«الإخوان ـــ داعش ـــ القاعدة».. «علاقات آثمة» على أرض اليمن الطاهرة

الإثنين 16/سبتمبر/2019 - 04:11 م
طباعة «الإخوان ـــ داعش
 
تحاول التنظيمات الإرهابية، استغلال الأوضاع الراهنة في الجنوب اليمني لتعيد تشكيل نفسها، وتتسلل إلى الأماكن المحررة، وتشن هجمات بقصد زعزعة الاستقرار.
وتمثل عودة تنظيمي «القاعدة» و«داعش» إلى واجهة الأحداث، ناقوس خطر يهدد بنسف كل الجهود التي بذلت لمحاربتهما وتحجيم وجودهما على أرض اليمن، وهو ما أكدته دولة الإمارات العربية المتحدة بضرورة تحرك المجتمع الدولي لضمان عدم استغلال التنظيمات الإرهابية للوضع الراهن والعودة للساحة اليمنية بقوة لتنفيذ هجماتها الإرهابية.
واستهدف هجومان، الجمعة 30 أغسطس، العاصمة المؤقتة عدن، اذ أعلن تنظيم «القاعدة» استهداف قائد قوات الحزام الأمني في عدن، وضاح عمر، خلال إشرافه على حملة أمنية ضد الخارجين عن القانون، لكنه نجا من الموت، أما الهجوم الأخر، والذي أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنه، وأسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، فقد استهدف دورية لقوات الحزام الأمني في منطقة الكرّاع بمديرية دار سعد، شمالي عدن، ونفذه انتحاري يقود دراجة نارية مفخخة.
ظهر تنظيم «القاعدة» عقب انتهاء الحرب بين الشمال والجنوب عام 1994 وحتى عام 2006، ونشط مشروع القاعدة في اليمن مع عودة من عرفوا بـ«الأفغان العرب»، وكان التركيز على توجيه ضربات للولايات المتحدة الأمريكية بالأساس وليس النظام اليمني.
وظهر في عام 1997 ما عرف بجيش «عدن أبين» والذي أسسه أبو الحسن المحضار، والذى قام بتجنيد الشباب وتدريبهم على مختلف أنواع السلاح في منطقة المراقشة بمحافظتي شبوة وأبين، وقاموا باختطاف 16 سائحًا غربيًّا مطالبين الحكومة بإطلاق سراح بعض المتطرفين، إلا أن الحكومة اليمنية رفضت، وأصرت على تخليص الرهائن بالقوة، ما أدى إلى مقتل أربعة منهم قبل إطلاق سراح الباقي، وقُبض على أبي الحسن المحضار ونُفذ عليه حكم بالإعدام.
في الثاني عشر من أكتوبر عام 2000 اصطدم قارب صغير بالمدمرة الأمريكية «يو اس اس كول» في ميناء عدن، فانفجرت وقُتل في العملية، التي تبناها تنظيم القاعدة، ما أسفر عن مقتل 17 بحارًا أمريكيًّا وإصابة 19 بجروح.
وفي نوفمبر 2014، أعلن تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» رفضه إعلان أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، خليفة للمسلمين، حيث أعلن القيادي حارث النظاري أن "داعش" إحدى الجماعات الجهادية، وأن إعلان الخلافة لم يستوف الشروط اللازمة، ومن ثمّ فإن هذا الإعلان لا يبطل شرعية الجماعات الإسلامية الأخرى التي تعمل في الساحة.
يعود الظهور الأول لتنظيم "داعش" في اليمن مع إعلان التنظيم تبني محاولة اغتيال "خالد بحاح" نائب الرئيس السابق على عبدالله صالح في حادث استهداف فندق القصر في مدينة عدن أكتوبر 2015.
وجاءت عملية تفجير موكب محافظ عدن، جعفر محمد سعد، في ديسمبر 2015 بسيارة مفخخة، لتؤكد من خلال ما بثه التنظيم في سلسلة مقاطع عبر المواقع الإلكترونية عزمه ورغبته بإقامة ما يسمى بـ«ولاية عدن الإسلامية».
وتواصلت عمليات تنظيم «داعش» في عدن ولحج وأبين وخلفت المئات من الضحايا، سواء المدنيين أو العسكريين، ما تطلب إنشاء قوات أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب.
وبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة العام الجارى، تتراوح التقديرات لعناصر داعش من 250 ـ 500 عنصر، بينما تصل التقديرات لأعضاء تنظيم "القاعدة" إلى سبعة آلاف، يتوزعون على محافظات مختلفة، ويتم استهدافهم عبر الغارات الأمريكية التي تعتمد على المعلومات الاستخباراتية، وتنفذ عبر الطائرات المسيرة.
وبعد ظهور "داعش" في العراق وسوريا، ظهر تسجيل مصور لعناصر إرهابية تعلن مبايعة التنظيم وإقامة ما تسمي بـ«ولاية عدن أبين» وسيطر التنظيم الإرهابي على مديرية جعار في محافظة أبين.
واستقطب "داعش" عناصره من "القاعدة" بعد أن أظهر وحشية في عملياته الإرهابية خلال العام 2015 ومحاولاته السيطرة على "عدن" التي كانت قد تحررت من ميليشيات الحوثي في يوليو 2015 لكنها عرفت موجة من العمليات العنيفة.
في مطلع عام 2017، أعلن أمير تنظيم القاعدة في اليمن، قاسم الريمي، أن التنظيم قاتل إلى جانب الإخوان، في عدة جبهات كصرواح في مأرب، وبيحان في شبوة، وعدد من جبهات محافظة البيضاء، إضافة إلى جبهات في الجوف وتعز.
كما كشف المركز الأمريكي للدراسات أنّ العلاقة بين الإخوان وجميع التنظيمات الإرهابية الأخرى، خاصة القاعدة، تتميز بالتعقيد؛ إذ تنطوي على عملية تأثير وتأثر بينهم، فالجماعات تحتاج بالضرورة إلى أموال وتدفقات اقتصادية؛ حتى تستكمل مهامها الموكلة إليها، ويبدو أنّ قطر تقوم بهذا الدور من خلال حزب «الإصلاح»، وهو ما أعلنه «منتدى باريس للسلام والتنمية»، الذي عُقد في 28 مارس العام 2018؛ حيث قدم تقريرًا يتهم قطر بـ«تمويل عناصر القاعدة عن طريق دفع فدية، تظاهرت الدولة الخليجية بأنها بريئة؛ لتحرير السويسرية سيلفيا، في مارس العام 2012، وبالطبع دفعت الأموال بوساطة إخوانية، من خلال عناصر حزب الإصلاح الإخواني.
وفي مايو 2016،  وجه أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، الاتهام إلي  إخوان اليمن بالتحالف مع تنظيم القاعدة الذي كان يسيطر على مدينة المكلا قبل أن تطرده منها قوات التحالف العربي والمقاومة اليمنية، قائلًا في تغريدة على "تويتر": «في مدينة المكلا وجدنا أدلة حقيقية وملموسة عديدة للتعاون والتنسيق بين الإخوان والقاعدة، مضيفًا أن قناعتهم واضحة بشأن تحالف الانتهازية والإرهاب».
نقلا عن المرجع

شارك