الإفراج عن رهائن أجانب يختطفون في اليمن بينما يصل القاعدة في اليمن من الدعم القطري ما يصل تحت يافطة مساعدات لجمعيات خيرية تابعة للإصلاح وقائمة الأدلة تطول.
وعلى صعيد متصل قال تقرير لقناة "مباشر قطر" بعنوان " بصمات الارهاب القطرى تظهر فى ازمة جنوب اليمن"، أن المافيا القطرية لا يناسبها رفع الانقلاب عن اليمنيين، ولا تأبه للتكلفة والألم اللذين تسترد بهما الأرض .. فتواصل مخططاتها الإجرامية والتخريبية؛ لتقويض أمن دول المنطقة. 
ولتحقيق هذا الهدف جعل تميم بن حمد غايته تعزيز سلطة ميليشيات الحوثي، والبحث عن أذرع جديدة تعيث في الأرض فسادا .
وأضاف التقرير أن "المناطق اليمنية المحررة من قبضة التمرد لا تزال هدفا مهما لهذه المخططات، حيث أكد محمد الحضرمي المتحدث باسم الحراك الثوري الجنوبي، أن النظام القطري دخل على خط الأزمة جنوبا، مبينا أن هناك اتصالات تجريها مافيا تميم بن حمد، عن طريق وسطاء محليين؛ بحثا عن حلفاء جدد  بعد أن خذلت جنوبا من قبل أنصارها من جماعة الإخوان الإرهابية. وأكد الحضرمي أن هناك فعلا من استجاب لتلك الدعوة، وزار تركيا بشكل سري ؛ لبحث تلك الترتيبات مع أتباع تميم وحلفائه". 
وتابع التقرير "الميليشيات الحوثية ليست أداة النظام القطري الوحيدة في اليمن لبلوغ المآرب، بل تواترت الأدلة بشأن الدور القطري المهم جدا في تمويل خزانة فرع القاعدة في اليمن بملايين الدولارات، وكذلك لم يبخل تميم الإرهاب بدعم قياديين من تنظيم الإخوان الإرهابي ؛ خدمة لمشروعها الذي تصر عبره على الانسلاخ عن محيطها الطبيعي العربي.
وفي السياق ذاته، اتهم القيادي في حزب المؤتمر الشعبي عادل الشجاع، تنظيم الحمدين بلعب دور سلبي وخطير في اليمن، من خلال دعمه المستمر لحزب الإصلاح -الفرع المحلي لتنظيم الإخوان- ومليشيا الحوثي الذراع الإيرانية، لتفكيك اليمن وإطالة أمد الحرب، والتحريض ضد التحالف العربي وتبني جماعات الإسلام السياسي ومعاداة دول الجوار والتدخل السافر في شؤونها، وأكد الشجاع أن الدوحة خسرت محيطها العربي لتمرير أجندتها المشبوهة في عدد من دول المنطقة.
وقال إن الهجمات الإعلامية الإخوانية ضد التحالف العربي ممولة من قطر لإضعاف الحكومة الشرعية، مؤكدا أن سياسة الحمدين مفضوحة عربياً ودولياً، وتلجأ لدعم الإرهاب كمحاولة يائسة، ولفت إلى أنها تعمل على تعزيز حضور عدد من العناصر الانقلابية كالحوثيين والإخوان في المحافل الدولية، وهو ما يؤكد ضلوعها في دعم ومناصرة تلك العناصر الخارجة عن القانون.

واتهم حزب التجمع اليمنى للإصلاح بأنه يمارس سلوك مليشيا الحوثي، وهو حزب قائم على دعم قطري وتركي لإحداث الفوضى وإثارة القلاقل، لافتا إلى ما يجري من أحداث في عدن وأبين وشبوة. 
وكشف الشجاع أن "الإصلاح" يسعى لتأسيس مليشيات واسعة تكون نواة لجيش الإخوان، بهدف السيطرة على اليمن عسكرياً واقتصادياً وسياسياً.
وتابع قائلاً "على قطر أن تدرك بأن الحرب في اليمن ليست حرب قوى التحالف بل هي معركة اليمنيين ضد الانقلاب". وأوضح أن النظام القطري عليه أن يفهم أن تدخل المملكة والإمارات وقوات التحالف هدفه إعادة الشرعية، مشدداً على أن نظام الحمدين اشترى عداوة الشعب اليمني بوقوفه ودعمه لمشروع الانقلاب، الذي يأتي ضمن مشروع إيران التوسعي في المنطقة.
ومن جانبه يؤكد المحلل والكاتب اليمني ماجد الحميري أن التنسيق العالي بين تنظيم الإخوان وأذرعه المتمثلة بـ القاعدة وداعش وبين ميليشيات الحوثي الإيرانية، وصل إلى درجات عالية، وهو ما كشفته العمليتين الإرهابيتين والمتزامنتين في عدن اللتين استهدفتا معسكر قوات "الحزام الأمني" ومركز شرطة "الشيخ عثمان" قبل أسابيع، وما تشهده حالياً تعز من توحيد جبهات القتال الحوثية والإخوانية لضرب قوات الجيش في مناطق "الحجرية" و"التربة". 
وأضاف أن حزب الإصلاح لا يرى ميليشيات الحوثي عدواً ولا تشكل تهديداً له، وهذا ما أكدته الجبهات القتالية الإخوانية المجمدة منذ سنوات والعلاقة الوطيدة والمترابطة بين الطرفين برعاية قطرية إيرانية، والتي باتت تؤكد أن الجانبين يتبادلان المنفعة فيما بينهما.
وأشار إلى أن "جمعية الإصلاح"- إحدى الجمعيات التابعة لإخوان اليمن- تمارس نشاطاتها بحرية عبر مقرها في العاصمة صنعاء التي تخضع لسيطرة الحوثيين، وتقدم عبرها دعماً مالياً كبير للميليشيات، خصوصاً الدعم القادم من قطر، مشيراً إلى أن الغطاء الإنساني بات ورقة آمنة لإيصال الدعم للميليشيات الحوثية ودعم أنشطتهم العسكرية.
وأشار الحميري إلى أن الميليشيات الحوثية تبادل تلك الخطوات الإخوانية بالإفراج عن السجناء الإرهابيين المنتمين لـلقاعدة وداعش، وتسهيل تحركاتهم وتنقلاتهم باتجاه المناطق المحررة، وهذا ما تعيشه حالياً البيضاء التي يتقاسم فيها العناصر الإرهابية والانقلابية السيطرة عليها.
ويرى محللون يمنيون أن إخوان اليمن حريصون على إبقاء ميليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية قوية وحاضرة، وذلك عبر الدعم الكبير العسكري والمالي والإعلامي، موضحين أن جمود الجبهات القتالية التي يديرها حزب الإصلاح وزيادة العمليات الإرهابية في المحافظات المحررة والحملات المسعورة التي تتبناها وسائل الإعلام التابعة لهم، عرت تلك العلاقة والأهداف المشتركة في إفشال التحالف العربي، وأية جهود لإعادة السلام، وتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة.

شارك