جددت ميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس الأحد، خروقاتها للهدنة الأممية في الحديدة غرب اليمن، وذلك بقصف مكثف لمواقع القوات المشتركة في الأطراف الجنوبية للمدينة ومناطق متفرقة جنوب المحافظة، موقعة إصابات مدنية في مدينة التحيتا.

وتزامن التصعيد الحوثي للخروقات والاستهداف العنيف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة مع سريان انعقاد اجتماع لجنة التنسيق المشتركة لإعادة الانتشار في المياه الدولية على ظهر سفينة أممية، وذلك لبحث آليات تثبيت وقف إطلاق النار والتهدئة ونشر مراقبين في خطوط التماس.

في الأثناء، شن طيران تحالف دعم الشرعية في اليمن فجر أمس الأحد، غارات جوية على مواقع لميليشيات الحوثي في محافظة الجوف، فيما اسفر تجدد المواجهات بين الجيش الوطني والميليشيات في نهم بمحافظة صنعاء، أمس الاول عن مقتل 20 عنصراً من الاخيرة.

وذكر موقع «سبتمبر نت» الناطق باسم وزارة الدفاع اليمنية، أن مقاتلات التحالف استهدفت مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي في منطقتي السليلة، والوجف، بمديرية خب والشعف بمحافظة الجوف. وأسفرت الغارات عن تكبيد الميليشيات خسائر في الأرواح والعتاد.

وأفاد المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية بان قوات الجيش الوطني مسنودة بتحالف دعم الشرعية، حققت امس الاول السبت، تقدّماً جديداً في منطقة حريب نهم شرقي العاصمة صنعاء، وسط خسائر بشرية ومادية في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية.

وأوضح أن الجيش الوطني شن صباح السبت هجوماً معاكساً تمكن خلاله من تحرير عدد من المواقع في حريب نهم، منها البزخ ونبقان، وأسفرت المواجهات عن مقتل 20 عنصراً من الميليشيات وإصابة آخرين.

طلبت قيادة قوات التحالف العربي في الساحل الغربي من قوات الجيش والأمن اليمني بإخلاء كل المرافق والمنشآت المدنية في مديريات بالساحل الغربي المحررة .

وقالت مصادر في القوات المشتركة: إن توجيهات قيادة التحالف بإخراج المعسكرات خارج المدن ومراكز المديريات وفق جدول زمني هو تأكيد بانتهاء أي تهديد من ميليشيا الحوثي لتلك المناطق واستكمال تطبيع الحياة المدنية ونقل القوات إلى جبهات القتال الجديدة في بقية مديريات الساحل.

وحسب المصادر فإن عملية الإخلاء تأتي في إطار خطة عمل لتفعيل تلك المؤسسات خلال المرحلة المقبلة ورفع مستوى تقديم الخدمات للسكان.

وعلى صعيد منفصل شهدت جبهات شمال محافظة الضالع وغربها تصعيداً عسكرياً و تمكنت القوات المشتركة من إفشال أكثر من هجوم للميليشيا في جبهتي حجر وباب غلق والزبيريات وشخب.

عقدت اللجنة المشتركة لإعادة الانتشار في الحديدة، الأحد، اجتماعها السادس، على متن السفينة الأممية "انتركنيك دريم إم في" في عرض البحر الأحمر غربي اليمن.

وناقش الاجتماع برئاسة القائم بأعمال رئيس اللجنة الجنرال هاني نخلة، وبحضور ممثلي الحكومة الشرعية والحوثيين، تشكيل لجنة مشتركة دائمة للتهدئة ووقف إطلاق النار، وفقا لما تم الاتفاق عليه في الاجتماع السابق، إضافة إلى البدء بتشغيل مركز العمليات المشتركة.

وتتكون اللجنة المشتركة للتهدئة، بحسب مصادر مطلعة، من ضباط تابعين للأمم المتحدة وضباط الارتباط السابقين من الجانبين، ومقرها على متن السفينة الأممية في عرض البحر الأحمر، وسيتفرع عنها لجان ميدانية، تتشكل من جنود أممين وآخرين من القوات المشتركة والحوثيين، وتنتشر في خطوط التماس بمحافظة الحديدة.

وستتوزع هذه اللجان، وفقا للمصادر، في مناطق "الربصة، سبعة يوليو، الخمسين، مدينة الصالح، الجامعة"، ومهمتها مراقبة التهدئة في الميدان، والرفع للجنة الرئيسية بمدى التزام الأطراف بالاتفاق.

