فضائح التمويلات القطرية السرية لقوى التطرف والإرهاب في أوروبا

السبت 07/سبتمبر/2019 - 12:37 م
طباعة فضائح التمويلات القطرية فاطمة عبدالغني
 
منظمة إنسانية ترفع شعارات براقة ولكن تقابلها حقيقة مرة، هذه هي قطر الخيرية واحدة من أكبر المنظمات الإنسانية بفروع في أكثر من 70 دولة، وهكذا تروج قطر لمنظمتها وتقول أنها أسستها في عام 1992 لتقديم يد المساعدة لللاجئين ولضحايا الكوارث والحروب ولدعم الثقافة والفنون، فالوجه الحقيقي لقطر الخيرية منظمة بوجهين وأجندة متطرفة.
وفي هذا الإطار وتحت عنوان "قطر: حرب نفوذ الإسلام في أوروبا"، كشف فيلم وثائقي "فرنسي- بلجيكي" عرضته محطة "لا أون.تلي" ببرنامج "دوك شوت" الفرنسي، النقاب عن تمويلات قطرية لقوى التطرف والإرهاب في أوروبا، ودورها المشبوه في دعم الإرهابيين، راصداً الوجه المزدوج للمنظمات الخيرية الممولة من تنظيم الحمدين.
وتناولت محطة "آر تي بي إف" البلجيكية، الفيلم تحت عنوان "الدوافع السرية لمنظمة قطر الخيرية، منظمة إنسانية بوجه مزدوج" وقالت المحطة البلجيكية، أن الفيلم الوثائقي الذي أذيع مساء أول من أمس الخميس، من إخراج جيروم سيسكان، وإعداد الصحافيين الفرنسيين جورج مالبرنو وكريستيان شينو، والصحفيان هما مؤلفا كتاب «أوراق قطر» الذي فجر قضية التمويلات المشبوهة قبل أشهر.
وقال الصحافي كريستيان شينو: "يتطرق الفيلم الوثائقي لـ140 مشروعًا تمولها قطر الخيرية في أكثر من 6 دول أوروبية بالإضافة إلى مناطق غير معروفة، فمثلاً في القطب الشمالي عملت قطر الخيرية على تحويل كنيسة إلى مسجد"، وأضاف شينو "أرسل لنا أحد المبلغين عن المخالفات من داخل قطر الخيرية ذاكرة حفظ "يو إس بي" تفاجأنا حين اكتشفنا أنه يحتوي على آلاف الوثائق بشأن أنشطة قطر الدعوية في أوروبا حيث تملك أكثر من 140 مشروعًا لمراكز ثقافية إسلامية وجوامع ومؤسسات ترتبط بالإخوان"، وتابع "بين عامي 2007 و2017 أنفقت قطر أكثر من 120 مليون يورو على مشاريع في أوروبا".
وقالت محطة "أر تي بي إف" أن الفيلم الوثائقي عمل يكشف حقيقة وجه قطر، وأشارت المحطة إلى ان الصحافيان الفرنسيان حصلا على ألاف الوثائق التي كشفت النقاب عن حقيقة مخططات قطر في أوروبا، وثائق كشفت مسار 120 مليون يورو  أنفقتها الدوحة في عقد واحد متغلغلة بمشاريعها في بلجيكا وفرنسا وانجلترا وأوكرانيا والنرويج وإيطاليا وسويسرا، حيث ساهمت الأموال القطرية في تعزيز حضور أجندة الإخوان المتطرفة في تلك الدول، فهي تفاصيل سوداء يكشفها الفيلم الوثائقي بتطرقه لتفاصيل علاقة تنظيم الإخوان الإرهابي بقطر، ورعاية الدوحة للتنظيم لاستخدامه كأداة نفوذ في أوروبا. 
وقال شينو "اعتقد أن ناقوس الخطر دق في أوروبا حيث خفضت قطر الخيرية منذ حوالي سنة ونصف مساعداتها بضغط شعبي، وفي فرنسا قال الرئيس الفرنسي للأمير القطري بأنه يرفض أي تمويل قطري وأنه لن يقبل إلا بتمويل من مسلمي فرنسا".
وفي تقرير آخر، نشرت المحطة البلجيكية، عن مدير البحوث الفخري في المركز الوطني للبحوث العلمية الفرنسي، ومعهد البحوث والدراسات حول العالم العربي والإسلامي، فرنسوا بورجيه، قوله، "إن الفيلم يكشف ازدواجية تنظيم الإخوان وصلاته بتنفيذ المشروع القطري التوسعي في أوروبا".
ويستمر كشف طبيعة الدور القطري خلف ستار العمل الخيري ولا يتوقف عند حدود الفيلم الفرنسي – البلجيكي، فقبله لا تزال في بريطانيا حزمة من الدعوى القضائية مفتوحة لإدانة قطر بتهمة التمويل المشبوه تحت مظلة الإنسانية. 
وكانت صحيفة "لا تريبين" الأسبوعية الفرنسية نشرت مؤخرا تقريرا لكاتب ومختص فرنسي كشف دور قطر في نشر الإرهاب والتطرف في أوروبا، بالإضافة إلى قنوات الاتصال غير المباشرة بالمئات من المنظمات الإسلامية في جميع أنحاء القارة.
كما نشرت صحيفة "ذا تايمز البريطانية" دراسة الشهر الماضي معمقة كشفت أن بنك "الريان"، الذي تمتلك المؤسسات القطرية 70 بالمئة من أسهمه، يقوم بتمويل منظمات إسلامية بريطانية وُصفت بـ"غير الصديقة"، ومؤخرًا كشف موقع "ذا إنڤيستيجيتيڤ جورنال" البريطاني عن التمويل الذي تلقته جماعة الإخوان في هولندا من سلطات الدوحة، وهكذا يتواصل مسلسل فضائح دعم وتمويل تنظيم الحمدين للإرهاب على مستوى العالم.

شارك