أفغانستان بين مفاوضات السلام وتحولها ملاذا آمن للإرهاب

الخميس 29/أغسطس/2019 - 02:07 م
طباعة أفغانستان بين مفاوضات حسام الحداد
 
قال مسؤولون في أفغانستان، إن مقاتلي حركة طالبان المتشددة قتلوا 14 عضوا في ميليشيا موالية للحكومة الأربعاء 28 أغسطس 2019، وذلك في وقت تضع فيه الحركة ومسؤولون أمريكيون اللمسات الأخيرة على اتفاق يهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاما.
وأضاف المسؤولون الحكوميون أن عدة مدنيين آخرين أصيبوا خلال الاشتباكات التي دارت في إقليم هرات بغرب البلاد.
وقال عبد الأحد والي زادة، المتحدث باسم شرطة إقليم هرات، إن 14 رجلا قُتلوا بعدما اقتحم عدد كبير من مقاتلي طالبان نقاط تفتيش أمنية في منطقة شهردارا.
وأضاف: “أصيب تسعة آخرون على الأقل في الاشتباكات وانسحب مقاتلو طالبان بعد وصول تعزيزات من القوات الأفغانية إلى المنطقة”.
وتشير تقارير إلى اقتراب مسؤولين من الولايات المتحدة وحركة طالبان من الوصول إلى اتفاق بعد مفاوضات استغرقت شهورا. وبموجب هذا الاتفاق ستبدأ الولايات المتحدة في سحب قواتها من أفغانستان مقابل تعهد طالبان بعدم السماح بأن تؤوي أفغانستان جماعات متطرفة أخرى.
وقالت طالبان الأربعاء إنها على وشك التوصل إلى “اتفاق نهائي” مع الولايات المتحدة لإنهاء حرب أفغانستان المستمرة منذ 18 عاما والتي بدأت بعد الإطاحة بالحركة من سدة الحكم بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.
وليس واضحا إن كان هذا الاتفاق سيشمل وقفا لإطلاق النار بين طالبان وقوات الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة أو ما إذا كانت طالبان ستتعهد بفتح المجال أمام محادثات لتقاسم السلطة مع الحكومة.
ورغم المحادثات بين طالبان والولايات المتحدة، قال مسؤول كبير في وزارة الداخلية الأفغانية إن قوات الحكومة وآلافا من أفراد الميليشيات الموالية لها يقاتلون المتشددين في عشرة على الأقل من الأقاليم الأفغانية البالغ عددها 34.
وقال مسؤول أمني كبير آخر في كابول، طالبا عدم نشر اسمه: “طالبان تعتبر قوات الميليشيات الموالية للحكومة تهديدا كبيرا بسبب قوة شبكاتها المعلوماتية. وعادة ما يعرف كل طرف عائلات الطرف الآخر”.
وقال مسؤولون إن مقاتلي طالبان قتلوا هذا الأسبوع تسعة من أفراد الميليشيات الموالية للحكومة منهم قيادي محلي يدعى باز محمد في إقليم جوزجان في شمال البلاد.
وقال أحد أقاربه، وهو عضو بالمجلس المحلي للإقليم، إن ابن هذا القيادي عضو في طالبان التي تنشط في الإقليم أيضا، وقُتل ثمانية من أعضاء طالبان أيضا في هذه الاشتباكات.
وأفادت وسائل إعلام أفغانية بأن مندوبي الولايات المتحدة وحركة "طالبان" في مباحثات الدوحة انتهوا من صياغة الاتفاق النهائي للسلام، ومن المقرر أن يتم التوقيع على الاتفاقية اليوم الأربعاء.
وأشارت قناة "آريانا نيوز"، نقلا عن مصادر خاصة، إلى أنه "تم الانتهاء من صياغة نص اتفاق السلام بين مندوبي الولايات المتحدة الأمريكية وممثلي حركة "طالبان" في مباحثات قطر".
ووفقا لمراسل المحطة في الدوحة، فإن أعضاء الوفدين يقومون حاليا بإجراء مراجعة نهائية لنسخ الاتفاق المكتوبة باللغات الإنجليزية والبشتو والداري، للتأكد من عدم وجود اختلافات بين النسخ.
وأوضحت القناة الأفغانية الخاصة بأنه قد يتم التوقيع على الاتفاق بين الطرفين، اليوم الأربعاء، على أن يتوجه زلماي خليل زاد، المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في أفغانستان، إلى كابل لاطلاع القادة الأفغان على تفاصيل الاتفاق.
فيما أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية الجنرال جوزف دانفورد الأربعاء أن الاتفاق قيد التفاوض حاليا بين الولايات المتحدة وحركة طالبان يجب أن يضمن عدم تحول أفغانستان "ملاذا" للمتطرفين.
وقال دانفورد خلال مؤتمر صحافي عقده في وزارة الدفاع الأميركية "إنني لا أستخدم كلمة "انسحاب" في الوقت الحاضر، سنتثبت من أن أفغانستان ليست ملاذا، وسنبذل جهدا لإحلال السلام والاستقرار في أفغانستان".
وشدد دانفورد على أن أي اتفاق يجب أن يفضي أيضا إلى حوار بين طالبان والحكومة الأفغانية من أجل اتفاق سلام شامل.
بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إن الاتفاق يجب أن يضمن "ألا تبقى (أفغانستان) ملاذا آمنا للإرهابين لمهاجمة الولايات المتحدة".
وتشدد الولايات المتحدة التي تقاتل طالبان في أفغانستان وتدعم الحكومة الأفغانية المعترف بها دوليا، على ضرورة ألا تبقى البلاد ملاذا للمتطرّفين.
لكن دانفورد أكد الحاجة الى إيجاد حل عبر التفاوض.
وقال "أعتقد أن كل من خدم عسكريا هناك يدرك جيدا أن المطلوب هو إيجاد تسوية سلمية عبر التفاوض".
فيما قالت وزارة الخارجية الروسية‭ ‬يوم الأربعاء، إن روسيا مستعدة للقيام بدور الضامن في أي اتفاق للسلام في أفغانستان تبرمه الولايات المتحدة مع حركة طالبان.‬
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها، "الجانب الروسي مستعد لأن يكون الطرف الثالث عند التوقيع على الاتفاق بين الولايات المتحدة وحركة طالبان أو أن يكون الضامن لكيفية تنفيذه".
وتُجرى المفاوضات، بشأن كيفية إنهاء حرب أفغانستان المستمرة منذ 18 عاماً، في العاصمة القطرية الدوحة منذ أواخر العام الماضي. وبدأت الجولة التاسعة من المحادثات الأسبوع الماضي.
ولا يزال في أفغانستان نحو 14 ألفاً من القوات الأمريكية التي تنفذ مهام التدريب والمشورة للقوات الأفغانية كما تنفذ عمليات لمكافحة التمرد. ويوجد كذلك في أفغانستان مهمة لحلف شمال الأطلسي قوامها 17 ألف جندي يوفرون الدعم للقوات الأفغانية.

شارك