ومن المقرر أن يستعرض اجتماع اللجنة على مدى يومين، التفاصيل التقنية المتصلة بعمل اللجنة، وفق المقترح الأخير للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفثس، الذي أكد في وقت سابق موافقة الحكومة الشرعية والحوثيين عليه.

مناقشة مناطق وآليات فض الاشتباك

وبحسب المصادر، فإن اللجنة ستركز في اجتماعها، اليوم الاثنين، على مناقشة مناطق وآليات فض الاشتباك ومناطق وآليات نشر مراكز المراقبة المشتركة.

وأنشئت لجنة إعادة الانتشار بموجب اتفاق ستوكهولم بين الحكومة والحوثيين برعاية الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، ورغم مرور نحو عام على الاتفاق ما زالت المحاولات جارية لتحقيق نقطة وقف إطلاق النار.

تفاوض في البحر وهجوم بالبر

وعقب ساعات من انتهاء اليوم الأول للاجتماع السادس للجنة إعادة الانتشار، شنت ميليشيات الحوثي الانقلابية هجوماً عنيفاً على مواقع القوات المشتركة شرق مدينة الحديدة.

وقال المركز الإعلامي لألوية العمالقة، إن القوات المشتركة تمكنت من كسر الهجوم الذي شنته الميليشيات الحوثية.

ونقل عن مصدر عسكري ميداني أن مسلحي الميليشيات شنوا هجوما واسعاً من مناطق عدة على مواقع القوات المشتركة في شارع الخمسين شرق المدينة مستخدمة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وأضاف أن الميليشيات تقوم في هذه الأثناء بقصف مواقع القوات المشتركة بصواريخ الكاتيوشا وبمدفعية الهاون الثقيلة بشكل عنيف.

وأشار المصدر إلى أن القوات المشتركة تمكنت من التصدي وكسر الهجوم، وتكبدت خلاله الميليشيات الإرهابية خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.

قال مراسل "سكاي نيوز عربية" في اليمن، الاثنين، إن مقاتلات التحالف العربي شنت غارات عدة على أهداف حوثية في محافظتي حجة وصعدة، شمالي البلاد.

وأوضحت مصادر محلية، أن الغارات استهدفت مواقع وتجمعات لمليشيات الحوثي الموالية لإيران في مديريتي "حرَض" و"عبْس" بحجّة، وأهدافاً أخرى في مديرية "مجز" في صعدة.

وحسب المصادر، أسفرت الغارات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتمردين الحوثيين، فضلا عن تدمير أسلحة وعربات قتالية.

وفي وقت سابق، الاثنين، دكت مقاتلات تحالف دعم الشرعية مواقع لمليشيات الحوثي الإرهابية في مديرية خب والشعف بمحافظة الجوف اليمنية.

واستهدفت طائرات تحالف دعم الشرعية مواقع وتجمعات المليشيا الحوثية الإرهابية في منطقتي "السليلة" و"الوجف"، بمديرية خب والشعف.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن الغارات أسفرت عن تكبيد مليشيات الحوثيين الإرهابية المتمردة، التابعة لإيران، خسائر في الأرواح والعتاد.

تشهد محافظتا عدن وأبين انفلاتاً أمنياً واشتباكات ليلية بين مسلحين بينهم عناصر من قوات الحرس الرئاسي ومسلحين من المجلس الانتقالي الجنوبي. وقالت مصادر مطلعة في محافظة عدن إن الاشتباكات اندلعت إثر قيام مسلحي «الانتقالي» باقتحام عدد من المنازل بما فيها منزل اللواء أركان حرب في قوات الحماية الرئاسية محمد البوكري.

وهاجم مسلحون موالون للانتقالي حراسة قصر المعاشيق الرئاسي في مديرية كريتر، ووفقاً للمصادر فإن هناك جرحى في صفوف الطرفين في الهجوم.

وفي الوقت ذاته، اغتال مسلحون مجهولون، يرجح أنهم قبليون أمس (الأحد)، جنديا لقوات الحزام الأمني الموالي للمجلس الانتقالي في مديرية الوضيع بمحافظة أبين. وأفادت مصادر أمنية في مديرية الوضيع مسقط رأس الرئيس عبد ربه منصور هادي، بأن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على جندي في الحزام الأمني الخضر وأردوه قتيلاً أمام مستشفى الوضيع ونهبوا سلاحه ولاذوا بالفرار.

يأتي ذلك في الوقت الذي دفع المجلس الانتقالي خلال الـ24 ساعة الماضية بتعزيزات كبيرة نحو مديرية شقرة بمحافظة أبين التي تسيطر عليها الشرعية، فيما كثفت الشرعية من قواتها في محافظة شبوة.