يأتي الفيلم الوثائقي بعد أشهر من كشف كتاب فرنسي حمل عنوان أوراق قطرية، دعم قطر لمؤسسات ومشاريع مرتبطة بتنظيم الإخوان الإرهابي في عدد من دول أوروبا من بينها فرنسا وسويسرا. 

وعرّى الكتاب الذي صدر في أبريل الماضي، جوانب من الدعم السخي، الذي تقدمه قطر لتنظيمات الإخوان والشخصيات التي تروج أفكاراً متطرّفة تحت غطاء أكاديمي وتعليمي وخيري في عدد من دول أوروبا.

ويكشف الفيلم الوثائقي الجديد الذي ستبثه قناة "آر تي بي إف" البلجيكية، مراوغة الدوحة وازدواجية أهدافها، التي لا تمت للشعارات الخيرية التي تدعيها بأي صلة.

ويعتبر التحقيق التلفزيوني الفرنسي البلجيكي المشترك، إدانة جديدة تضاف إلى أخرى قديمة سلطت الأضواء على وجه التحديد على خفايا مؤسسة قطر الخيرية، وهو الاسم البراق والخادع، الذي سخّره تنظيم الحمدين لتمويه مساعيه المتطرفة في أوروبا.

 ويكشف الوثائقي، الذي سيعرض ضمن برنامج للصحافي، فرانسوا مازور، كيف موّلت قطر 140 مشروعاً ومركزاً ثقافياً في أوروبا، ارتبطت جميعها بتنظيم الإخوان الإرهابي.

واستغرق الفيلم من الفريق الصحافي، عامين من البحث والتقصّي، من أجل تتبع المسارات المالية والهياكل التمويلية للمؤسسات التي دعمتها قطر في عدد من دول أوروبا. وعضّد الفيلم الوثائقي معلوماته بالأدلة وتحليل الخبراء، فيما الأهم من ذلك كله إجراء مقابلات مع قيادات تلك المؤسسات، ومواجهتهم بكل الحقائق التي فضحت وجههم الحقيقي، وكذلك وجه الدوحة. وعرّت الحقائق التي يستعرضها الفيلم الوثائقي، إنفاق تنظيم الحمدين أكثر من 70 مليون يورو منذ العام 2014 دعماً لكيانات الإرهاب في أوروبا.

ويكشف الوثائقي عن دعم قطر لمشروع متطرف تغلغل في ست دول أوروبية، يتضمن إنشاء أكثر من 100 مشروع تم زرعها في أوروبا، بهدف خلق ثقافة مضادة بين المسلمين في هذه الدول. واستعرض الفيلم الوثائقي، قائمة طويلة من المشاريع، التي موّلتها قطر بملايين الدولارات في دول أوروبية، ملمحاً إلى حلقة سوداء يتوقف الفيلم عندها متسائلاً عن مدى الاتساع الحقيقي لمشروع قطر وحدوده.

وأصبح الدعم القطري للجماعات الإرهابية أمر طبيعي مع دولة كل شغلها الشاغل هو تمويل ودعم التنظيمات الملوثة يدها بالدماء لتخريب الدول وبسط نفوذها في العالم كله، وتؤوي قطر تنظيم الإخوان والقاعدة وداعش، وتمتلك منابر إعلامية لها أصوات عالية تبث سموم الإرهاب في المنطقة والعالم.