تخوفات عالمية من عودة داعش في سوريا والعراق

الأربعاء 28/أغسطس/2019 - 12:44 م
طباعة تخوفات عالمية من حسام الحداد
 
أفاد مصدر أمني بمحافظة نينوى العراقية، الأربعاء 28 أغسطس 2019، بنزوح عشرات العوائل على خلفية هجمات شنها تنظيم داعش جنوب الموصل 400 كلم شمال بغداد.
وقال النقيب أحمد العبيدي، من شرطة نينوى، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن "عشرات العوائل الموصلية نزحت من قضاء الحضر (90 كلم جنوب الموصل) باتجاه مدينة الموصل على خلفية هجمات متفرقة شنها تنظيم داعش داخل القضاء".
وأضاف العبيدي أن "القوات الأمنية تمكنت من قتل أحد عناصر "داعش"، واعتقال 4 آخرين في قرية الرماح التي شهدت هجمات متفرقة جنوب الموصل".
ولا تزال مناطق عديدة من محافظة نينوى خاصة القريبة من الحدود السورية شمال غربي البلاد تشهد نشاطا لخلايا تنظيم داعش رغم الإعلان في نهاية عام 2017 عن القضاء على التنظيم عسكريا.
وتكثر التخوفات العالمية من عودة التنظيم الأكثر دموية وارهابا على مستوى العالم ومن بينها التقرير الأكثر دقة وخطورة والصادر عن وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاجون”، والذي يتناول عودة نشاط “الدواعش” في سوريا والعراق مجددًا، وألقي اللوم على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإصداره قرارًا بسحب القوات الأمريكية من سوريا وهو ما ساعد عن غير قصد- حسب التقرير- في إعادة نشاط تنظيم “داعش” في البلدين.
وقال التقرير ربع السنوي لوزارة الدفاع، إن تنظيم داعش انتقل من قوة تمتلك الأراضي إلى مجموعة متمردة في سوريا، وكثف تمرده في العراق، على الرغم من أن ترامب أعلن أن داعش قد هزم وأن الخلافة قد انهارت.
ذكر التقرير، أن تخفيض عدد القوات الأمريكية في سوريا في نهاية العام الماضى، ساهم في عدم الاستقرار في المنطقة، وترك الانسحاب، شركاء الولايات المتحدة السوريين في مأزق، من دون تدريب أو دعم لمواجهة “داعش” المنبعث من جديد.
أما في العراق، فأشار التقرير إلى افتقار قوات الأمن العراقية البنية التحتية اللازمة لمحاربة “داعش” لفترات طويلة، وهو ما أدى إلى إعادة تكثيف تواجده هناك من جديد.
في المقابل، يرى نبيل نعيم، القيادي السابق بتنظيم الجهاد، أن تنظيم داعش لم ينته من الأصل كي يعود من جديد، موضحا أن مايحدث الآن تم الإعداد له مسبقا من قبل الإدارة الأمريكية، والتي لا تريد القضاء على ما صنعته بأيديها لتدمير المنطقة وإغراقها في الصراعات.
وأشار “نعيم” إلي قيام الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أشهر، بنقل عناصر تنظيم داعش وأسلحته وعتاده بطائرات وعربات التحالف الدولي، إلى مناطق داخل الأراضي السورية، بالقرب من المناطق التي تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية أيضا، موضحا أن هناك دعما واضحا من الأمريكان والصهاينة لكل الجماعات الإرهابية المعادية للنظام السوري، ودعما صريح للدواعش وجماعات الإرهاب.
وتشير التقارير الدولية، إلى أن “داعش” يضم حاليا ما بين 14 إلى 18 ألف مقاتل، غيّر طريقة جني أمواله، فتحول من نظام الضرائب والإيرادات الذي استخدمه خلال “الخلافة”، إلى ابتزاز المدنيين، والاختطاف للحصول على فدية، وكذلك فرض الإتاوات من عقود إعادة الإعمار، وهذه الطريقة اللامركزية لتوليد الدخل جعلت من الصعب تتبعه، وفق ما ذكرت التقارير.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” قال في وقت سابق إن “داعش” يمتلك مبالغ تصل إلى 300 مليون دولار، بقيت معه بعد زوال “الخلافة” في العراق وسوريا، بينما أعلن مبعوث الولايات المتحدة الخاص بسوريا جيمس جيفري، أن واشنطن تعتقد بأن حوالي 15 ألف عنصر من “داعش”، لا يزالون أحرارا في سوريا والعراق.
وما يؤكد أيضا التخوفات من عودة "داعش" ما نشرته اليوم قناة روسيا اليوم حيث أعلنت أن عدد مسلحي تنظيم "داعش" الذين لا يزالون ناشطين في الأراضي السورية، يبلغ حاليا نحو 3 آلاف عنصر.
وقال نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، غينادي كوزمين، في كلمة ألقاها، اليوم الثلاثاء، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول قضايا الإرهاب: "في الوقت الراهن، يبلغ العدد العام من عناصر داعش وأنصارهم في سوريا قرابة 3 آلاف شخص".
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن "تشكيلات إرهابية أخرى كثيرة" لا تزال ناشطة أيضا في سوريا حاليا.
وتكبد "داعش" على مدار السنتين الماضيتين سلسلة هزائم موجعة في سوريا على يد القوات الحكومية المدعومة من روسيا، والمقاتلين الأكراد الذين تؤيدهم الولايات المتحدة، التي تقود التحالف الدولي ضد التظيم، و"الجيش السوري الحر" المدعوم من قبل تركيا.
وأسفرت العمليات العسكرية التي شنتها الأطراف الـ 3 بشكل منفصل عن بعضها البعض عن دحر "دولة الخلافة" على الأرض، رغم التأكيد الدولي أن خلايا التنظيم النائمة لا تزال ناشطة خاصة في المناطق الحدودية مع العراق.

شارك