ميليشيا الملالي باليمن تتلف 3145 كرتونة أغذية وتسرق المساعدات

الأربعاء 28/أغسطس/2019 - 12:31 م
طباعة ميليشيا الملالي باليمن روبير الفارس
 
في الوقت الذى يعاني فيه عدد كبير من اليمنين من خطر المجاعاة لم تتورع مليشيا الملالي الارهابية في اليمن من اتلاف كمية من المساعدات الغذائية التابعة لبرنامج الأغذية العالمي قالت إنها منتهية الصلاحية.
وقامت جرافات بإتلاف 1500 كيس من القمح المطحون و3145 كرتوناً من غذاء النساء الحوامل حملت شعار برنامج الأغذية العالمي وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء والتي يديرها الحوثيون.
ونقلت "سبأ" عن ممثل وزارة الزراعة والري يحيى الهندي قوله إن "شحنة المساعدات تحتوي على ما يسمى بآفة المخازن المتمثلة بالحشرات كالسوس والفراش وغيرها فضلاً عن انتهاء صلاحيتها، ما قد تتسبب في أضرار صحية وبيئية".
فيما قال مدير جمارك صنعاء فهمي القحطاني إن هذه المواد ضبطت قبل أشهر بمنطقة دمنة خدير محافظة تعز وهي في طريقها إلى صنعاء، مضيفاً أن "إجمالي الكمية التي سيتم إتلافها 204 أطنان".
من جانبه، أكد مصدر في الأمم المتحدة أن "المساعدات الإنسانية التي أتلفت اليوم في صنعاء كان من المفترض توزيعها على العائلات في تعز ولكن انتهى الأمر بهذا الطعام عالقاً على حاجز لأشهر"، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي أن البرنامج "يقوم شهرياً بتقديم الطعام لنحو 11 مليون شخص في اليمن"، مؤكداً ضرورة "الوصول بدون عوائق إلى جميع مناطق البلد لإيصال المساعدات الغذائية لمن هم في أشد الحاجة إليها".
وأشار إلى أنه في شهر يوليو الماضي فقط، تم تقديم مساعدات غذائية إلى "11.3 مليون شخص".
وأضاف المتحدث أن البرنامج "يوزع أكثر من 130 ألف طن من الأغذية كل شهر في اليمن".
وفي ديسمبر الماضي اكتشف برنامج الأغذية العالمي حدوث تلاعب بصورة منهجية في المساعدات الغذائية التي يتم توزيعها في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين من خلال شريك محلي على صلة بالسلطات.
وأعلن البرنامج التابع للأمم المتحدة في يونيو الماضي  إيقاف تقديم معظم المساعدات في صنعاء، لمخاوف من تحويل الغذاء بعيداً عن المحتاجين، بعد خلاف حاد مع جماعة الحوثيين بشأن تطبيق نظام بيانات القياسات الحيوية للتحقق من الهوية، لكن البرنامج أبقى فقط على البرامج المخصصة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والحوامل والمرضعات.
وعند التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين في مطلع أغسطس الجاري، قال البرنامج إنه سيتم استحداث عملية تسجيل للقياسات الحيوية لتسعة ملايين شخص يعيشون في مناطق تحت سيطرة الحوثيين.
ويشكو عدد من المنظمات الإنسانية الأممية والدولية العاملة في اليمن من تعرضها لمضايقات وتهديدات من قبل الحوثيين، وبعضها تتهمهم بنهب المواد الإغاثية.
وتسبّب الصراع في مقتل وجرح عشرات آلاف الأشخاص، وتؤكد الأمم المتحدة أن أكثر من 24 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبل.
قالت الأمم المتحدة أن اليمنيين سيموتون إذا لم تتلقَ برامجها التي تنفذها في اليمن التمويل من المانحين، في وقت تؤكد تقارير وكالاتها العاملة في اليمن أن المساعدات الإغاثية ينهبها الحوثيون، ولا تصل للمحتاجين، وتورط موظفي الأمم المتحدة بممارسة الفساد والإثراء غير المشروع من الإغاثة في اليمن.
وأوضح مكتب المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن في بيان له في 21 أغسطس م 2019، أنه حتى الآن تم استلام أقل من نصف المبلغ الذي تعهدت بها البلدان المانحة في20 فبراير 2019 لتمويل الأزمة الإنسانية في اليمن، بتقديم 2.6 مليار.
وأضاف البيان أن ثلاثة برامج فقط من أصل 34 برنامجاً إنسانياً رئيسيا للأمم المتحدة في اليمن تم تمويلها كاملاً، مؤكداً ان العديد من هذه البرامج أجبرت على الإغلاق في الأسابيع الأخيرة، وسيتم إغلاق 22 برنامجاً منقذاً للأرواح في الشهرين المقبلين ما لم يتم تلقي التمويل.
وتراجع زخم دعم المانحين خلال العام الجاري 2019، لتمويل متطلبات خطة الاستجابة الإنسانية لليمن التي تتبانها الأمم المتحدة، في ظل تأكيدات تقارير أممية أن غالبية المساعدات التي تدخل اليمن تذهب لتمويل مليشيا الحوثي ولا تصل للجياع، بالإضافة إلى تحقيقات تجريها الأمم المتحدة مع منظماتها العاملة في اليمن تثبت استشراء الفساد بين مسؤوليها.
وأطلق مواطنون يمنيون في شهر أبريل الماضي حملة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وين الفلوس" لقت أصداء واسعة، طالبوا فيها الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في اليمن، الخارجية، والمحلية، بالكشف عن أموال المانحين لليمن، أين تذهب؟! وكيف صرفت على مر السنوات الأربع الماضية، مع تصاعد معدلات الفقر والجوع والعوز والأوبئة كل يوم.
وقال عاملون في القطاع الإنساني في اليمن إن تضخما وظيفيا هائلا في المنظمات والوكالات وفريق الأمم المتحدة في اليمن، ويستلمون أجورا مبالغا فيها، وتوظف جميعها آلاف الاستشاريين والخبراء فرنسيين وإيطاليين وأميركيين وغيرهم، يعملون في اليمن، ويتقاضون مبالغ طائلة تفوق ما يُنفق على اليمنيين المحتاجين.
مساعدات وتمويلات يقدمها العالم لليمن، لكنها لا تصل إلى اليمنيين، وتذهب لتمويل ميليشيا الحوثي وفقاً لتقارير نشرتها وكالات الامم المتحدة العاملة في اليمن، وقال برنامج الأغذية العالمي ، في ديسمبر 2018، انه اكتشف حدوث سرقة بصورة منهجية للأغذية التي يجري توزيعها في المناطق الواقعة تحت سيطرة – ميليشيا الحوثي الانقلابية- من خلال قياديي الميليشيا والمنظمات التابعة لها.
الأغذية العالمي بيانا أوضح فيه" إن الحوثيين يسرقون الطعام من أفواه الجائعين، ولديه أدلة تُثبت استيلاء - ميليشيا الحوثيين- على شحنات الإغاثة، وتلاعبها بقوائم الأكثر احتياجا لمعونات الغذاء".
وكان صحافيون وموظفون في صنعاء، كشفوا، في يناير الماضي، إن كثيراً منهم تلقوا اتصالات من برنامج الأغذية العالمي للتأكد مما إذا كانت تصلهم المساعدات الغذائية المقدمة للبرنامج منذ عام، وهو ما تم نفيه من قبل الموظفين.

شارك